الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-فجر- وزخات المطر الأحمر

سارة يوسف

2018 / 1 / 17
الادب والفن


"فجر " وزخات المطر الأحمر
سارة يوسف

.. الانتظار اكثر يعرضهاللخطر .. عليه انقاذها الان .. طلب من زملائه التغطية من الرصاص المتساقط كالمطر ..
توقف "فجر "عن زيارتي حاولت ان الحق به .. اسأله يا"فجر" ولو لمرة اخيرة أجبني هل وصلت لها ؟ واقصد تلك الطفلة المنزوية في ذلك البيت المهدوم في احدى ازقة الموصل اريد ان اعرف ..... رفض فجر البوح بسر اخر من تلك القصة التي اكتبها ..... عدم ظهوره ثانية أربكني كثيرآ وجعل الأسطر القليلة التي كتبتها عنه بلا معنى ... ترسم بشرآ او ابطالآ في مخيلتك تحاول ان تمنحهم من دمك وروحك ،رغم ذلك بعضهم يتمرد عليك ... يؤسفني ان تكون واحدآ منهم يافجر.....

عاد فجر الى مكانه في المعركة باندفاع اكبر دون ان ينهي ايّام إجازته في بغداد مع الأهل .... أصيص الرصاص لم يهدأ.. السعادة لم تعد له مجرد صحبة من الأصدقاء او رحلة او حالة حب .. النصر والمجد في المعركة ضد الإعداء ... إنقاذ الناس من الموت ، طفل شيخ او امرأة المجازفة تستحق فيها عمر اخر لانسان لديه أحبة واصدقاء .. تلك هي حالات الرضى والفخر التي تجتاحه وتشعره بطعم الانسانية وتوصله قمة النشوة التي لطالما طلبها وتمناها ....
هناك في ساحة القتال لمح بمنظاره طفلة تستغيث بصوت ضائع في سمآء موشحة بالدخان والرماد وأصوات القنابل . كانت تلتصق بذلك الجدار المنزوي في بيتها المدمر .. لم يستطع تركها أبدا صورتها بقيت عالقة حتى بعد ساعة من الانتظار ربما تتوقف المعركة لبعض الوقت .. او على الأقل تهدء تلك الأصوات المميتة .... هذا لم يحدث أبدا ، أخذ فجر على عاتقه إنقاذ تلك الطفلة الحاضنة لدميتها قرر الوصول لها حتى لو رقص مع الرصاص وأصوات القنابل رقصته الاخيرة ....
ارحمني يافجر انت بطلي اخبرني هل حضنت الطفلة هل مسحت دموعها؟ ، ربما غسلت بقايا الغبار من دميتها لماذا لم تآتي !!! أستطيع ان استيقظ ليال طوال من اجلك ومن اجل الطفلة والقصة .. اريد ان أكون معك وانت تحاول ... انا ضائعة في تلك المعركة معك وتلك الطفلة هي جزء مني وربما انا .. أرجوك أسرع بإنقاذها ..
جعلتك تشعر بالفخر والنصر انا من منحك ذلك الشعور .. انت فقط فوق اوراقي بطل ..كل هذا وأكثر لكنك ترفض الكلام معي يافجر تريد ان تحرمني الشعور بالسعادة للحظة ...
ترى مالذي جعلني ابحث عن بطل وهمي مشاكس مثلك يافجر واترك ابطالآ مثل مصطفى العذاري او ابا تحسين رجالآ عرقهم ودمائهم الزكية تتساقط فعلا على تلك التربة.وتصنع نصرآ واضحآ .... ليس مهمآ يافجر ..انتظرك.... يوم شهر او اكثر لن أفزع من الانتظار والصبر .. اخبرك سرآ خسرنا الكثير ونحن ننتظر وننتظر من اجل شيئا ما .. لم نصله قط .. هناك انتظرنا الخلاص .. هنا انتظرنا الإقامة .. الجنسية.. معادلة الشهادة العمل ثم ماذا .. مازالنا ننتظر ونترقب ..... لم تأتي بجديد يافجر .... ربما انا التي تقطع علاقتها معك ..... امزق اوراقي وامسح تلك الأسطر ولن اذكر اسمك ابدآ .. سامحني يافجر اذا لم تنقذ تلك الطفلة ستنتهي حتى من خيالي..
تواصل فجر أمس ليلا معي .. ذكر لي انه لايستطيع ان يكون مثل بقيت الأبطال خيال كاذب... بل فاجئني كثيرا عندما قال لي لو انقذت الطفلة .ماذا بعد !!!.. مالذي سيحدث !!؟ ... هل ستصبح الموصل جنة .!!! . وتلك الطفلة الوحيدة ماذا عن مستقبلها ؟! ... اخبريني كي أكون معك .. .... في بلدي لا يكون لتلك الطفلة او للنصر معنآ ومجرموه احرار . ياسارة كوني مع أبطالك باسمة الخياطة وهند وياسر وتلك الطآئرة .. لا تبتعدي كثيرآ .. أرحلي معهم في القصص الرومانسية واترك ذلك الوطن ينتظر مثلك شيئا لم يصل له ابدآ مع أولئك القتلة الجهلة السراق ..
سارة هل فكرت بتلك الأفلام العربية القديمة ذات الأبيض والاسود جميعها تنتهي بالزواج والسعادة .. هل بقيت مع اولئك الأبطال يومآ الى مابعد النهاية .... الزواج هل هو نهاية الحياة او الحب هكذا بدت لي الصورة من تلك الروايات .. .. الموت فقط هو النهاية ... ان كان ذلك يشعرك بالسعادة سأنقذ الطفلة وربما استشهد من اجلك وأصبح بطلآ. المهم الوطن هل ينتصر ويصبح لكم أنتم الحقائق التي تسير على ارضه بعد استشهادي .. و يقتل الموت في الشوارع .... أم هي مجرد خاتمة تروي غليل عطشك في الهروب مثل تلك التي في الافلام القديمة ... الأبيض والاسود .....؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إيراني يناقض الرواية العراقية حيال -قاعدة كالسو- وهجما


.. شبّه جمهورها ومحبيها بمتعاطي مخدر الحشيش..علي العميم يحلل أس




.. نبؤته تحققت!! .. ملك التوقعات يثير الجدل ومفاجأة جديدة عن فن


.. كل الزوايا - الكاتب الصحفي د. محمد الباز يتحدث عن كواليس اجت




.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله