الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحل شاه إيران وسيرحل الملالي و يبقى فكر مصدق شامخا

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


شعارنا : حرية – مساواة -- أخوة

حسب ما قرأت عنه في الأرشيف ستحل في 5 آذار مارس القادم الذكرى 52 لرحيل رجل إيراني ديموقراطي و وطني من العيار الثقيل هو محمد مصدق الذي تم الإنقلاب عليه عسكريا و الإطاحة بحكومته المنتخبة ديموقراطيا سنة 1953 بتواطؤ الشاه الراحل و ملالي إيران مع المخابرات الغربية (إنجلترا و أمريكا ) آنذاك .
محمد مصدق كرجل سياسة من الطراز الرفيع قام بتأميم النفط الإيراني الذي يعني حرمان الشركات الإنجليزية و غيرها من إستنزاف ثروة الشعب الإيراني الوطنية و تهريب أموالها للخارج دون أن يستفيد منها الشعب في تسديد حاجياته المتزايدة .و سار في دروب إرساء الديموقراطية في إيران مدافعا في المحافل الغربية عن حق الشعب الإيراني فيها لتأسيس دولة قوية بشعبها و بسيادة كل إيراني على أرض وطنه و تمتعه بالحرية والكرامة التي يستحق و التي لا يستجديها من أحد ..
بوصلة مصدق كانت متجهة للمستقبل و للحق و للصدق مع الشعب .لذلك زاد نفوذه السياسي و هدد تلك المصالح الغربية والشرقية على حد سواء التي كانت على حساب مصلحة شعب إيران ..
و لماذا صدقتُ كل هذه المعلومات عن محمد مصدق اليوم رغم كوني لم أكن قد وُلدت بعد آنذاك ؟
لأن نفس الشيء حدث في دول نامية كثيرة منها موريتانيا سنة 2008 لما فسخ الرئيس المنتخب ديموقراطيا لأول مرة في تاريخ موريتانيا عبد الله ولد الشيخ عقود شركات فرنسية و بدأ بتطهير الجيش من خطر الإنقلاب على الديموقراطية و على رأسهم الجنرال ولد عبد العزيز قائد الحرس الرئاسي ، حدث الإنقلاب العسكري بتدخل فرنسي و بقيادة ولد عبد العزيز نفسه الذي لا يزال ممسكا بزمام السلطة إلى يومنا هذا منذ 2008 والذي يُحتمل جدا أنه سيتم الإنقلاب عليه هو أيضا يوما ما إذا لم يتنازل للشعب عن السلطة للرجوع للطريق الديموقراطي.
و لا أدري لماذا كلما قام رئيس منتخب في دولة نامية بأي خطوات لصالح الشعب تتواطأ ضده قوى غربية ، رغم كونها ديموقراطية، لإزاحته عن الحكم بأي طريقة لإبطال قراراته ، حتى ليخيل للمرء أن الغرب يقول الديموقراطية حلال عندنا حرام عندكم. .
من المفهوم في عالم السياسة الدولية أن ما يتم السماح بفعله من طرف مسؤولي بعض الدول الغربية الديموقراطية في دول أخرى، رغم كونه مخالفا للديموقراطية و لدساتير تلك الدول ، يكون ضرورة قومية بالنسبة لهم تحت المبدأ الميكيافيللي " الغاية تبرر الوسيلة"..
و إذن في هذه الحالة يصبح طرح أي سؤال يتضمن أداة "لو" غير ذي موضوع مثل هذا السؤال : كيف كان سيكون حال الشعب الايراني اليوم "لو" لم يتم التواطؤ المخابراتي الغربي مع شاه و ملالي إيران ضد محمد مصدق رئيس الوزراء المقتدر المنتخب ديموقراطيا ؟
أو مثل السؤال : هل كانت منطقة الشرق الأوسط ستكون هي نفسها اليوم "لو" بقي مصدق في رئاسة الوزراء في ايران و بقي زخمه في الصعود و ترسيخ الديموقراطية وبناء إنسان إيران الحر والكريم ؟
لذلك و بالنظر للنتائج التي حصلت لإيران و المنطقة فيمكن القول بكل تأكيد أن تنحية مصدق و رفاقه عن السلطة من طرف الغرب كان خطأ فادحا.و هو ما جر على إيران محنة وصول ملالي إيران الإرهابيين للسلطة و حرمان الايرانيين من الحرية و الكرامة بنشرهم الإرهاب و الرعب في إيران نفسها و في المنطقة بأسرها و في العالم بشكل وقح و مكشوف و بأموال الشعب الإيراني و بأفكار الديكتاتورية الدينية الحالمة و الخاطئة التي ليس هذا لا زمانها و لا مكانها.
فالديكتاتورية الدينية تقتل السياسة و تقتل الإبداع .لأنها تقتل الحرية و العدالة و المساواة التي بدونها لا يكون هناك تفكير و لا تقدم و لا حياة كريمة ولا سلام .
هذه القيم قيم الحرية و العدالة والديموقراطية و المساواة و إنصاف المرأة هي ما ضحى محمد مصدق من أجله .
و بالنظر لمبادئ منظمة مجاهدي خلق لا يجد المرء كثير عناء في الإستنتاج أن هذا الرجل من الطراز الرفيع مثل كل رؤساء المنظمة هوأبوها الروحي و الفكري . (أنظر صورة البطل من خلال الرابط أسفل المقال) .
و إذن فمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي إستمرار لفكر مصدق و روحه الذي تستحق ألف تحية و إكبار و إجلال من لدن كل مدافع عبر العالم عن الديموقراطية وسيادة الشعوب و حقها الطبيعي في الحرية والكرامة .
نستنتج ذلك من خلال سلوك أعضائها و مواقفهم المشرفة .ففي عام 1972 أثناء محاكمة أول مجموعة من قادة حركة مجاهدي خلق الإيرانية في المحاكم العسكرية لنظام الشاه، قال مسعود رجوي عضو اللجنة المركزية الأولى للحركة مدافعا عن خطه الفكري و خط رفاقه أمام المحكمة ما معناه :
"أنا وأصدقائى أبناء للدكتور مصدق حيث تركنا المال والمنصب جانباً."
بالمناسبة فالراحل السيد مسعود رجوي هو زوج مدام مريم رجوي الرئيسة الحالية للمنظمة.
لا يُفهم من كلام السيد مسعود رجوي أن أعضاء الحركة هم أبناء بيولوجيين و إنما وارثين و متبنين لفكر محمد مصدق الذي يقول أن القيم الكونية للإنسان التي هي الديموقراطية و الحرية والكرامة و السيادة الوطنية والإستقلال هي الثروة الحقيقية الأولى التي يمثلها و يفخر بها أعضاء المنظمة و ليس المال أو المناصب.و لذلك كانت منظمة مجاهدي خلق دوما قوية و مصممة و مضحية بكل شيء من أجل تحقيق هذه الأهداف داخل إيران.
ولم تساوم طيلة تاريخها على مبادئها .لأن المساومة تعني المساومة على أساس وجودها .يتهيأ لي أن المنظمة تقول "يا إما أن نكون عقلانيين عصريين ديموقراطيين أو لا نكون و لا وسط بين هاتين الحالتين ".
و لذلك فقد دفعت ثمنا باهضا من الأرواح و الأموال و الكوادرو آلام التعذيب في المعتقلات والسجون سواء داخل إيران قبل سقوط الشاه أو بعد ذلك مع حكام الفاشية بعد الشاه أو خارجها مثل ما حدث لها بمخيماتها في العراق (مخيم أشرف و ليبرتي .....) من معاناة و حرمان من حقوق دولية لا غبار عليها ..و هذا يبين أن أعضاءها قد صبروا على كل محنة .لأنهم آمنوا بإستماتة بمبادئها الخالدة و الحقة في التحرر و الإنعتاق من العبودية التي لا تليق بمكانة الإنسان الذي يسمو على كل أنواع الكائنات الحية النباتية منها والحيوانية..
و هاهي الايام تثبت أنها كانت دوما على حق ..
لم ترض المنظمة ان تساوم على مبادئها او تتخلى عنها بقبول حصتها من المناصب مع المجرمين من ملالي ايران تقاسما "لكعكة السلطة" على حساب وفائها لعهدها مع الشعب . ولذلك عارضت هؤلاء بشدة و حزم ووقفت ضدهم بكل شجاعة و قوة لأنها كانت و لا تزال من اقوى الحركات التي اطاحت بحكم الشاه.
و رغم معاناتها الدولية فقد نجحت في إزالة إسمها من قائمة المنظمات الإرهابية التي وضعتها فيها بعض الدول الغربية مثل بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية ...و نجحت في رفع القيود عن مناضليها في العراق بعد تضامن دولي معها.ونجحت في رفع التجميد عن أموالها وممتلكاتها بالخارج (خارج إيران) التي تتحصل من أعمال منتسبيها .
و أعتقد أنه قد آن الأوان للدول الغربية كي تصحح الخطأ القديم الذي قام به مسؤولوها في الخمسينات تجاه محمد مصدق المنتخب ديموقراطيا بعد إزاحته بطريقة غير شرعية عن الحكم و أدى لما أدى إليه من خطأ في جعل إيران على أيدي الملالي دولة ناشرة و مصدرة للرعب و الإرهاب ، أن تعترف بالمنظمة ناطقا شرعيا بإسم شعب إيران كتكفير عن ذلك الخطأ و تصحيحا له و كرد لدَيْن في عنقها تجاه شعب إيران .فلا بديل اليوم عن الخيار الديموقراطي لبناء دولة قوية تعبر عن إرادة وسيادة الشعب.و هذا البديل تمثله منظمة مجاهدي خلق ..
و المظاهرات الأخيرة في إيران أظهرت أن منظمة مجاهدي خلق و بلسان خامنئي نفسه الذي إعترف بدورها في الأحداث هي التي تحمل هذا المشروع الديموقراطي العملاق الذي يتوق له شعب إيران لجعل ايران دولة سلام في المنطقة للإيرانيين أولا تحقق آمالهم و تطلعاتهم .
و يبدوأن المنظمة قد ضحت بالغالي والنفيس و بأكثر مما يكفي من أجل تحقيق هذا المشروع .ولذلك يتعاطف معها أبناؤها داخل إيران . و قد رفع كثيرون منهم صور السيدة مدام مريم رجوي رئيسة المنظمة في شوارع إيران تعبيرا عن تعلقهم بها و بتمثيلها لآمالهم و تطلعاتهم المشروعة ..
كما رفعوا شعار الموت للديكتاتور "خامنئي" و نظامه الإرهابي المكروه إيرانيا و دوليا.
فهذا النظام المنبوذ الذي يفرض نفسه على الشعب بالحديد والنار و الدجل و التخويف و التعذيب و الحنين للماضي و يبذر أموال الشعب يمينا و يسارا مصيره الفشل والسقوط في النهاية . لأن عجزه عن حل المشاكل الإقتصادية هو في الأساس راجع لعجزه الهيكلي و السياسي الذي لا يستخدم كل أبناء إيران .فهو مثل أي إستعمار للبلد .
لا يمكن لنظام سياسي و طني أن يعطي الأوامر من أجل سحق التظاهرات و ضرب الحق في حرية التعبير و الرأي السياسي و ضرب القانون في صفر .فلا يجب أن تُضرب بالهراوات حتى الدواب فمابالك بالإنسان ذي الكرامة .
والمظاهرات الأخيرة إذن رغم القمع تكون قد أزالت كل شرعية سياسية عن المجرمين الحقيقيين من آيات الشر و الشيطان في حق الشعب و أظهرت الدليل لمن يحتاج لدليل بأن الشعب يخوض معركة طويلة ضد جلاديه و ليس ضد حاكميه.
و إذا قال أحدهم أن الشعب هو الذي إنتخبهم ، فإن المظاهرات الأخيرة تثبت أن نفس الشعب يقول بأنه لم يوقع لهم أي شيك على بياض.فهاهم أبناؤه يقولون بصوت واضح و مسموع "الموت للديكتاتور".
فهل تستجيب الدول الغربية سريعا للصوت العالي الذي رفعه المتظاهرون في شوارع طهران نحو العالم و لآمال هذا الشعب في التحرر من الفاشية الدينية و الدجل و الّإرهاب ؟
هذا ما يتمناه كل عاقل و حر.

رابط صورة للدكتور محمد مصدق يرفع يده اليسرى تحية لرفاقه :
إخترت هذه الصورة لدلالتها المشجعة و البسمة فيها إبتسامة نصر و ثقة بالنفس.
http://asre-nou.net/php/view.php?objnr=37630








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية