الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قتل عزيز ؟ قصة الحلقة الثانية

احمد عبدول

2018 / 1 / 19
الادب والفن


دخل الجميع الى الغرفة المطلة على (الدربونة)
بادرهم (احمد) : الله بالخير اخوان
ـ الله بالخير ابو شهاب
تناول (عزيز) مطفاة السكائر ووضعها امامه على الطاولة ثم اخذ يدخن سيكارته بحرقة كعادته
سأل الاستاذ عبدالرزاق الجالسين قائلا : اشلونكم اخباركم ؟
رد باسم: والله بالعراق العظيم مثل ميكول القائد الضرورة

نظر الاستاذ الى عزيز الذي يجلس امامه وساله : اشلونها صلاتك عزيز ؟
ـ والله استاذ الفقر ايخلي الواحد مو بس ينسى صلاته ينسى حتى نفسه
ـ بالعكس الفقير محتاج للصلاة والدعاء دائما
يمعود تذكر من جنت اجيك للبيت واشوفك تقرا القران ودموعك مبللة اهدومك
ـ اي اتذكر بس كلشي بوكته استاذ
ارتفع صوت عزيز وهو يبتسم ويشير بيده
نحو احمد
ـ استاذ ابو زينب ليش متسأل احمد عن صلاته ؟
ـ ادري باحمد مشغول بقراءة كتب علي الوردي
قال باسم : ليش كتب علي الوردي تبعد الواحد عن دينه وصلاته
ـ لا اخويه باسم بس اني كمت اشوف الاديان تنظر للانسان من الخارج وعلم الاجتماع ينظر للانسان من الداخل

قال عزيز : صدكوني اني اخر ايام كمت من اوكف للصلاة ما اميز الركعة الثانية من الثالثة
رد الاستاذ:هذا مو عذر
قال باسم : عمي الله يساعد العراقيين على هلظروف
اصلا الواحد منهم صار يتمنى يحكمه كافر لو يهودي ولا صدام وعصابته
انتفض عزيز بقوة :متكلي اشبيهم اليهود مو جانوا يعيشون ويانا بسلام بس السياسة هيه الي خلتهم يتركون العراق
واحنا ما قصرنا فرهدنا فلوسهم ومحلاتهم والله احنا مو خوش ناس
سكت باسم
ثم اخذ يسأل عزيز عن خطوبته
صارح عزيز اصدقائه بمشروع خطوبته وانه ماض في الزواج من سمية رغم معارضة والدته الشديدة
بارك له الاصدقاء مقدما متمنين له كل التوفيق .
مرت اكثرمن خمسة ايام واخبارعزيز منقطعة عن اصدقائه اتصل احمد بهم لكنهم كانوا لا يعرفون شيء .
ذهب احمد الى بيت اهل عزيز الذي لا يبعد عنهم سوى مسافة قصيرة
واذا به يصادف الاخ الاكبر ل(عزيز) والذي عرف منه انه تزوج منذ يومين وانتقل الى غرفة في احد الخانات في شارع الرشيد بالقرب من جامع الحيدر خانة .

في اليوم التالي ذهب احمد لزيارة عزيز فلما وصل جامع الحيدر خانة توقف ليسال عن شاب وزوجته قد اساجرا غرفة خلال اليومين الماضيين
كان هناك رجل مسن يرتدي الزي البغدادي جالس على اريكة كانت شناشيل دارة ما تزال تحتفظ بالقها على الرغم من تقادم الاعوام وتباعد الازمنة
سال احمد الرجل المسن فاخذ يشير الى منتصف فرع الجامع ويقول :
ـ اي وصلت اكو شاب وزوجته نزلوا بذاك الخان على ايدك اليمنة
ـ الف شكر حاج
ـ اغاتي تامر امر
ابطا احمد امام خان قديم متهالك كان الباب مفتوحا دخل مترددا وهو يصيح باعلى صوته
ـ اخوان منو اهناه
ـ لاح له وجه رجل نحيف الجسد محمر العينين تفوح منه رائحة الخمر يبدو انه استيقظ للتو من نوم عميق
ـ كول يمعود شتريد اشلون منام
ـ اخويه اسال عن ولد وزوجته اجروا غرفه قبل يومين
ـ اصعد فوك وتلكاهم
ثم اغلق باب غرفته بقوة

كان احمد يقدم رجل ويؤخر ثانية فقد يكون اضل العنوان لكنه سرعان ما صار امام سمية
التي كانت تنشر الملابس على الحبال الممتدة على طول الممرفي الطابق الثاني من الخان المتهالك
اندفعت سمية بقوة الى غرفتها وهي تقول: عزيز تعال شوف من جاي علينه
ـ اهلا ابو شهاب شجابك
ـ اليسال يندل ابن عمي
تعانق الصديقان والدموع تنهمر من عيون (عزيز) بغزارة .
جاءت سمية بالشربت وقطع الحلوى
ـ مبروك عليكم اختي العزيزة بالرفاه والبنين
ـ الله يحفظك اخوية
كانت غرفة الزوجين شبه المعتمة
عبارة عن اثات بسيط ومستعمل

قال احمد : كلي اشلون مدبرها كاعد تشتغل
ـ لا والله جاي اشتغل( جايجي ) بكهوة بشارع الرشيد
ـ الله يساعدك
ـ ابن عمك ذيب لا تخاف عليه
ـ والنعم منك
ـ اخوية عزيز الجماعة كلهم يسلمون عليك الاستاذ عبدالرزاق وباسم وابو سلام وجميع اهالي المنطقة وان شاء الله عن قريب يزوروك
ـ لا احمد ارجوك لاتخلي احد يجي ويكلف نفسه
اني راجع المدينة الحرية باسرع وقت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل