الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاجئ للمرة العاشرة !!

رمضان عيسى

2018 / 1 / 23
القضية الفلسطينية


لي من الذكرى حنين
تتعثر تتبختر ، تنفر من مشحون ألم
وآهات من أنين
خيمة تفغر فاها للشمس
وفي الليل شرائح الفسيخ
أزهو ب" ديماية " أبي المُصغرة
التي عبث بها المقص والابرة
طولاً وعرضا لتلائم جسدي الصغير
يحزمني شريح قماش ليلمها على جسدي
ثم ألهو بها في الخلاء
بلا بنطال ، بلا حذاء !!
وكبرنا على حبوب التموين
من فول وعدس وحمص وفاصولياء
وحصة أسرتنا من الطحين
وبعضاً من التمر اقتنصناه في أحد السنين
أو تكرر مرةً أو مرتين !!
وكبرنا ، وسجلونا في المدرسة
وخاطت لي أمي شنطة
من بقايا الألبسة
أحشر فيها الدفاتر واللاوازم
وقطعة من الخبر أستبدلها بشيء
أو أقضمها ان عصرني جوع في المدرسة
******
واشتعلت الجزائر، وثارت اليمن !!
ونادى المنادي ، تبرعوا ، تبرعوا !!
وتبرع الجوعى بالخبز ، وبعضاً من ألبسة !!
نشدنا: تعيش الجزائر ، تعيش اليمن !!
تعيش الجمهورية العربية المتحدة ..
تعيش كل الشعوب العربية ، حرة ، أبية !!
كنا " عرب " و " وطنيون " حتى النخاع ...
وفلسطين تنزف .. تنزف !!
**********
وفي المدرسة ، علمونا الصلاة !!
ومن يصلي أكثر ، له جائزة
من معثورات فريق النظافة
كنا نصلي لمديح المدرس ، والجائزة !!
علمونا أن من الأخلاق ، لا تسرق
وأنا لم أسرق يوما ، فكلنا فقراء
قالوا لنا ، لا تكذب !!
فأنا لا أستطيع التلون كالحرباء !!
أنا لا أعرف أن أكذب !!
ومن الوصايا ، لا تزني !!
وأنا لا أعرف ماذا تعني !!
ومدرس الحساب ، كان قصير القامة
أبيض البشرة ، محمر الوجنات
كان مميزاً بلعنته الغريبة كلعنة الشعراء !!
" لُعنت في كل كتاب ، حتى في كتاب الحساب " .
فكتاب الحساب يخلو من اللعنات !!
والكون مليء بالمصائب ، ونسينا ما به من خيرات !!
حر ، وبرد ، وجوع ، ومرض وآهات !!
أمشيئة " رب " هذه ، وقدرٌ يفرض هذه المتغيرات ؟؟
غابت البسمات ...
في دفتري ، أنا لاجئ
في مطبخي ، أنا لاجئ
في كل السكنات ..في كل الآهات ..
في كل حكاية نسجتها الذكريات ..
**********
يطاردني اللجوء في نشيد المدرسة ،
وعلم السارية ، وصورة الشهادة !!
ووثيقة السفر !!
أنت مغضوب ، عليك ، مكتوب عليك
أن تكون ، أن تكون بلا مقر !!
في أرض اللجوء ، الوطن ليس وطني
الأرض ليست أرضي ، ولا الرابية
البيت ليس بيتي ، ولا الساقية
أنت هنا لزمن معلوم ، وغداً تعود !!
رضعنا اللجوء ، والشقاء منذ الطفولة
وغابت الأحلام ، وكذبت الوعود !!
وبقي الأمل ، ولم نعود !!
*****************
أنت مغضوب عليك ، مكتوب عليك ..
أن تكون بلا وطن !!
أنت مُشعل الجروب ..
أنت وراء كل المصائب والمحن !!
أنت وراء كل الفتن !
أنت لا يحق لك الأنين ، ولا الطنين
ولا حتى أنت تنادي باسم فلسطين !!
*************
رسمت خطوات الزمن خطوطها على وجوهنا !!
وهرمنا .... هرمنا ...
هرمنا ، ولم نعود ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة