الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعديل السلوك المعرفي 2

حسين عجيب

2018 / 1 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أريك فروم يكرر فكرة ، في أكثر من كتاب له ، فحواها أن بعض الناس يعيشون حياتهم بكاملها ، من دون أن يلتقوا بشخص واحد لطيف وودود بالفعل !
يصعب الاقتناع بتلك ، الفكرة _ الخبرة ، التي هي بالفعل من أسوأ الكوابيس ، لو أنها تتحقق في أي مجتمع أو جماعة أو ثقافة .
توجد ، فكرة _ خبرة ، معاكسة تماما وعلى النقيض يكررها فيكتور فرانكل في كتابته ، حيث يعتقد أن البطولة الإنسانية ( بمعنى تجاوز المصلحة الذاتية والأنانية بالفعل ) موجودة في كل مكان أو علاقة اجتماعية في العالم ، ويسوق أمثلة عديدة من أسوأ معتقل _ محرقة معروفة ، أ شويفتز ، حيث خرج حيا باحتمال لا يتعدى 1 من20 ...... وتجربته وخلاصتها " الانسان يبحث عن المعنى ، مع العلاج بالمعنى " إحدى العلامات المضيئة في القرن العشرين .
رغبتي وتجربتي تلتقيان مع فكرة فرانكل ، ضد فكرة فروم ، ولو أنها موجودة أيضا وحقيقة لا يمكن نكرانها _ بالرغم من صعوبة تصديقها .
....
لقد كنت محظوظا طوال عمري ، في السجون وفي المشفى وفي المعسكرات الفعلية أو الطلابية والجامعية ....التقيت بالنماذج البطولية من النساء والرجال ، وأنا مدين لها بحياتي .
وتوجد فكرة _ خبرة ، كتبت عنها اكثر من مرة ، وهي غير منطقية وقد حدثت معي مرارا وتكرارا ، حيث في أشد الأوقات وفي أسوأ الأحوال ألتقي ب ..." ما يفوق الوصف " في روعته وجماله ، وكل كتابتي (الشعرية ) مراجعها تجارب حقيقية من لحم ودم ، وليست تخيلا أو مجرد أفكار ذهنية ورغبات خاصة أشباه العزلة وبيتنا ، أيضا نحن لا نتبادل الكلام . وأعتقد أنني شاعر غير موهوب _ إذا جاز لي حمل صفة شاعر _ ولو كان في موقعي شخص متوسط الموهبة لكتب أعمالا بالغة العمق والجمال ، بالتأكيد أفضل مما فعلت ،... وذلك ما اعرف انني فشلت في تحقيقه في الشعر ، وخلال كتابتي عموما . وأنا أعمل بوعي وقصد على تعويض ذلك النقص بالاجتهاد والصبر ، بصراحة ووضوح ، وهو الامر الذي يفسر تنوع كتابتي وتعدد موضوعاتها وكثرتها معا .
المهم ، عودة إلى موضوع تعديل السلوك المعرفي....
الفكرة التي اختبرتها عمليا ، وأطبقها خلال حياتي اليومية والاجتماعية ، تغيير المشاعر والشخصية بمجملها عبر تغيير نمط التفكير والاعتقاد .
وهذا موقف التحليل النفسي ، تغيير الشعور والاعتقاد من خلال تغيير الشخصية من خلال الكلام فقط وعبره ، بدون استخدام القوة والتهديد ، أيضا بدون استخدام الأدوية والكيمياء .
.....
تعديل السلوك الإنساني ، عبر ممثليه الأبرز بافلوف وسكنر ، يقوم على تجاوز التحليل النفسي بالفعل . أو بعبارة أفضل ، بافلوف لم يدخل في سجال مع التحليل النفسي أو سواه من طرق المعالجة النفسية التي كانت شائعة في عصره ، واكتفى بدور رجل العلم بالفعل والقول والموقف الثابت طوال حياته . على النقيض من سكنر الذي كان خصمه الأساسي ( كزعيم وقائد ) لاتجاه جديد في العلاج النفسي ، هو التحليل النفسي ورموزه ، وسكنر يشبه فرويد في جمعه الدائم بين الموقفين الفلسفي والعلمي ، وزاد عليه بكتابة الأدب أيضا....وقد يكون السبب غير الواعي وراء تفضيلي الشخصي لتعديل السلوك على التحليل ؟! .
كان التحليل النفسي ثورة على سبل العلاج التي سبقته ، خصوصا على التنويم المغناطيسي ، الذي يعتبر المريض قاصرا ومن مستوى أدنى من الطبيب والمعالج .
ومن المعروف تاريخيا دور التحليل النفسي ، وفرويد وسوليفان ، بشكل خاص في الاعتراف
بحقوق المريض والطفل.... المساوية لحقوق بقية البشر بدون تمييز أو استثناء .
بعدما تكرس الاعتراف بحقوق المريض والطفل والمرأة ، من خلال مساهمة التحليل النفسي ، مثل غيره من بقية المدارس والاتجاهات الفلسفية التقدمية ، وصارت قضايا التكافؤ والمساواة بين المريض العقلي وغيره ( السليم) من المسلمات الاجتماعية أيضا ، لم يعد يكفي العلاج بالكلام فقط ، ....أو بعبارة ثانية ، يعتمد التحليل النفسي في تغيير شخصية المريض ، على الفكرة التقليدية بأن تغيير الأفكار والاعتقاد للشخص (الفرد) أو المجتمع والجماعة ، ينتج عنهما بشكل ثابت تغيير الشعور والصحة العقلية أيضا .
المساهمة الفلسفية والثقافية العامة التي قدمتها تيارات " تعديل السلوك الإنساني " ومدارسه المتنوعة ، تتمثل في اختيار الطريق الثالث للعلاج ، ثم تبنيه بشكل أحادي عبر سكنر خصوصا , وهو العلاج بتغيير العادات والسلوك ، وليس بالعلاج الجسدي أو الفكري .
وهذا ما اختبرته وكتبت عنه " تعديل السلوك المعرفي " بالتحديد .
.....
تتمثل مساهمتي الشخصية في تعديل السلوك المعرفي ، بكشف وفهم الطبيعة المركبة للزمن ، وخصوصا اللحظة متعددة الأبعاد والوجوه والتوجهات ....وهذا ما سأعرضه بوضوح خلال النص ، وبتفصيل وتوسع أكثر من المعتاد في كتابتي السابقة .
اليوم واللحظة ، نموذجان للزمن والوقت معا وبالتزامن . ويمكن فهم طبيعة الزمن ( والوقت ) من خلال فهم طبيعة اللحظة واليوم .
توجد أربعة اتجاهات وأشكال بارزة لليوم : 1_ الحاضر 2_ الغد مع المستقبل 3 _ الأمس مع الماضي 4 _ الزمن الثرثرة والاختلاط العشوائي بينها .
....
تغيير الماضي ؟
عبر صناعة الأمس الشخصي ، يمكن بعدها وبسهولة تكاد لا تصدق ، تغيير الشخصية العميقة اللاواعية وغير الشعورية معا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا