الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتدري ما السهر؟

مريم الحسن

2018 / 1 / 18
الادب والفن


أتدري ما السهر؟
هو في الليلِ سفر
و عزفُ كمانٍ مبحوح الوتر
هو هجرةُ الأفكار لعشِّ ثباتها
و الوُجهةُ؟...
فضاءُ خيالاتٍ فلاتُها
امتدت حتى متاهات الضياع
و عالم الهذيان في اللا مستقر


أتدري ما السهر؟
هو صلاةُ غائب
تقيمها الروح على نيةِ ابتهالاتٍ ...
و لألآت عَبرات
تسعِّر لأجلها نيران الحنين
في غاباتِ الحُب السكرى
و تستمطر بدمعها غيماً ضنين
بقطراتِ السُحب الحُبلى
و تنفخ في الريح لتزفر أنين
على خيباتِ الدموع الحَرّى
لإحياء ذكرى
تعلّقت أطرافها بهُدبِ الشعور
مخافة سقوطها في فك الذبول
مخافة مضغها بنابِ الأفول
بحنكةِ شيخ نسيانٍ بردانٍ
احترفت أسنانه مع السنين
مهارة نهش الذاكرة
و طمس المشاعر بلا أثر


أتدري ما السهر؟
هو تسلّقُ الحلم لحبل المُحال
و عناقُ اليأسِ لفم الآمال
و سيرٌ طويل على درب الوِصال
وُلوج صحارى و خوض بحور
تنهيدُ حيارى من عجزٍ أو قصور
و عزفُ قيثارة بدمعِ مقهور
رحلةٌ في ظلمة الوهم و أنواره
لإنقاذ بسمة من فم الوَهنِ
بعد أن عصفت بها رياح الشجن
فغابت و عادت من كَرى الزمن
كانبلاج فجرٍ بعد حَزن
أطلّ بوجههِ ليطرد رياحاً
لم تُبقِ على فرحةٍ للقلبِ
و فيه بسمة لم تَذَر


أتدري ما السهر؟
هو بكل بساطة انقطاع الأثر
رحلةٌ مضطربة إلى العالم المجهول
و غوصُ الوعي في فراغ اللا معقول
و ارتحالُ العقل على صهوة الذهول
مغامراً بوَجدِهِ
و مقامراً برُشدِهِ
لقاء حَفنة هذيانٍ
ترمي به لساعةٍ أو اثنتان
على شطّ الجنون تارةً... و تارةً في أحضان حبيبٍ سليبٍ
غيّب الصمتُ بَوحَ كلامهِ
فصار صدى السؤالِ كل جوابهِ
كترجيع النواقيس لإعلانٍ مفاده:
لا خبر عني اليوم أو في الغدِ لا خبر
لا تنتظري الجواب فلا خبر مني انا لا خبر


أتدري ما السهر؟
هو السؤالُ حين يأخذ شكل السكّين
و ينغرز عميقاً في جرح الحنين
و يحفر في آه الوجع و بوح الأنين
يستنطق الماضي عن شبحِ جوابٍ
فيموت الجواب من شدّة التعذيب و يجن سؤاله من القهر


أتدري ما السهر؟
هو شوقٌ يناضلُ رغم الألم
و دمعٌ فاض و لم يُلَم
و رُشدٌ ضاع أو انهدم
هو انتظارٌ نادى على صمتٍ تمادى
فما أغاثه
غير همهمات خيل سواد الليل
و ثرثرات همس بريق النجوم
و تفاصيل حكايا باح بأسرارها
تبدّل أطوار وجه القمر


أتدري ما السهر؟
هو ما وصّفت لكَ
و نقلت طيورُ ليلك إليك
عبتةٌ و باب
و حديقةٌ بأعشاب
سيجارةٌ لا تنطفي و دخانٌ يُفتش عن الأسباب
رمادٌ تذرّيه الرياح على الحجارة المرصوفة في ممر الدار
طيورٌ مغردة تحطُ صبح مسا على عُري الأغصان و على رؤوس الأشجار
و قطٌّ طموحٌ اقتحم على غفلةٍ عتمة البيت حاملاً منك أخبار
رسائلاً قصار
أو ربما جواب
مفادهُ عميق و ليس مختصر


أتدري ما السهر؟
هو الحبُ حين يرفضُ بكلِ جسارةٍ أن يموت
و صدقٌ مصرٌّ على الثبات و على الصمود
و عزلةٌ أقعدتها كثرة خيباتها في قوم عادٍ و ثمود
هو أنا أنت و أنت أنا
حكمةُ و أقدار
و صدفةُ التقاء موسيقى النهرٍ بموّال الأمطار
قضاءٌ لم يكن لي و لك فيه أي يد
و قدرٌ ليس لك و لي منه أي مفر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل


.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج




.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما