الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار الكاتب أيهم غوشة مع الشاعرة هدلا القصار

هدلا القصار

2018 / 1 / 18
الادب والفن


أجرى اللقاء: أيهم أبوغوش- الحياة الثقافية

قالت الشاعرة هدلاء القصار المقيمة في قطاع غزة إن الانقسام دفع العديد من المبدعين إلى الانزواء والصمت أو الخوف من التعبير في كتاباتهم، مشيرة إلى أن الانقسام تسبب بكارثة إبداعية مزرية.

ونوهت القصار في لقاء مع "الحياة الثقافية " إلى أن يوجد في قطاع غزة طاقات شبابية متميزة يمكنها أن تصل إلى العالمية، مؤكدة أن الجيل الشاب في القصة أكثر قدرة وتعبيرا عن ذاته.

ودعت وزارة الثقافة إلى إصدار قانون يلزم المطابع ودور النشر بعدم السماح لأي كاتب ناشئ بطباعة إصداره قبل تحكيمه والحصول على الموافقات اللازمة، حتى لا يصبح السوق مشاعا لكل ما هو غث وسمين.

الانقسام...كارثة إبداعية


1 - خلال أكثر من عقد من الانقسام، كيف تقيمين انعكاس هذا الواقع السياسي على حياة المثقفين وإبداعهم؟
بالطبع لا يمكن أن نتجاهل أضرار الانقسام وانعكاسه على الثقافة والإبداع من الناحية المعنوية والاجتماعية والسياسية وما يترتب عليهم من ثغرات دفع العديد من المبدعين إلى الانزواء و الصمت أو الخوف من التعبير في كتاباتهم/هن ما أدى إلى كارثة إبداعية مزرية . لذا ظل الأديب او الشاعر يجتر نفسه او يكتب للتفريغ فقط دون نشر ، وأننا على يقين لو حصل الكاتب على حرية التعبير ستخرج كتاباتهم/هن من الإدراج مدونة بطريقة جميلة محملة بالإلهام والطبعة الشعورية والبوح الصادق ....
وكذلك من أحدى مؤثرات الانقسام وسلبياته التي دفعت بعض الشعراء المبدعين اللجوء الى الومضات المبنية على علاقات نتية لقتل الوقت والملل على شبكات التواصل التي تسببت بقتل ولادة الإبداع ... إلى أن أصبح عبارة عن تلقيح صناعي خالي من الموضوعية والسبك والموسيقى الداخلية التي تمثل الطبعة الشعورية لدي المبدع .

أما بالنسبة للقصة فهي الأكثر حظا، واقل ضررا من الرواية التي ما زالت لم تبرح ركنها النضالي والاحتلالي الا بما ندر
لانها لم تعد تمت بصلة لواقع الجيل الجديد الذي يعيش منغصات الحياة المليئة بالآهات والألم والمعاناة والحصار الناتج عن السياسية والاغلاقات ..... اثنتي عشر عاما .
وكأن الرواية لدي بعض الأدباء لا تعترف بجيل اليوم او أنهم يهربون من الحديث عن الواقع واللجوء إلى التاريخ وسياسات الاحتلال التي تحولت أوراقه لموائد الطعام ..... بما انه لم يعد يهم الجيل الشاب الذي لم يعد لديه سوا الأحاديث عن آلامهم ومعاناتهم وما يفيض به الكبت وعدم الشعور بالذات الإنسانية والاجتماعية الخالية من التفكير بمستقبل لم يعد يرسم في المخيلة .... لذا نرى الجيل الشاب في القصة أكثر قدرة وتعبيرا عن ذاته حتى من خلف قضبان الانقسام .

هناك من الجيل الشاب من كتب عن معاناته وما يراه في الحياة والجامعة والعمل والشارع والبائع
والجار والصديق والأخ السجين .......
ولهذه الأسباب لم يعد على الساحة الفلسطينية من الشعراء والأدباء إلا القليل القليل ، ولا بد من ذكر بعض الأسماء التي نقدر حنكة أقلامهم/هن ذات الطابع المتنوع منهم الأديب والشاعر زياد جيوشي/و الأديب المهاجر خليل إبراهيم خليل/ والأديب الشاعر حسين حجازي /والشاعر عبد السلام العطاري /والشاعرة والقاصة سماح المزين/ والشاعر شجاع الصفدي / والشاعر ماهر المقوسي / والشاعر أكرم الصوراني / والشاعر ياسر الوقاد/ الشاعرة والقاصة أسماء العزايزة / والقاصة نهيل مهنا /والشاعرة رجاء غانم/ آسيا شلبي/الشاعرة رجاء غانم وغيرهم العديد مما يصعب علينا استحضار ما ظل حاضرا في ورقة تضيق بأسمائهم/هن .....


2) ما هو حجم ظاهرة هجرة المثقفين من قطاع غزة في ظل ما يعانيه من قهر وظروف حياتية صعبة؟

بالنسبة للهجرة هي مسألة عالمية طبيعية، وخاصة لدي الشعب الفلسطيني، وبشكل خاص لمدينة غزة، ولكن للأسف لا يمكن إحصاء من هاجر منها من الأدباء المثقفين لسبب عدم توفر السفر او الهجرة القسرية منذ ما يقارب اثني عشر عام الخروج من غزة ألا ما يعد على أصابع اليد تحديدا بسبب عدم توفير سيل السفر إلا ما ندر ، بالنسبة لمدينة غزة .
أما من الضفة الغربية فالوضع يختلف لسبب توفير وسائل السفر لديهم عبر المطار الإسرائيلي او جسر الأردن . لكن إذ أردنا ذكر فيما مضى ؟! هناك من هاجر بسبب اليأس والإحباط المدمر فكل منهم حسب أعماله منهم من سافر للدراسة ومنهم للتجارة ومنهم من هرب من الحروب والانقسام الذي خلف الحصار والفقر والبطالة والاختناق والسرقات والقتل والتعاطي الممنوع ......وهذا أيضا أدى الى تدهور أوضاع المجتمع الفلسطيني بمجمل ثقافته .

اما بالنسبة للمهاجرين عامة نعتقد حسب إحصائية عام 2007 أن عدد المهاجرين تخطى الخمسة ألف مهاجر، ما جعل الساحة الإبداعية الفلسطينية تعاني من تغيب هجرة الأدمغة الفكرية والكفاءات التي تعتمد على توريد التربية الثقافية المتمثلة بثقافة أبناء الوطن .

فبرأينا من الضروري محاربة آفة الهجرة للخارج من خلال دمج فئة الشباب وإجبارها على البقاء، ومساندتها لتطوير الفكري الإبداعي والاجتماعي والوطني الذي يقوي الشعور بالانتماء الوطني لعالمه ....
وأيضا من خلال توفير الجو النفسي المريح خاصة من الجيل الصاعد الذي يطالب بإنهاء الانقسام المنعكس سلباً على هذه الفئة، وكما يجب العمل على إصلاح ما أفسده الانقسام والاهم العامل السياسي السيكولوجي المؤثر على المجتمع الغزي، و الاقتصادي وفتح المعابر أولا وأخير .



3) كيف تقيمن تجربة الأدباء الشباب في قطاع غزة، وهل هناك نماذج يمكن له أن تصل إلى العالمية في فنون الشعر والقصة والرواية تحديدا؟
بالنسبة لمواهب المبدعين يمكنني القول حسب تقييمي وبعد خوضي بإقامة برنامج رعاية المواهب الشابة لفترات طويلة تخللت دورات عديدة لجميع أجناس الأدب والفنون وجدت أن هناك طاقات فوق المتوقع يمكنك أن تراهن علهم/هن من الجيل الشاب الذي يبشر بالوصول إلى العالمية دون سواهم، ولأنهم/هن فهم الأقدر ولأنهم يملكون جرأة التعبير عما يعانيه جيلهم من تأثيرات المجتمع الضيق الأفق، والعيش بما يحاصرهم بين أعمدة المنازل وعلب غرفهم التي يختلون بها للكتابة عن مشكلاتهم/هن التي يفرغونها على أوراقهم الإبداعية ... فعلى سبيل المثال يحضرني أسماء بعضهم/ هم منهم:
المبدع حامد رضوان عاشور / عبد الله نسمان/ حنان ابو عجوة / سماح خليفة/ ألاء القطراوي/ ومحمد الزقزوق /محمد ابو عساكر/ احمد القريناوي / غادة ستيفان القصاص / مصلح أبو غالي / حليمة أبو حجير / وهناك العديد من المواهب



4) يعاني الأدباء الفلسطينيون عموما من معضلة تمويل نشر إنتاجهم الأدبي...إلى أي حد تؤثر هذه الظاهرة على الإنتاج الثقافي والأدبي في فلسطين؟ ما الحل برأيكم؟
هناك تمويل لا يعد ولا يحصى للمؤسسات الثقافية والمنتديات لكنهم لا يلعبون دورا رياديا في الحركة الثقافية الفلسطينية والاستفادة من هذا الدعم ، لا بل يتعاملون به للمتاجرة بمستقبل الأدباء والمبدعين ... قد نجد في هذا السوق الغث والسمين .
لان هناك من لا يهتم سوى تشغيل مشاريع مؤسسته التي تورد لهم مكاسب مالية جمة تأتي من الخارج لتصدير فعالياتهم وندواتهم الغير مجدية .....
متناسيين أن هناك مواهب شابة بحاجة إلى رعاية ودوارات فعلية كي تكتمل ثقافة إبداعهم او تهيئهم لان يكون شعراء مبدعين يتكلم عنهم/هن الجيل القادم لكن ما يحصل في مدينة غزة تحديدا فيقدمون بشكل عشوائي أطفال من السن العاشرة حتى العشرين أو الخامسة والعشرين من العمر على أنهم شعراء ء أدباء ، من هنا يحضرنا سؤال منذ متى أصبح هذا الطفل أديبا؟! أن كلمة أديب كلمة واسعة كالبحر .... فمن له الحق تصنيف وتقديم هذا الجيل على أنهم شعراء أدباء، ومن قيم أعمالهم؟ وحتى لو قيمت من الخطاء أن يقدم على أساس شاعر وهو في مراحله الأولى ، ان مثل هذه التجاوزات تؤثر سلبا على المبدع والساحة الأدبية في غزة. التي كثر فيها تلاعب المؤسسات الثقافية التي لا بهمها سوى تشغل مشاريعها بطرق عشوائية، وهذا ما جعل لدينا مطبوعات بطرق عشوائية .
ولم يقتصر على المواهب هذا التصنيف المضاف إلى العديد كبار السن يستنسخون


لذا يجب على وزارة الثقافة وضع قانون للمطابع و دور النشر بعدم طباعة أي جنس أدبي لكاتب أو مبدع حديث او ناشئ يريد أن يطبع له أول ديوان شعري او كتاب قصصي أو رواية إلا بموافقتها او يدفع صاحب المطبعة او دار النشر غرامة مالية ...
إلا في حال إحضار ورقة بموافقة وزارة الثقافة التي يجب أن تحول المادة التي يراد طباعتها للمرة الأولى إلى لجنة تحكيم نزيه ومتنوعة حسب تنوع الكتابات المقدمة لهم بشرط أن تكون غير مشروط بنوع شعري معين، او لجنة تابعة للوزارة ليتم تقييم ما سيورد إلى المتلقي بطريقة متقنة لحماية النتاج الأدبي تحديدا .
بدل أن تترك دور النشر والمطابع مفتوحة على مصراعيها دون ربط وحزم... ، فلو كان هناك متابعات نقدية ولجان للتحكيم... لما انتشرت الإصدارات العشوائية المربكة للناقد جراء هذا الكم الهائل الذي يزخ المطبوعات التي أصبحت كسوق " فراس الشعبي" في مدينة غزة ، التي فتحت التسوق لكل من أراد أن يصبح كاتبا او شاعرا كيفما كان ، ولن بعضهم قد يكون شاعر .... من وراء سرقة إبداعات أدبية ليست لهم وهذا الفعل أصبح موضة اليوم بسبب الشبكة العنكبوتية التي يسيء استخدامها ولو أراد أن نذكر سرقات شعراء ومواهب من صفحات النت سنجد أن الثقافة الفلسطينية أصبحت عبارة عن تصنيع وليس إبداع ونحن لدينا مقالات ودراسات نشرت عن السرقات الأدبية بالاسم والروابط التي تثبت استنساخات أبداع الآخرين.
وهذا أيضا يلعب دور في كثافة المطبوعات التي تطبع على نفقة المبدعين الذين ينتجون إصدارتهم بعيدا عن محكمين نقاد او مرجع للموافقة على إصدار ديوانا شعريا او قصص او رواية الا من خلال بعض المنظرين وللأسف خلال سنة 2017 كثر فيها النقاد ليسوا بنقاد اكادميين او محكمين حقوقيين


من هذا المنطلق يجب على وزارة الثقافة تشديد على مثل هذه المطبوعات التي يجب ان تعرض على المراقبة والموافقة على نشر ما يصلح او يصدر من منافع أدبية ثقافية طيبة
لكي يتثنى لهذا المطبوعات أن تشارك بعد ذلك بمعارض لمطبوعاتها الصادرة بموافقة وزارة الثقافة الفلسطينية التي يجب أن تكون أكثر حرصا واهتماما في الشأن الأدبي بأجمعه لأنها تثمل
ثقافة الشعب الفلسطيني بأكمله


لذا نطالب بإجراءات قانونية للحد من هذه الفوضى الظاهرة، وعدم قبول طباعة او نشر أي مادة حديثة لكاتب ما لم سبق له او لها ان نشر من قبل، ويجب ان نكون الوزارة أكثر حرصا لأي مادة تقدم من حديثي التعاطي الأدبي ووضعه على طاولة لجنة تحكيم متنوعة وملمة بأجناس الأدب عامة لحماية المصنفات الإبداعية، كما يجب ان يكون هناك عدم محسوبية او محاباة فالأدب بعيد كل البعد عن هذا وذاك . ( وإيقاف توزيع ما تم إصدار ما لم يحمل رسالة إبداعية)

أما بالنسبة لنشر انتاجات أدبية فنحن كأدباء ومثقفين لم نشعر بأي مساهمة بالنشر عن طريق وزارة الثقافة او حتى اتحاد الكتاب الفلسطينيين،
لهذا يلجا الشاعر الأديب أكراما لخلقه وكرامته الطباعة على نفقته الخاصة ولا يجني من الوزارة حتى حفل توقيع كتابه .
لهذا نقول ليس هناك تنظيم وضبط الحالة الثقافية والإبداعية على الساحة الأدبية وخاصة في مدينة غزة تحديدا بسبب تشتت الحاصل جراء الانقسام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج