الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مقتل كيروف/الحقيقة السامة ولعبة تلفيق الاتهامات!!!

ماجد الشمري

2018 / 1 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


"ان الحقائق التي نسكت عنها تغدو سامة".
-نيتشه-

من قتل كيروف ؟!.او بالاحرى:من كان وراء اليد التي اطلقت الرصاص؟!.ومن كان له مصلحة في اغتيال كيروف؟!.فليس من جريمة بلا دوافع او مبررات!.ومن يكتب عن مصرع كيروف زاعما الاستناد على الوثائق ليس لديه طبعا!سوى التفاهات التي سوقها ستالين لتابعيه وتابعي تابعيه كأرشيف رسمي!دون سؤال،او تمحيص لواقعة وظروف الجريمة!فالعقلية الدوغماتية هي بنية مؤمنة لاتشكك او تنتقد سوى المختلفين او المخالفين لخطها!.فهل قام من اطلق عليهم:"التروتسكيون،والزينوفييفيون"بأغتيال كيروف فعلا؟!.وكيف خدمهم هذا الفعل الابله والمتجرد من المنطق ؟!هذا السلوك المتهور والعدمي،والذي لايقدم عليه سوى الغضوب والاحمق،حقق اغراضهم؟!.وهل كانت المعارضة اليسارية من السذاجة القصوى لتقدم على فعل سيعرضها حتما لموجة من التنكيل والارهاب والذبح؟!فهل كانوا نهلستيون مثل اسلافهم "الناردونيون"ليندفعوا نحو ممارسة النحر والانتحار؟!.كل هذه الاسئلة لاترد في ذهن العقائدي فهو لايسأل ولاينقد ابدا!!.المنطق العقلاني والتحليلي يقول عكس ذلك!.فمن كسب وخدمه وصب في مصلحته اغتيال كيروف،هو ستالين بالذات لاغيره!فقد افاده هذا الجرم وربح منه كثيرا في صراعه السياسي مع خصومه،وحتى يشرع في تطهير اسطبله!وتعزيز نفوذه الفردي الاستبدادي!.
نحن لانقطع طبعا بحكم غير قابل للنقض او المراجعة،ولانحدد شخصا هو المسؤول يقينا عن ذلك.ولكن واقعة الاغتيال كانت كلمة السر،واشارة البدء الممهدة لحملة مطاردة السحرة وابادة المهرطقين!!والتي ترتبت على ذلك الحدث واعقبته.هل كان الاغتيال تصرفا فرديا لشخص متهور ومضطرب نفسيا،وبدافع من كره او حقد محض قام بجريمته؟!.ام كانت ورائه محفزات سياسية وقفت وراء التدبير والتكليف،وفرض عليه فيما بعد الادلاء باعترافات مفبركة كلها بهتان وكذب تحت قسوة التعذيب؟!وما ادراك ما التعذيب على يد جلاوزة الغيبيو!!.لانعرف جوابا محددا على كل تلك الاسئلة التي ظلت حتى الان بلا اجوبة حاسمة واكيدة!.ولفهم ذلك،لنرى ونقرأ وقائع وخلفيات حدث الاغتيال،ونفكرا مليا،بمن كان له المصلحة العليا في تلك الجريمة السياسية الدامية،ونترك الحكم سلبا او ايجابا للقراء الاعزاء،طبعا...
قبل عام وبضعة اشهرمن مقتل كيروف،راجت شائعة مدسوسة،جرى تسريبها بتخطيط-من قبل من؟!-!عن علاقة مشبوهة بين كيروف،وميلدادراوليه زوجة نيكولايف السابقة-نيكولايف هو قاتل كيروف،م.ا-.ولكن من كان يعرف كيروف جيدا نفى تلك الشائعة،ولم يصدقها،ونحن لايهمنا كذب او صحة ذلك الافك!بقدر مايهمنا:من اطلق تلك الشائعة،والى ماترمي اليه،وما الغرض منها،ولصالح من،ولماذا؟؟!!فهل كان المقصود شحن نيكولايف بالكراهية والرغبة بالانتقام من كيروف؟!نحن لانعرف!.ولكن لنعود قليلا الى الوراء قبل الواقعة:
عندما قدم يوستيشيف،رئيس المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي الروسي(مؤتمر المنتصرين)اقرأ(المنتصر)!!كيروف ليلقي كلمته،انفجرت القاعة بالتصفيق والهتاف،نهض الجميع،وستالين ايضا،واستمر التصفيق طويلا ل"محبوب الحزب"كان كيروف هو الوحيد الذي حاز على هذا التأييد الى جانب ستالين!.كلمة كيروف كانت حافلة بالتبجيل ونعوت المدح لستالين،وكان هذا مما يؤسف له،من بلشفي صادق شجاع يعبر عن رأيه بصراحة دون وجل،وينتقد السلبيات دون خوف او تملق او تردد،مثل كيروف،قياسا الى مولوتوف التابع الحجري الخانع!وكاغانوفيتش المتملق الوضيع!وفورشيلوف البيروقراطي المستعد دوما لتنفيذ اوامر الاخ الكبير دون مراجعة!..
كان كيروف انسانا بسيطا،متواضعا،ذو عاطفة انسانية واخلاقية نبيلة.ففي قضية ريوتين مثلا،وقف موقفا بلشفيا مسؤولا بالغ النبل والشرف،فعندما ابلغ زبانية الوشاة زعيمهم ستالين،بأن ريوتين،هو الذي كان وراء المنشور السري"الى كل اعضاء الحزب"والذي لقب فيه ستالين بالديكتاتور"المعادي لللينينية"،وعندما اصر ستالين ليس فقط على طرد ريوتين من الحزب،بل واعدامه!. -كانت تلك البداية الاولى التي اصدر فيها ستالين حكما مميتا بلا محاكمة،وسيكون سياقا ثابتا لديه!!- حين صمت اعضاء المكتب السياسي الامعات!.قال كيروف بشجاعته المعهودة،ودفاعه الانساني عن رفيقه:"لايجوز ان نفعل ذلك!ريوتين ليس رجلا فقد منه الرجاء،بل هو رجل تائه..ليأخذ الشيطان كل من له يد في تلك الرسالة،لن يفهمنا الناس".وافق ستالين على مضض من اعتراض كيروف،ولكنه رغم ذلك حكم عليه بعشر سنوات سجن،واعدمه لاحقا عام1938!!!.
كانت فرص الضمير معدومة،وعاجزة عن الفعل لوحدها،وتحتاج قدرا هائلا من الارادة والتفاني،وهذا ماكان مفقودا مع الاسف،فلم يقدم عليه احدا من اعضاء المؤتمر،بمن فيهم كيروف!.
استاء ستالين جدا من نتائج الانتخابات في المؤتمر،ولكنه كتم غضبه،ولم يظهر ما بداخله المظلم من غيض وحقد!لحصول كيروف على اصوات اكثر منه،فربع مندوبي المؤتمر صوتوا ضده!ولم ينسى ستالين ذلك،ولن ينساه!!.
في اجتماع اللجنة المركزية الذي انعقد بعد المؤتمر،اختير كيروف عضوا بالمكتب السياسي،والمكتب التنظيمي،وسكرتيرا للجنة المركزية،مع احتفاظه بموقع سكرتير منظمة كومونة الشمال"لينينغراد"والذي كان يشغله سابقا،زينوفييف.كان ستالين قد قرر ابقاء كيروف الى جانبه في موسكو،ولكنه لسبب ما غير رأيه فجأة!فقد ظهر له منافس جديد وخطير،ويجب الحذر والاحتراس!!.ازدادت مهمات كيروف ومسؤولياته،وتعددت زياراته الى موسكو.
كان ستالين يتصل بكيروف كالسابق،وكأن شيئا لم يكن او يتغيير!ولكن العلاقة بينهما شابها الفتور،على الاقل من طرف ستالين!!!
فوجيء الجميع بخبر مقتل كيروف في سمولني يوم1/12/1934."اثبت التحقيق الاولي ان القاتل الشرير للرفيق كيروف هونيكولايف(ليونيد سيليفتش)المولود عام1904الموظف السابق في جهاز امن لينينغراد،التحقيق مستمر".كان هذا هو البيان الاول عن مقتل كيرف!!...
قبل الاغتيال،لم يكن كيروف قد مضى سوى يومان على عودته ورفاقه من اعضاء اللجنة المركزية الاخرين الى لينينغراد،وبعد الاجتماع العام في موسكو،حيث اتخذ قرار هام،يمس حياة الجماهير المعيشية اليومية،وهو:الغذاء ونظام البطاقات على الخبز،ومواد غذائية اخرى.حينه تقرر عقد اجتماع لنشطاء الحزب في لينينغراد يوم1/12/1934،حضر كيروف الى سمولني،واثناء توجهه الى مكتبه،وفي الممر عند باب المكتب،اعترضه رجل واطلق عليه النار.بعد ساعتين من مقتل كيروف،استقل ستالين،ومولوتوف،وفورشيلوف،ويوجوف،قطارا خاصا الى لينينغراد،وعند وصول ستالين قام بصفع وشتم ميدفيد مسؤول امن لينينغراد!.وعلى اثرها نقل ميدفيد،ونائبه الى الشرق الاقصى!.وفي عام1937 اعدما معا!.وتشير بعض المعلومات الى ان ستالين بنفسه اشرف على التحقيق الاول مع نيكولايف،وبحضور من جاء معه من موسكو،الا ان هذا غير مؤكد..
منذ البداية كان الغموض واللبس يحيطان بمقتل كيروف.وقد تطرق خروشوف-وهو احد جلادي ستالين،ومن اتباعه،الايديولوجيين،والذي لايشك احدا بمدى ذيليته الستالينية!-الى مقتل كيروف،فذكر في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتاتي،فقد قال في ذلك المؤتمر:"علينا ان نعلن ان ظروف مقتل كيروف بها غموض كبير،ويتطلب تحقيقا عميقا،هناك مايدعو للشك بأن قاتل كيروف،نيكولايف،كان لديه مساعدون من بين من انيطت بهم حراسة كيروف"!هذا ماقاله خروشوف-مساعدون لنيكولايف من بين حراس كيروف!!!- ورغم عدائه للمعارضة اليسارية المؤكد،فان خروشوف لم يشر لامن قريب او بعيد الى تورط تروتسكي او زينوفييف او كامينيف،في مؤامرة مدبرة من قبلهم لاغتيال كيروف!.فمن هم هؤلاء المساعدون الذين اشار اليهم خروشوف؟!.لم يذكر خروشوف احدا!وهو اقرب المقربين من الزمرة الستالينية،فهو لم يتهم احدا لاتروتسكي ولا غيره بضلوع حتى ولو غير مباشر بجريمة الاغتيال.في حين لازال البعض من الهتافين يرددون بلا منطق،بانها عملية مدبرة اقدم عليها(التروتسكيون،والزينوفييفيون)!!!.مع ان شاهد من اهلها شهد بغير ذلك،فهل ان المزايدون اكثر ملكية من الملك؟!هل نصدق المتحاملين والمفترين والمنحازين،ام نصدق من كان مطلعا على الاسرار ومن وجهاء مكة،وعضوا في المحفل البيروقراطي؟!-...
من الواضح جدا ان لاعلاقة لتروتسكي او زيوفييف او كامينيف بمقتل كيروف،وذلك عكس ما اكده الاعلام الرسمي في اول الامر!.فالسيناريو المفبرك الذي طرحه الاعلام في البداية،كان:ان عصابة من المتآمرين البيض كانت وراء نيكولايف القاتل،وان قنصلا ليتوانييا حبك خيوط المؤامرة،ولم يكن هناك حديث عن مسؤولية المعارضة داخل الحزب عن الاغتيال!،الا ان هذه الرواية اختفت لتحل محلها رواية جديدة مصنوعة،تزعم ان المعارضة هي التي وراء نيكولايف وتصنف القاتل كأحد اتباع زينوفييف وكامينيف،وغابت الاشارة الى الحراس البيض!.وهذا السيناريو الجديد هو من ابتكار ستالين!فهو لم يتقن ادوار البطولة في العرض المسرحي،بل اصبح مخرجا عبقريا في وضع الحبكات!بعد ان بدأككمبارس مغمور لايلتفت اليه احد!...
جرى اعدام نيكولايف،واربعة عشر شخصا،كلهم من شبيبة الكومسمول،اعترف نيكولايف اولا بأنه ارتكب الجريمة بدافع شخصي،ثم غير افادته ليورط المعارضة بعد خضع لعناية جلاوزة الغيبيو طبعا!.ولمعرفتنا بمدى حقد وخبث وقساوة ستالين،يمكن ان نشك دون يقين طبعا ،بأنه هو لاغيره يقف وراء اغتيال كيروف،منافسه الجديد الخطير!.والا لماذا ازيلت ثلاثة مجموعات من الشهود من الوجود؟!.فهذا ليس مجرد صدفة!وهو من الدلائل الكاشفة لاساليب ستالين الملتوية والمعقدة في حسمه للامور بما يخدم اهدافه!..
كانت محاكمة نيكولايف شكلية وسريعة،فلم يمض سوى27 يوما حتى ادين وصدر الحكم بأعدامه!بماذا ادين نيكولايف؟!وهل هناك من حاجة للسؤال!طبعا ادين بعضويته في منظمة(تروتسكية-زينوفييفية ارهابية سرية)!!! فهذا هو الموجود والمتداول في البازار السياسي الستاليني!!.وطبعا وكما هو متوقع اعدم جميع المتهمين في هذه القضية!لماذا نقول "كما هو متوقع"؟!لان اللجنة التنفيذية المركزية،وبمبادرة من ستالين،ودون مناقشة الامر في المكتب السياسي!وفي نفس يوم مقتل كيروف!اتخذ قرارا يغير القانون الجنائي!.كان ستالين في عجلة من امره لدرجة انهم لم يتمكنوا حتى من عرض القرار على كالينين رئيس الدولة ورئيس اللجنة التنفيذية المركزية!.لذلك وقع القرار نيوكيدزيه سكرتير اللجنة!.وقد جاء في القرار،وبشكل مختصر:على اقسام التحقيق،التعجيل في قضايا المتهمين بالتحضير او تنفيذ الاعمال الارهابية،وان لاتؤجل الاجهزة القضائية تنفيذ احكام الاعدام،وعدم العفو الذي اصبح مرفوضا،وعلى اجهزة الشؤون الداخلية تنفيذ احكام الاعدام فور صدورها!.لم ينقض شهر كانون الاول1934 حتى كانت مجموعة من "المتآمرين"على رأسهم زينوفييف وكامينيف في قفص الاتهام!.حكم على زينوفييف بعشر سنوات،وكامينيف بخمس سنوات،مددت لعشر سنوات في نفس الشهر!.
كانت هذه هي البداية،التي اعتبر فيها رسميا وعلنيا،بأن كل رأي مخالف للرأي الرسمي-رأي ستالين حتما!-هو جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي!-الرأي المخالف لستالين اصبح في زمنه فعلا جرميا يستحق اقصى العقوبات!!-.
دق اغتيال كيروف ناقوس الخطر منذرا ببدء مرحلة جديدة ورهيبة من الارهاب والقمع والتصفيات الشاملة،فقد جرى نفي الآلاف لمعسكرات الاعتقال،واتهم ضباط كبار في فرع لينينغراد من الغيبيو بالاهمال والتقصير بالواجب،وحكم على الكثيرين منهم بالسجن عدة سنوات!وتفاقم تأثير الاجهزة القمعية،وارتفع عدد افرادها،وتعددت صلاحياتهم،وبقرار من ستالين،اصبحوا مساوين لاجهزة الحزب في النفوذ،بل اعلى من ذلك بكثير،حيث لارقابة عليهم ابدا ويفعلون ما يشاؤون!وعين العديد من الموالين لستالين من المتسلقين والوصوليين والانتهازيين من حثالات العمال والفلاحين والبيروقراطيين في مناصب هامة لسحق"اعداء الشعب"!وكثرت الوشايات والتبليغات للمركز عن اكتشاف خلايا كثيرة من"اعداء الشعب"!-كما جرى لدينا في العراق ابان الحقبة الفاشية في ثلث القرن الاخير الماضي!-.
تساقطت احجار الدومينو بالتتابع السريع!!كتب السفاح الستاليني اورليخ في11/3/1935 الى سكرتير اللجنة المركزية ستالين،قائلا:"يوم9آذار من العام الحالي نظرت بقضية شركاء ليونيد نيكولايف:ميلدا دراوليه،واولغا دراوليه،ورومان كولينير،وعلى سؤالي:لماذا حاولت ان تحصل على بطاقة دخول الى اجتماع نشطاء الحزب في لينينغراد يوم1/12/1934 حيث كان الرفيق كيروف سيقدم تقريرا.اجابت ميلدا دراوليه انها كانت تريد مساعدة نيكولايف ."كيف"؟:كانت الظروف ستحدد ذلك"كهذا تأكدنا ان المتهمين كانوا يريدون مساعدة نيكولايف في عمله الارهابي.حكم على ثلاثتهم بأقصى العقوبة..رميا بالرصاص-نفذ الاعدام في ليلة العاشر من آذار..بأنتظار تعليماتكم،هل نزود الصحافة بذلك".--يالها من احكام عادلة!خلال 24 ساعة ينتهي التحقيق والمحاكمة والتنفيذ!!رميا بالرصاص وهم مدنيون!!-.
رغم حب ستالين لكيروف(كان يحبه فعلا!)لم يتردد في ازاحة هذا الرفيق الشعبي،والخصم الكامن!.كان مقتل كيروف الحجر الذي ضرب به ستالين،ليس عصفورا واحدا او اثنان!بل سربا من العصافير!!.وكان ذلك الحدث مبررا فعالا لحملة التطهير الواسعة والقادمة كليل بهيم.فستالين لم ينسى،ان ربع مندوبي المؤتمر السابع عشر صوتوا ضده،مقابل ثلاثة ضد كيروف!فكم ياترى كان عدد خصومه في كل البلاد؟!.ومن كان يتوقع ان من بين ال1225 عضوا سيعتقل1108 ولقى الجزء الاكبر منهم حتفه!.ومن ال139عضوا وعضوا مرشحا للجنة المركزية سيعتقل ويعدم97 شخصا منهم!!.كانت الحملة مخططا لها لاستئصال وتصفية البقية الباقية من"الحرس اللينيني القديم"!.وليس صدفة ابدا ان ستالين وفي منتصف عام1935 الغى لجنة البلاشفة القدامى،ولجنة المنفيين والمعتقلين السياسين في حقبة القياصرة!.
كان ذلك الوقت هو العصر الذهبي لبروزبيريا السفاح الستاليني الاول،الاكثر دموية وبطشا-ناظم كزار بالنسبة اليه حمل وديع!!!-.ومن منتصف عام1935 اصبح ستالين ذلك الرجل الذي لايقدس شيئا سوى القمع والعنف والاعدامات!.ولايرى في ديكتاتورية البروليتاريا غير ديكتاتوريته هو لاغير!.لقد اطلقوا عليه العديد من النعوت والالقاب التفخيمية والتبجيلية،مثل"القائد المحبوب""قائد الشعب العبقري""المهندس العظيم"وغيرها الكثير-مثل ديكتاتور العراق الفاشي المقبور،الذي اطلقت عليه حتى اسماء الله الحسنى!!!-ولكن كل ذلك لم يمح او يموه حقيقته وجوهره كديكتاتور طاغية والاكثر شمولية...
كان عام1934 الموشك على الانتهاء،عام مؤتمر"المنتصر"!وتحديدا في1/12/1934 هو عام قرع الاجراس ايذانا بحصاد الرؤوس التي اينعت وحان قطافها!!.وخلافا للزمن الكرونولوجي الفعلي المتتابع،والتقويم السنوي الفلكي!بدأعام 1937 فعلا يوم1/12/1934واقترب موسم جز السنابل.
هناك الكثير من الكتابات التاريخية التي تناولت قضية كيروف،ولكنها جميعا لم تتجاوز عتبة الافتراضات والتخمين،لكن المعارضة هي الوحيدة التي كانت كبش المحرقة لهذا الحدث وغيره الكثير!فأيهما اقرب للمعقول والمنطق ان يقوم البلاشفة اللينينيون الذين قضوا حياتهم في المنافي والسجون والنضال من اجل الثورة على قتل رفيق لهم؟!ام ان يكون الاغتيال ذريعة لشن هجوم وحملة ابادة للمعارضين والمختلفين فكريا مع المعصوم؟!. سؤال يفتقر للاجابة الحقة،والسائد هو الاجابة التلفيقية واباطيل الارشفة!!!
...........................................................................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقتل كيروف
فؤاد النمري ( 2018 / 1 / 21 - 22:55 )
شكل خروشتشوف لجنة من الاخنصاصيين للتحقيق في مقتل كيروف وكانت النتيجة بصقة كبيرة في وجه خروشتشوف ومن هو على شاكلته كما أكد مولوتوف عضو المكتب السياسي
في العام 1950 انضممت إلى خلية شيوعية وكان البحث الاستنكاري في مقتل كيروف يشغل معظم وقتنا في الخلية فهل كان ذلك سيكون لو أن ستالين له شأن باغتيال رفيقة الأثير كيروف !؟
الكذب الذي يصل حد الوقاحة لا يعود كذباً بل خيانة لأبسط خلق إنساني


2 - الشمري ليس لديه اي اثباتات
زينة محمد ( 2018 / 1 / 23 - 02:18 )
الشمري يكتب لنا قصصا دون اثباتات وكيف لنا ان نصدقها ؟
غروفر فر في كتابه
The Murder of Sergei Kirov: History, Scholarship and the Anti-
Stalin Paradigm

يثبت بالوثائق كيف أن بلوك الزينوفيين-التروتسكيين هو من قتل كيروف الصديق العزيز جدا على ستالين وهذه شهادة ( بالروسية مع ترجمة) لاحد حراس ستالين ويتطرق فيها الى علاقة الصداقة بين ستالين وكيروف
https://www.youtube.com/watch?v=M166g3In1cE

اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟