الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر متفرّقة

مالك بارودي

2018 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خواطر متفرّقة
.
1..
يقولون أنّ دولة إسرائيل تعتدي على الفلسطينيّين ويطالبون بتجريم التّطبيع معها. حسنًا. رأينا بالأمس إعتداء مملكة آل سعود المتواصل على اليمنيّين ممّا تسبّب في كوارث إنسانيّة لا تُحصى، ونرى اليوم إعتداء تركيا على السّوريّين في عفرين. لماذا لم يفتح أحد فمه للدّعوة لتجريم هذه الإعتداءات ولمقاطعة السّعودية وتركيا؟ أم أنّ كلّ المسلمين والعرب مجرّد منافقين يكيلون دائمًا بمكيالين؟
.
2..
يلعنون اللّورد بلفور ليلًا نهارًا لأنّه كان وراء فكرة إقامة دولة لليهود في إسرائيل، وفي نفس الوقت، كلّ منهم يغنّي أغنية الوطنيّة ويزعم أنّه معتزّ بوطنه. أليس تقسيم الدّول العربيّة نتيجة فكرة غربيّة مماثلة لفكرة وعد بلفور، وهي فكرة سايكس-بيكو؟ أصلًا، أنت، يا عزيزي العربي المسلم، معتزّ بأنّ الغرب قسّم أراضيك وأعطاك هذه القطعة التي تسمّيها اليوم وطنك وتدافع عنها حتّى ضدّ أبناء لغتك ودينك وجلدتك، فلماذا لا تقبل أن يُعطي الغرب قطعة من هذه الأرض لليهود لتكون وطنهم؟ وطنيّتك هي من صُنع الغرب، فإمّا أن تقبل مسألة شرعية التقسيم الغربي للأرض ولأيّ أرض، وإمّا أن ترفضها جملة وتفصيلا وترفض مبدأ الوطنيّة أيضًا.
.
3..
لا أمل لدي في أي مستقبل لهذه البلاد المسمّاة تونس. تحدّثوا كما تريدون عن الثّورة المزعومة والرّبيع والدّيمقراطيّة، لكن كلّ حديثكم سيذهب هباءً. فمع نوعيّة "النّخب" الموجودة، لا أمل في شيء على الإطلاق.
.
4..
في إستعمال مقولة "البعرة تدلّ على البعير" كحجّة على وجود الله تجاوزٌ كبير للمنطق والتّفكير العلمي في أبسط مقوّماته وقواعده. المقولة صحيحة في حالة البعير، لأنّ الإنسان رأى هذا الحيوان وعرفه معرفة حسّيّة وعَلِمَ شكله وهيئته ورآه يتبرّز فيخلّف بعْرًا ورأى هذه المخلّفات كما رأى مخلّفات غيره من الحيوانات. لذلك، عندما يجد الإنسان بعرة فهو يربطها مباشرة بالبعير، لمعرفته أنّه لا يمكن للحيوانات الأخرى أن تترك مثل هذه المخلّفات خلفها. كذلك الأمر بالنّسبة للبراز البشري. فالمقولة نتاج تجارب وملاحظات واضحة وثابتة. لكن، لا مجال لتطبيق نفس المقولة وإستعمالها كدليل على وجود الله. لأنه لا يوجد شخص واحد على وجه الأرض وعلى مرّ التاريخ رأى هذا الكائن المزعوم وخالطه بحيث توقّف على قدراته في الخلق ورآها رؤية العين وعلم أنّه لا يوجد كائن آخر له نفس تلك القدرات. إذن، خلاصة القول أنّ تطبيق هذه المقولة لإثبات وجود إله مغالطة منطقية كبرى ومجرّد تدليس وتلبيس لا أكثر ولا أقل. وإلا فما الذي يمنع من أن تكون نفس تلك المقولة دليلًا على وجود سوبرمان أو الزّومبي أو الغول أو العنقاء أو أيّ كائن خرافي أو خيالي آخر؟ وبقيّة المقولة مثل بدايتها. حين تقول أن "الأثر يدلّ على المسير"، فالسّؤال الذي يطرح نفسه هو: مسير من؟ إذا كنت تعني مسير الله فأنت لم تره ولم تعرفه ولم تتأكد من قدرته على المسير ولا من أن آثار مسيره لها شكل آثار مسير الكلب أو الماعز أو شكل آخر. فالتّجربة هي الأساس في كلا الجزئين المكوّنين للمقولة. وبإنتفاء التّجربة، تُصبح المقولة مجرّد هراء يضحك به المتديّن على نفسه وعلى الآخرين.
.
..................................................
الهوامش:
1.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://ahewar.over-blog.com
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص