الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمير أمين:وحشية القوى الامبريالية قبل وفاتها

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)

2018 / 1 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يسخر سمير امين في مقابلة بالانكليزية اجراها معه النمساوي الشيوعي ولتر برين ممثل يساري في المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي. " من معدلات النمو الألمانية التي يتم استعراضها على انها انجاز غربي حيث ترتفع من 1,2 الى 1,3 ويعتبر معدل النمو هذا ليس رقما عابرا بل مؤشرا ان الأزمة في المراكز الاحتكارية الرأسمالية هي هيكلية، وليست بسبب السياسات الخاطئة .وهذا يذكرنا بكتابه القيم والذي تناول ما يحدث في الغرب بشكل جراحي دقيق أزمة الرأسمالية .
ويعنبر سمير امين ان هذا منطقي في مسار ازمة رأسمالية لا تتراجع بكل تكرر نفسها كل عقد او عقدين ويرى ان هناك معايير في المؤسسة الرأسمالية لن تسمح لترامب ان ينفذ مخططاته واوهامه مثلا تجاه كوريا الشمالية ، وربما يصل ذلك الى اغتياله..و يصل الى استخلاص ان لا حرب نووية ولكن إقرار الغرب الاستعماري بأزمته لا يحدث لهذا ستستمر الحروب الصغيرة التي تدمر دولا وتنشر بها الخراب كما نتابع في سورية .
و يكرر امين بشكل مستمر موقفه من ضرورة تغيير النظام الرأسمالي او الخروج منه لأن لا حلول بالبقاء فيه لأن إدارة النظام بالرأسمالية هي المشكلة ويقارن سمير امين بين الثورة الصينية والروسية ويؤكد ان وجه الفرق بينهما ان الماوية وجدت إجابة عن مشكلة كيفية دمج الفلاحين وكيفية التخلص نسبيا من العداء للتجربتين من المراكز الامبريالية فانتقلت الصين للعولمة بكل ما تحمله من مخاطر و غموض.. ليس بثورة اشتراكية بل بالسير بالطريق الطويل نحو الاشتراكية وبين ان عداء الامبريالية للثورة الروسية لم يبدأ بالحرب الباردة بل "بدأت أولا في عام 1917 ولم تتوقف. فقد تدخلت القوى الإمبريالية في الحرب الأهلية
،1922 =1930 تلتها الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي بين عامي 1918 و 1922، ثم الحرب العالمية الثانية ثم مرة مباشرة بعد النصر على الفاشية ". ويعتبر ان مواجهة هذين التحدين للثورة في الصين في بلد اكثر هامشية وتخلفا من روسيا كان ناجحا بدمج الفلاحين وأيضا بالانتقال الى العولمة لتحقق هزيمة الحرب الباردة المستعرة ضد الصين على نمط ما كانت تفعله القوى الامبريالية ضد الاتحاد السوفييتي. ويقدم المفكر الشيوعي العالمي سمير امين أسبابه عن ضرورة تغيير النظام الرأسمالي لانه قد تآكل ويرد "وصلت الرأسمالية إلى مستوى تركيز السلطة والاقتصاد، وبالتالي السلطة السياسية، التي لا يمكن مقارنتها ب 50 عاما مضت. حفنة قليلة، بضع عشرات الآلاف من الشركات الكبيرة أقل من عشرين مؤسسة مصرفية رئيسية - تقرر وحدها على كل شيء. ويستشهد سمير امين بما قاله فرانسوا مورين، وهو خبير مالي كبير يعرف هذا المجال:" إن أقل من عشرين مجموعة مالية تسيطر على 90٪ من عمليات النظام النقدي والمالي العالمي المتكامل. إذا أضفت إلى هذا 15 مصرفا آخر تذهب من 90٪ إلى حوالي 98٪. إنها مجرد حفنة من البنوك. هذا هو المركزية، وتركيز السلطة - وليس من الممتلكات، التي لا تزال تنتشر، ولكن هذا أقل أهمية - النقطة هي كيفية السيطرة على الممتلكات".
وأدى ذلك برأي سمير امين أيضا" إلى السيطرة على الحياة السياسية. نحن الآن بعيدون عن ما كانت عليه الديمقراطية البرجوازية في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. لدينا الآن نظام الحزب الواحد. ومع أن الديمقراطيين الاجتماعيين أصبحوا ليبراليين اجتماعيين لا يوجد أي اختلاف بين اليمين التقليدي واليسار التقليدي، مما يعني أننا نعيش في نظام الحزب الواحد، كما هو الحال في الولايات المتحدة حيث يرى الديمقراطيون والجمهوريون، كطرف واحد دوما. لم يكن هذا هو الحال في أوروبا، وبالتالي الرأسمالية في الماضي يمكن إصلاحها. كانت إصلاحات الرفاهية الاجتماعية الديمقراطية بعد الحرب العالمية الثانية إصلاحات كبيرة. وفي رأيي أنها إصلاحات تقدمية، حتى لو ارتبطت بالمحافظة على موقف إمبريالي تجاه بلدان الجنوب. الآن أصبح هذا مستحيلا، ويمكنك أن ترى ذلك في نظام الحزب الواحد الذي يفقد شرعيته. في الانتخابات الفرنسية الأخيرة كان هناك امتناع أكثر من 50٪ للمرة الأولى، مما يعني أن الناس لم يعودوا يقتنعون في التصويت. ولكن هذا يفتح أيضا الانجراف إلى الفاشية، إلى الفاشية الجديدة، التي هي في ازدياد في كل مكان، في الشمال والجنوب. وهو أحد الأسباب التي تجعلنا نزيل هذا النظام قبل إعادة بنائه. أجد معارضة قوية جدا لفكرة تفكيكها، وخاصة في أوروبا"
يعود سمير امين الى كتابه ازمة الرأسمالية ويعتبر ان اطروحته عن ضرورة التفريق بين إنهاء أزمة الرأسمالية أو إنهاء الرأسمالية في الأزمات ويرى ":أنه لا يمكننا الخروج من هذا النمط من الأزمات دون البدء في الخروج من النظام نفسه. إنه تحدي هائل. لن يتم العثور على الحل في غضون سنوات قليلة. في أي مكان. لا في الشمال، ولا في الجنوب. وسوف يستغرق عقود وعقود. ولكن المستقبل يبدأ اليوم. ولا يمكننا أن ننتظر حتى يؤدي النظام إلى حرب عملاقة وكارثة بيئية للرد. وعلينا أن نتفاعل الآن"
ويحذر سمير امين من الانخفاض الذي بات سمة الدول الامبريالية ويستشهد على وحشية التوسع الرأسمالي من خلال نماذج كثيرة "الانخفاض هو وقت خطير جدا. لأن الرأسمالية بالطبع لن تنتظر بهدوء وفاتها. وسوف يكون أكثر فأكثر وحشية، من أجل الحفاظ على موقفها، للحفاظ على التفوق الإمبريالي للمراكز. وهذا هو السبب الجذري للمشكلة. أنا لا أعرف ماذا يعني الناس عندما يقولون "مخاطر الحرب أكبر من أي وقت مضى"؟ بدأت الحرب في عام 1991، مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، مع الحرب العراقية. وكانت هناك أيضا حرب في أوروبا، مع انهيار يوغوسلافيا. والآن، في رأيي، يمكننا أن نرى أن النظام الأوروبي نفسه قد بدأ ينفجر من الداخل. ويمكنك أن ترى أنه ليس فقط في النتائج السلبية لسياسات التقشف. ليس فقط، بطبيعة الحال، سلبية بالنسبة للناس ولكن سلبية حتى بالنسبة للرأسمالية لأنها لا تعيد النمو والنمو الإمبريالي الرأسمالي. إنهم لا يعودون بها على الإطلاق. في الوقت نفسه، يمكنك أن ترى من خلال عدد من المحاولات السياسية، التي لا تستجيب للتحديات الحقيقية مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. يمكنك أن ترى ذلك في إسبانيا وكاتالونيا، وسترى المزيد والمزيد من هذا القبيل. يمكنك أن ترى ذلك مع الحكومات الشوفينية الرجعية جدا في أوروبا الشرقية. ولذلك لا يمكننا مناقشة كيفية منع الحرب، لأن الحرب والحالات لا تزال أكثر فوضوية، يتم إدراجها في منطق هذا النظام المدمر. لذلك علينا أن نغير السؤال إلى كيف يمكننا البدء في الخروج من هذا النظام"
ويستشهد الى ضرورة الخروج من النظام بما جرى في الاتحاد السوفييتي:" ربما يمكنني مساعدة المناقشة مع المقارنة التالية. وحتى لو اتفقنا على أنه من المستحيل إصلاح المعاهدات الأوروبية ما الذي سيترتب على ذلك؟ في عام 1917، اعترف لينين بأن الدولة الروسية الحالية لا يمكن إصلاحها وخلصت إلى أن الثورة كانت أولا لتدمير الدولة القديمة وخلق دولة جديدة، اشتراكية. هذا هو أحد النتائج التي يمكنك رسمها عند الاعتراف بأن شيئا ما لا يمكن إصلاحه. والمثال المضاد هو يلتسين الذي خلص في عام 1990 إلى أنه لا يمكن إصلاح الاتحاد السوفييتي؛ ومع ذلك، قرر تفكيكه، لكسر بينهما وإنشاء نظام على أساس القومية المختلفة. حكم واحد، استنتاجين متعارضين: الاشتراكية والقومية"
ولكن كيف السبيل للخروج من النظام يعتقد سمير امين ان هذا ليس محكوما بسنوات بل بعقود وعقود وبضرورة وعي جديد يقوم على التالي":لا تزال الحدود قائمة. ولكن هذه المشاكل القائمة لا تدحض فكرة أن التغيير يجب أن يبدأ من القاعدة وليس من القمة. والقاعدة هي الأمة. لا نتوقع أن يعقد مؤتمر للأمم المتحدة مع جميع حكومات هذا العالم قرارا جيدا وأي فعالا. هذا لن يحدث أبدا. لا تتوقع أنه حتى فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي. يجب أن تبدأ من رفع الصوت عاليا. فهو يغير توازن القوى داخل البلدان، الذي يبدأ بعد ذلك في تغيير توازن القوى على الصعيد الدولي. ولذلك ينبغي أن تكون مهمة التضامن الدولي، وهي مهمة منظمة دولية خامسة، هي التقليل إلى أدنى حد من الجوانب المتنازع عليها في هذه التغييرات، وجعلها مكملة لبعضها البعض. هذه هي الحقيقة الدولية"
...................................
فلمال - بلجيكا
كانو الثاني جانفي 2018
................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس