الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنَا وَشُقوقُ الرُّوح

محمد الشوفاني

2018 / 1 / 18
الادب والفن



أيَا ذاتيَّ المُنْصاعَةَ الحَيْرَى
مِنْ مُعاناتِكِ تَنْسابُ آثارٌ
كَرَسْمِ أقدامْ،
تنساب آثارٌ في كيمياءِ دَمِي
تنسابُ في خَبايا باطِنِي
طالتْ في الأمَدِ أعْوَامْ.

غَيْرَ أنَّا
لمَّا عاكَسَتْنا دُنْيانا بالشَّراسَةِ
رَاوَغَتْنا في المُلِمَّاتْ،
غَرِقْنا في تَيَّارٍ للتَّكْفير عنْ ذَنْبِنا
حيثُ في النِّزالِ انْدَحَرْنا،
وانْجَرَفْنا
في مَسارِ النَّكَساتْ.

أرهَقتْنا أقْدارٌ صَنَعْناها
واحْتَمَلنا شُقوقاً في رُؤانا،
طَوَّحَتْنا أقْدارٌ رُوحيْنِ مُتَصَدِّعَتَيْنْ
-أعْتَى مِنْ أعْدائِنا-
بَدَّدْتْنا،
عَرايَا منْ عَتادٍ لِصَدِّ الشَّتاتْ.

غير أنَّا، يا أنَايْ
رَفَعْنا سِلاحاً بِشَدِّ اليَدَيْنْ
غَيَّرْنا المَجْرَى لمّا غُصْنا
في جُروحِنا؛
أكْرَهْنا دَوْرَةَ الحياةِ أنْ أتَمَّتْ حَلقَتَها
كَمَا ابْتَغَيْنا.

وحينَ أزَاحَتِ الحِجابَ شمسٌ منْ نارْ
وعادَ مُسْتَسْلِماً لِرِيَّاحِنا التيَّارْ ،
عُدْتِ يا روحاً نَشْوَى في عَافِيَّةْ
مُوَشَّاةَ الجيدِ بالعَقيقِ الأرْجُوَانْ
بِماءِ الورْدِ العاطِرِ نَدِيَّةْ
غامرةً بتهليلٍ عَمَّ المَدَى،
وفي الأعالي الخُضْرِ ابْتَهَجْنا
لَمَّا أدْرَكْتِ المُنْتَهَى،
وَرَقَصْنَا رقصةَ الروحِ العاشقةِ
مَعَ الأنا.

محمد الشوفاني
مراكش في : 18 – 01 - 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج