الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفواه مقبورة

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2018 / 1 / 17
الادب والفن



أنا وَأنتِ أيتانِ بيِّنتان
يُرتلُنا البُعدُ بِصوتٍ جَميل
فَيسمعُنا اللِّقاءُ بِخشوعٍ
لا أعلمُ لِمَ يُفسرُنا النَّاس
على أننا دَمويون
في حين أنَّ الشَّوقَ يَنزفُنا
كلَّ ليلةٍ بِهدوءٍ 
على شَكلِ أنهارٍ من دَموع

_____________________

مَارأيُكِ ياحَبيبتي
أن نَخلقَ عَالماً وردياً ؟
لَيسَ عليكِ إلا أن تَقفي أمَامي
وَتَضعي كفَّ يَدكِ بِجوارِ كفِّ يَدي
وَكلّما باغتَنا الشَّوق
أطرقُ البَابَ بِغمزةٍ
فَتخرجُ شَفتكِ مَكسوفةً
تُبادرُ شَفتي بإلقاءِ التَّحية
حتَّى تَأخذَ شِفاهُنا اللاهثة
بَعضَها البعض بِالاحتضَان
وَهَكذا نَكون قَد كسرْنا جميعَ الأقفاص
وَتَحررتْ من قَيدِها العَصافير

________________________

جَارتي أمرأةٌ عَجوز
كانَ قد مَاتَ زوجُها بِحربٍ سابقة
ثُمَّ لَحقوا أباهُم ثلاثةٌ من أولادِها
جَراء سَطوة الجُوع
وَما تَبقَّى لَها سِوى بنتٍ مَريضة
لاتَقوى على الحَركةِ دونَ عنايةٍ
كلُّ يومٍ أسمعُ جَارتي تُتمتم
هِي تُتمتمُ منذُ عُقود
لا أحدَ يَدركُ مَاتقول
اليومُ صَباحاَ بَاغتُها بِشَغبٍ
فَسمعتُها تَقولُ بِجزعٍ :
المَوتُ مِفتاحُ الفَرج
المَوتُ مِفتاحُ الفَرج
المَوتُ مِفتاحُ الفَرج ..!!

____________________

أنا وَبعضُ من أعرفُهم
وَجوهُنا مَرايا
عَجبا على أولئكَ الذين
يَسألونَنا بِسخفٍ
عن سَببِ سَمرةِ بَشرتِنا !!
وَهم يَعلمونَ جَيداً 
بِأننا من بِلادِ السَّواد !!!

_____________________


لَطالمَا تَمنيتُ
لو أنَّ اللهَ خَلقَني
من القمحِ وَليسَ من التُّراب
حتَّى إذا بَلغتُ أجلي
أوارى في بُطونِ الجَائعين

_______________________

أتلقَّى ضَرباً مُبرحاً
من كفِّ غيابِها
وَعندَما تَعودُ تَتوعدُني
بِأن تَأكلَ حِبالي الصَّوتية
في حين أني ما اقترفتُ ذنباً
سِوى أني كنتُ أصدحُ بِحبِها
أثناءَ الصَّفعَات !!

____________________

يَا أُمي
لِمَ رَضيتِ أن أكبر !!
أنا اتلاشي الآن كلياً
اتلاشى كَـ فكرةِ المَشي
فِي رَأسِ معاقٍ

___________________

الإنتظارُ
يَمسكُني بِصورةٍ مُستقيمة
يُقطعُني إلى أشلاءٍ صَغيرة
ثُمُّ يَمزجُني بِشيءٍ من الأسف 

مع بعضِ المُذيبات

لأكونَ عِلكةً طَريةً فِيما بَعد

يُقلبُني لسانُ الوقتِ بِأفواهِ القبور

___________________________


قَلبكِ
النَّابضُ بِالحَياة
مَاهو إلا تَابوتٌ أسلامي
لاتَدومُ فيهِ جثثُ المَوتى

_______________________

الأفكارُ السَّيئة
حَشراتٌ لاتَألفُ الضَوء
وَرأسِي كوزٌ مَليءٌ بِالثُّقوب

______________________


أحبُّ الفَتياتِ

اللواتي يَلوذنَ في بُيوتهنَ

وَلايُفضِّلنَ الخُروج

يُذكِّرنني كثيراً

بِتلكَ الرَّصاصَةِ الخَجلة

التي فَضَّلتْ المَوتَ في البُندقية

على أن تَلوذَ بِصَدري..

_________________________

أقف في زاوية حادة
وأجرب أن أشنق نفسي
سيكون الهواء قليلا حينها
سأحاول التنفس لابأس
وأتذكر :
كيف كانت تجري في عروقي
دماء الشغب
وكيف ألكز جثث الموتى
وهم على دكة المغتسل
وكيف ساعدت أبي على إنهاء
كل مالديه من أحلام وسجائر
وكيف دفنت الخوف
قبل أن أبلغ الحلم
وكيف وكيف وكيف..
حتى تباشر أسنان الزاوية
بالانطباق على رقبتي
وهي تلفظ أنفاسي الشابة
بحرقة عجوز
فينزف رأسي أخر فكرة
على شكل قيح ورماد
وتخرج روحي اليابسة
باستيحاء مراهقة
لم يسبق أن رأت شابا وسيما
وكأية حقيقة ضائعة
أغمض عيني بتودد
وأموت...
ههههه أموت ههههههه
تبا هههههه هكذا أموت
دون أن ألعق ولو مرة واحدة
حلاوة الغد !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - هل الفنان محمد علاء هيكون دنجوان الدراما المصري


.. كلمة أخيرة - غادة عبد الرازق تكشف سر اختيار الفنان محمد علاء




.. كلمة أخيرة - الفنانة سيمون تكشف عن نصيحة والدها.. وسر عودتها


.. كلمة أخيرة - محدش باركلي لما مضيت مسلسل صيد العقارب.. الفنان




.. كلمة أخيرة - الشر اللي في شخصية سامح في صيد العقارب ليه أسبا