الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة بين المفكر والمغني

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2018 / 1 / 18
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


ثورة القلم والموسيقى في ذكرى محمود محمد طه المفكر ومحمود عبدالعزيز المغني:

غدا يتوجه الشعب السوداني وقواه السياسية والمدنية إلي منزل المفكر السوداني الجمهوري محمود محمد طه لإحياء ذكرى إغتياله من قبل سلطة مايو بقيادة الجنرال جعفر نميري في العام 1985م بسبب رفضه ومعارضته لقوانيين سبتمبر الجائرة التي تبناها النظام المايوي النميروي، وهي قوانيين وضعت لقهر المجتمع السوداني برمته تحت شعار الأسلمة السياسية التي إعتبرها كثيرون متاجرة غير مقبولة بالدين من قبل سلطة فقدت مقومات البقاء لإدارة حوار سياسي وفكري مع المثقفين والرأي العام السوداني، فكانت أطروحته الأخيرة تهدف لدفع البلاد إلي الدخول في مغامرات خاسرة أدت في نهايتها لفتح أبواب السجون ونصب المشانق للمعارضين السياسيين، وفي أعلى منصة وقف المفكر الجمهوري محمود طه وسلم عنقه بجسارة دفاعا عن مبادئ آمن بها ودافع عنها بشجاعة.

فمع إنطلاق الشعب السوداني في طريق الثورة ضد السلطة الإنقاذية البوليسية التي تمثل إمتداد منهجي للحكم العسكري والأسلمة السياسية في السودان، إتخذت المقاومة الثورية منزل الأستاذ محمود ميدان جديد لمناهضة الظلم والفساد والدكتاتورية، وهي ذات المفاهيم التي قاتل من أجلها الراحل محمود بقلمه الذي خط الحقيقة في وقت توارت فيه الأقلام الآخرى خوفا من النظام او تماهيا معه، والتجمع غدا في منزل المفكر محمود سيكون إمتداد للثورة السودانية التي تغلي بها الشوارع، ومع إستقبال هذا اليوم الثوري التاريخي نحي أسرة وتلاميذ المفكر محمود محمد طه وهم يلتحمون مع شعبهم بقوة، حاملين لواء الحرية لتنفيذ وصايا الأستاذ والوالد العزيز والدفاع عن وطنهم، وهنا نضم صوتنا لأصواتهم وندعوا الشعب السوداني لتذكر أبطاله الذين قدموا أرواحهم فداء لوطن غالي ونفيس.

واليوم بالتزامن مع مظاهرات ام درمان تجمع الآلاف من محبي الفنان محمود عبدالعزيز في الخرطوم لإحياء ذكراه العطرة، ولكن حاصرتهم الشرطة الإنقاذية المرتعبة من الحراك الجاري، والنظام يدرك الوعي العالي لدا جماهير محمود، ويوم رحيله في العام 2013م كان شاهدا علي مواقفه الوطنية ووعي جماهيره.

ومحمود هو مغني بزر قيم السلام والمحبة في نفوس السودانيين بابدعاه وإنسانيته وقلبه الذي صار منزلا مفعما بالجمال والمحبة لكل المجتمع، وبينما هو يغني للحب والوطن كان يصارع السلطة الإسلاموي المستبدة التي لا يمكنها التعايش مع الفن والفكر مهما تلونت، فهي معادية لكل ما ينتجه العقل في عالمنا، وكم مرة تم سجن ومحاكمة محمود بزرائع مختلفة، وكانت الأقلام والموسيقى من أهم الوسائل التي تترجم لغة الثورة والكفاح من أجل الحرية والكرامة وتحقيق صفاء النفس لبناء مجتمع إنساني تعاوني.

وبين اليوم والغد يجري حوار القيم والأخلاق علي منضدة التاريخ في الساحة السودانية بين (قلم المفكر محمود وموسيقى المغني محمود) للإجابة علي سؤال الماضي والحاضر والمستقبل وهو كيفية بناء دولة السلام والديمقراطية لمجتمع إنساني حر، هذا السؤال المحوري سنجاوب عليه معا لنحقق أحلام وتطلعات (محمود المفكر ومحمود المغني) إذا إنخرطنا في الثورة وأسقطنا هذا النظام المستبد ووضعنا دولتنا في مكانها الصحيح بين الدول المتقدمة سياسيا وإقتصاديا وإنسانيا، وهكذا يجب علينا أن نكون، لأن المسؤلية الوطنية يتحملها السياسي والمفكر والمغني والمهني وكل الشعب، وبلادنا الآن تحتاج لألف محمود ومحمود حتى تخرج من غياهب الفقر والظلم والظلام والإستبداد إلي فضاء الحرية والديمقراطية والسلام والتنمية المستدامة.

المجد لأرواح الشهداء في عالمها الأبدي.
الثورة مستمرة والنصر أكيد.


سعد محمد عبدالله
الأربعاء - 17 يناير - 2018م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن