الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثليون بين جلد الذات وسياط المجتمع وصمت المثقف!

محمد مسافير

2018 / 1 / 18
حقوق مثليي الجنس


حينما أكتب مقالا أدافع فيه عن المثلية، غالبا ما أتهم بها، ومشكل المتهمين، هو أنانيتهم الشاذة، لا يعتقدون بوجود إنسان يدافع عن شيء لا يخصه...
اطمئنوا يا سادة، لست مثليا، ولست أنثى حين أدافع عن حقوق النساء، ولست أستاذا حين أعلن تضامني مع الأساتذة المضربون، إنسانيتي تتجاوز حدود كينونتي، لذا لا أخجل من إبداء مواقفي...
وربما هذا هو السبب الذي يجعل أغلب المثقفين التقدميين في بلادنا يخشون نقاش المثلية الجنسية في ندوات عمومية أو ورشات تثقيفية أو حتى في مقالات تنويرية، هذا الموضوع شبه مغيب في الواقع، وكأنه جمرة متقدة تحرق يد كل من يقربها، رغم أن هذه الفئة بالذات، هي الأشد معاناة في بلدنا وفي جميع البلدان المتخلفة أو الدينية، فهم لا يستطيعون أبدا الكشف عن ميولاتهم أمام العلن، لأنه مهددون بالقتل أو التعذيب كما سبق وأن شهدوا في أكثر من مناسبة، يعانون الاضطهاد في صمت دون أن يقدروا على نصرة بعضهم البعض، مثلا في مظاهرات ترفع مطالب حقوقية تضمن كرامتهم، أو على الأقل، عبر تقديم عرائض للجهات المسؤولة!
مضطهدون داخل الأسرة الجاهلة، فهي أول تجاربهم مع الاضطهاد، حين يتصيدهم الأهل داخل غرفهم يمارسون "المحظور"، فيسومونهم سوء العذاب أو يطردوهم خارج البيت، فتتدهور حالتهم النفسية، ويتحولون إلى سلبيين اجتماعيا وفاشلين في حياتهم الدراسية أو المهنية لاستحالة الاتزان في منظومة اجتماعية تلفظ أحد أفرادها!
وقد تجد معظمهم يجلدون ذواته، يضطهدون أنفسهم، فيعتقدون أنهم هم المسؤولون عن ميولاتهم التي ربما يعتبرونها انحرافا، فتظل عقدة النقص تلازمهم، وتأنيب الضمير يرافقهم، فيغلق أحدهم على نفسه الباب، ويخبط رأسه بجدران الغرفة، ويسقط في حالة هستيرية مرضية قد تقود به إلى الانتحار، أو ربما تجده يدعوا الله بكرة وأصيلا عله يعفوا عنه فيما أصابه!
تأنيب الضمير هذا، والإضطهاد الاجتماعي الذي يحيط المثلي، له أساس ديني، حيث يعتبر هذا الفعل من كبائر الفواحش، واسم مقترفه لا يذكر في الجنة، لذا فإن اقترافه يعني بشكل مباشرة إعلان العداوة مع الله، ومصيره في أذهان المجتمع، وفي ذهنه أيضا، هو نار جهنم خالدا فيها، إنها نتيجة حتمية!
وبما أن هذا الحكم موجود ولا خلاف فيه دينيا، فإنهم يستبعدون أي نقاش علمي وقد يعتبرونه مؤامرة ماسونية صهيونية تسعى إلى الإباحية ونشر الرذيلة في المجتمع، دون أن يحاولوا يوما الإنصات لهذا "المجرم المفترض"، ويتقصوا حقيقته!
لكن لن يكون هذا نهاية المسلسل، فالعالم المتقدم أيضا كانت له روايات عنيفة وقاسية جدا ضد المثليين، قبل أن يخطوا هذه الخطوات العملاقة نحو حقوق الإنسان عامة، وذلك بفضل نضالات الضحايا أنفسهم، ثم بفضل جهود التنويريين الذين ينطقون بالحق مهما بدا نشازا، أو مهما حاربه الرعاع!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال
عبد الحكيم عثمان ( 2018 / 1 / 17 - 23:15 )
لماذا يرغب المثلي بأعلان مثليته؟
وماهي الحقوق التي يريدها المثليين
؟
كل البشر تمارس الجنس سواء كان جنس شرعي او غير شرعي خلف الجدران والابواب المغلقة
ومن يمنع المثلي من العمل او من الدراسة اومن السفر او من حق التملك او من حق الحصول على الجنسية وجواز السفر ومن العلاج ومن حق الصداقة من الذي يمنعه ومن الذي يمنعه ان مارس مثليته وراء الجدران والابواب المغلقة
يعني المثلية علم ام الختراع حتى يرغب المثليين باعلان مثايتهم والله عجيب امرهم وامر من يدافع عنهم

اخر الافلام

.. قيس سعيّد يرفض التدخلات الخارجية ومحاولات توطين المهاجرين في


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة – برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجا




.. نشرة إيجاز – برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجاعة محتومة في


.. العراق يرجئ مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام أو المؤبد على الع




.. رئيسة -أطباء السودان لحقوق الإنسان-: 80% من مشافي السودان دم