الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي فعلته الانتفاضة بالمجتمع الايراني

صافي الياسري

2018 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ما الذي فعلته الانتفاضة بالمجتمع الايراني ؟؟
صافي الياسري
لم يعد نمط السلوك الاجتماعي الايراني وبخاصة في المدن الكبيره هو ذات النمط الذي اعتاده المجتمع الايراني طيلة العقود الاربعة المنصرمة ،فقد كسرت الانتفاضة حاجز الخوف والانصياع لما فرضه النظام منذ الحقبة الخمينية وبخاصة في ما يتعلق بالسلوك والعلاقات الاجتماعية والزي الذي اجبرت المرأة على ارتدائه والا اتهمت بسوء التحجب ،الحراك على هذا الجانب في المجتمع الايراني بات يسمى بالازاحة الاجتماعية وعن علاقة الازاحة الاجتماعية والحريات السياسية بالتظاهرات الاحتجاجية الشعبية في إيران الاسلامية، يقول اللبنانيون القريبون من طهران أنفسهم، أن هناك مبالغة في تضخيم الاثنين. فالإزاحة الاجتماعية أي “الرحرحة” موجودة ليس فقط في طهران حيث يستبدل عدد لا بأس به من الفتيات والنساء “الزي الشرعي” بـ”بنطالونات” و”جينزات” ضيّقة و”بجاكيتات” قصيرة وبغطاء رأس يكشف نصف الشعر، ولا يتعرض لهنّ أحد. حتى في مشهد المدينة المقدسة حيث كانت النساء لا تغادرن منازلهن الا وهن مرتديات العباءة صار هذا الاستبدال سارياً. هناك أوامر عند “الحرس الثوري” بمنع أي فرد منه بالتعرّض الى امرأة وإن نزعت حجابها أو غطاء رأسها وضربته به. وهذه المظاهر الجديدة أو المستجدة لا تغيب عن مدن معروفة بكونها مركزاً لمرجعيات دينية في العالم الاسلامي كلّه. أما الحرية السياسية، يتابع هؤلاء، فموجودة وإن ليس مئة بالمئة من خلال الحركة الاعلامية المنتشرة بكل وسائلها والحركة الثقافية الناشطة. فضلاً عن أن “نظام الحزبيْن” الذي يعتبره غربيون من أركان الديموقراطية موجود بحكم الممارسة منذ مدة طويلة، انما بات هذا التصنيف اثر الانتفاضة الشعبية مرفوضا فليس ثمة اصلاحي معتدل ولا محافظ متشدد فكل النظام بات مستهدفا والمنتفضون يسعون لاسقاطه ، وهو موجود كأمرٍ واقع ورغم افتقاره حتى الآن الى الاعتراف الرسمي به وليس الواقعي فقط. فهناك “حزب” المحافظين المتشدّدين و”حزب” الاصلاحيين على وفق التسميات الشكلية السارية . ولا وجود واقعي أو رسمي لأي حزب خارج إطار النظام الاسلامي. ورغم انتقاص ذلك من الديموقراطية ( ولا ديموقراطية في ايران ) فإنه سمح عملياً للإيرانيين غير الاسلاميين وحتى المعادين للنظام الاسلامي بالتماهي مع من يسمون انفسهم الاصلاحيين والمعتدلين، وبالتصويت لمرشحيهم في الانتخابات الرئاسية والنيابية، وبالاشتراك في تظاهراتهم الشعبية وإن استغلها بعضهم عفوياً أو عن قصد لحرفها عن أجوائها الأساسية،.
ماذا عن الفساد الكبير الذي يحكى عنه في إيران الاسلامية؟ وهل وصل الى “الحرس الثوري” و”البسيج” والجيش والمجتمعات العلمائية؟ وهل صحيح ما يُقال ويشاع عن ممارسة المؤسسات الأمنية والعسكرية، إضافة الى عملها، عملاً آخر هو المسؤولية عن قطاعات ومؤسسات اقتصادية كثيرة وكبيرة بل ضخمة؟ وإذا صحّ ذلك ألا يمكن اعتباره فساداً؟ وألا يجوز الاعتقاد بأن مكافحة الفساد ستكون معطّلة لأن المؤسسات المذكورة هي التي يفترض أن تحمي الدولة والنظام بكل مؤسساته؟ وألا يشبه وضع إيران من هذه الناحية وضع مصر التي صارت مؤسستها العسكرية المؤسسة الاقتصادية الأكبر بل الأضخم في البلاد؟ عن ذلك كله يجيب اللبنانيون القريبون من طهران أنفسهم، فيقولون لا شك أن الفساد موجود في إيران وانه كبير، لكن لا يمكن تشبيه إيران بمصر من حيث سيطرة مؤسستها الأمنية – العسكرية على معظم القطاعات الاقتصادية في البلاد. صحيح أن لدى “الحرس” شركة طيران ومؤسسات أخرى، لكنه لم يصل الى درجة الإمساك باقتصاد البلاد وحده أو مع المؤسسات العسكرية الأخرى.
في أي حال، يتابع هؤلاء، أدركت الدولة الايرانية من خلال التظاهرات التي انطلقت في مشهد دور الفساد في مؤسساتها وضعف إنتاجها وبطء عملها والفقر وانتفاء المعالجة، وتأكدت أن غالبية المتظاهرين متديّنون وإن تمسّكت بأن الضغط الأميركي – الدولي كان ولا يزال المسبّب الرئيسي لمظالم الشعب ولا سيما اقتصادياً..
ويشير اللبنانيون القريبون من طهران أنفسهم الى أن الرئيس السابق نجاد مسؤول الى حد ما عن الوضع السلبي الراهن، إذ رأى استحالة نجاحه في تنفيذ المشروعات التي تحسّن حياة مواطنيه لأنها تحتاج الى سنوات كثيرة، فحاول “فش خلق” الناس وخصوصاً خارج المدن بتوزيع مخصصات مالية عليهم في صورة شبه منتظمة. ويلفتون أخيراً الى أن النظام يواجه مشكلة الآن هي خلافة المرشد والولي الفقيه خامنئي بعدما صار شبه متعذّر اختيار رئيسي خلفاً له جرّاء خسارته الانتخابات الرئاسية أمام روحاني. إذ يشتد التنافس حالياً حول الموقع الأول هذا، وقد يكون الرئيس روحاني واحداً من المتنافسين. طبعاً يعتقد البعض في طهران أن تعيين رئيسي لا يزال ممكناً رغم خسارته الرئاسية. لكن الكثيرين داخل نظامها يرون صعوبة كبيرة في ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة