الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السنة الامازيغية والنظام المغربي: صراع الحق والسياسة

شنوان الحسين

2018 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الدستور المغربي اقر بالامازيغية كهوية وكثقافة وكلغة وكعمق تاريخي للمغرب، وجل الاحزاب السياسية طالبت الحكومة بإقرارها، المشكل اليوم ليس مشكل الامازيغية ولا اشكال الاعتراف بالسنة الامازيغية ولا بالقوانين التنظيمية المشكل اعمق من ذلك بكثير، فهو مشكل الدموقراطية ان لم نقل مشكل طبيعة الدولة هل هي وطنية ام لا؟ هناك اجماع على الامازيغية والحكومة والاحزاب صرحت بذلك فمن الجهة التي تُعرقل المصالحة الوطنية؟ يقينا هناك جهات في دواليب الدولة مازالت الامازيغية تشكل لها عقدة لانها تناقض اساطير بنوها تاريخيا وعقديا وثقافيا وهوياتيا وهم خائفون من حقيقة ان هذا الشعب مازال صامد، اتمنى ان يستدركو الامر قبل ان يتحول سؤال المطالب والسلمية والتعدد والاختلاف الى سؤال من هؤولاء الذين نطالب منهم حقوقنا وما علاقتهم بهذه الارض وبهذه الحضارة وكم يمتد عمرهم في تاريخنا الذي يتجاوز الفراعنة.
كان على رئيس الحكومة وعلى النظام ان لا يتعاملوا مع الامازيغية كورقة سياسية للمزايدة مع الجارة الجزائر او لحسابات ضيقة، فهي مطلب حقوقي يزكيه الشعب والتاريخ والجغرافيا، وهي ليست في حاجة للاجماع لانها حقيقة والحقيقة لا تحتاج للاستفتاء ولا لتعدد الاراء، الاحزاب تقدم برامج سياسية واجتماعية واقتصادية وليس من حقها ان تناقش موضوع السيادة، فالسيادة ملك للوطن بمفهومه العام وليس مرتبطة بأي كان، والامازيغية اكبر عنوان للسيادة وللاستقلال تاريخيا، فهي تعايش وانسانية ومحبة وشجاعة وحرص على الوطن وعلى رموزه، فما ورثه الوطن من الامازيغية اكبر مما تجنيه منه الامازيغية، فهي من تجعلنا ضمن الحضارات الانسانية كأمة مغربية وهي مفخرة لكل المغاربة لانها تعلن احقيتهم في الارض وفي الماضي وفي المستقبل فهذه الارض ليست يتيمة ولا عاهرة وهذه الرموز ليست هجينة ولا مزورة وليست مستوردة، الاشخاص هم الوافدون اما الامازيغية فهي مرتبطة بأرضها قدم من قدم وذهب من ذهب بقيت هي ثابثة.
والحكومة اعترفت ام لم تعترف فهي كمن سبقوها من حكومات خارجة عن النسق الطبيعي لسيرورة الوطن وحقيقة الشعب لاننا للاسف نعيش في دولة تعادي وطنها.
لدينا غيرة وطنية وصدمتنا بأن تسبقنا الجزائر الى اقرار رأس السنة الامازيغية عيد وطني، كون المغرب اكبر تجمع امازيغي في شمال افريقيا، لم يكن تحت السلطة العثمانية كان له دائما ذلك التوجه المستقل الامازيغي دينيا ولغويا وحضاريا، ومن حقق له تلك القومية المستقلة كانوا الامازيغ، ومع الحماية اصبحنا لمكر التاريخ ضحايا للتنظير المشرقي الذي لم يترك لنا مجالا الا وتدخل فيه، ونحن الان اصبحنا ملزمين في العودة الى الاستلهام من رموز النضال الامازيغي في الجزائر ، وهذا راجع الى اخطاء تقديرية في اتخاد القرار للمسؤولين المغاربة رغم ان العديد من الفاعلين راسلوا الحكومة لتنبيهها ولم تستجب للمطلب، وهنا سنكون مكرهين لان نقول لبوتفليقة اسكاس اماينو لان المغاربة حرمونا من ان نتبادل نفس التعبير كمواطنين مغاربة سواسية امام القانون وفي الوطن وفي المواطنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح