الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثأر في الإسلام

غازي صابر

2018 / 1 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عشية ظهور الإسلام كان هناك خلاف وعداء قديم بين بني هاشم وهو أبو عبد المطلب وأبن أخيه إمية جد أبو سفيان وما أن أعلن النبي دعوته للإسلام وهو الهاشمي حتى عارضه أبناء عمومته بني إمية حتى لايستأثر بالسلطتين الدينية والسياسية .
في موروث العرب الصحراوي والبدوي هناك عرف ولعنة إسمها الغزو وهو يكاد أن يكون ناموساً للعرب وفيه من الجرائم البشعة في القتل وغنم الأطفال والنساء وبيعهم في سوق النخاسة وسلب الأملاك والمال وكان جوع الصحراء وعطشها هو الدافع الفكري واللاإنساني لهذا الغزو .
ولا أدري هل كان الله غائباً ولايدرك لعنة العداء هذه بين النبي وأبناء عمومته ولعنة الغزو عندما أمر النبي بحمل السيف وفرض الإسلام على قريش وقبائل الجزيرة بالقوة ؟
في أول معركة للنبي مع أعمامه معركة بدر تمكن عمه الحمزه من قتل إمية والد هند زوجة أبو سفيان والإمام علي قتل الوليدأبن أمية وأبو عبيدة قتل شبية عم هند ولهذا ترملت هند زوجة أبو سفيان زعيم بني إمية بقتلى كبار العائلة .
إحرق قلب هند باللوعة والحزن وهي تفقد رجال عائلتها فصممت على الإنتقام وهي العربية الأصيلة وبنت الحسب والنسب وخططت لمعركة إحد القادمة وتمكنت من قتل الحمزه لأنه قتل الوالد وأكلت كبده وهو نيئ وفلت الإمام علي وأبو عبيده من إنتقامها لكنها كتمت حقدها لأن النبي حقق الإنتصار على قريش فقامت على تربية أولادها وأحفادها على الأخذ بالثأر من قتلة عائلتها وأشرفت على تربية يزيد بن معاوية .
في ملحمة الطف تمكن يزيد من قتل الإمام الحسين وأبناء عمومته في كربلاء العراقية وهو في طريقه من مكة لحكم العراق كخليفة عن أبيه وبأبشع قتل وطلب يزيد رؤوس القتلى اليه في الشام وحملها الجنود على رؤوس الرماح الى هناك لأن الحسين رفض مبايعته بالخلافة ولأن جدته هند لازالت ترن بأذنه بالثأر لأجداده وهذا ما قاله لزينب وهو يتشفى بها وتعصب وغضب لأنه شاهد الفتى علي أبن الحسين لم يقتل مع عائلته فقيل له أنه لم يبلغ الرشد بعد فأمربرفع ثوبه وعندما لم يشاهد شعر في عانة الفتى عفى عنه وهذه كانت وحدة قياس لدى العرب والشعوب الرعوية الغازية في قتل كل الذكور من أعدائهم الا الذي لم يظهر شعر في عانته .
ويبقى السؤال كيف يأمر الله النبي بالجهاد وهو غزو لأن فيه غنائم من النساء والأطفال والأملاك وهضم حقوق وحياة الأخرين من البشر وهذا ما حصل عليه النبي في غزواته وهذا ما أثار لعنة الثأر عند العرب ولحد اليوم تعيش الشعوب العربية والإسلامية الثأر لهذا الإقتتال القديم بين بني هاشم وبني إمية وهذا واضح في قتال الشيعة والسنة والوهابية مع أننا نعيش في عصر تطورت فيه شعوب العالم وتجاوزت الأديان لكننا لازلنا نعيش جحيم الثأر الإسلامي والعربي القبيح والدموي والمتجذر في الموروث وهو يعايشنا كل صباح ومساء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س