الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن في حالة حرب لا مصلحة لنا فيها

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


هناك عرف قانوني يقول: "صلح خاسر أفضل من دعوى رابحة" وهنا يمكن القياس على هذا المبدأ بكلّ مناحي الحياة، ويمكن استعماله في الحرب بشكل عام، وفي الحرب السّورية بشكل خاص حيث أنّه كان على السّوريين أن يشدوا الأحزمة على البطون كون النضال من أجل قضية العرب الأولى " فلسطين" ومنذ قيام إسرائيل، ولا أعرف إن كان الصلح على بعض الأشياء أفضل من خسارة كلّ شيء، لكن لن يكون ذلك لسبب بسيط وهو أننا نعتمد الخطاب القومي الشعبي، أو الديني المضلل. أما وقد انتهى أمر فلسطين فإنّ الثورة السّورية لا يعيبها أنها خرجت من الجامع مادام شعارها الدولة المدنية والشعب السّوري واحد، لكنها وئدت منذ أشهرها الأولى، وأصبح ما هبّ ودب يتحدّث عنها. كانت ثورة عفوية مثل كل الثورات، ولم تتبعها حركة منظّمة كي تستمر، وأصبحت كما صحن الدبس يجتمع عليه الذباب والنحل والكثير من الحشرات.
سوف أتحدّث بإيجاز عن تأثير الحرب على الأجيال المقبلة من حيث أنّها تؤثر على الأطفال بسبب فقدانهم الوالدين ، أو أنّ الوالدين عاطلين ، و قد يكون الطفل في رعاية بديلة مع شخص يهتم به فقط قليلا بسبب فقده عائلته. يفقد الأطفال فرصة التعليم خلال الحرب، يضطر بعض الأطفال إلى الانتقال إلى مخيمات اللاجئين، ينتظرون لسنوات في ظروف بائسة في انتظار العيش الطبيعي، وقد تتعرض الفتاة للاغتصاب والتهميش من جانب المجتمع وتفقد فرصة الزواج. إن هناك نتائج كثيرة للحرب تجعل الأمر محزناً أكثر مما نتوقع
تتدهور صحة الطفل في الحرب بسبب التغذية، وسلامة المياه، والمرافق الصحية، والإسكان، والحصول على الخدمات الصحية. قد يكون هناك فقدان للحصانة لنواقل الأمراض مع حركة السكان. ويتعرض الأطفال اللاجئون بشكل خاص للمزيج المميت من سوء التغذية والأمراض المعدية
ينتشر البغاء من أجل الحصول على الكفاف. وتؤدي الخسائر والاضطرابات الشديدة في حياتهم إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب ذلك الاكتئاب الذي يتم تفجيره بالعنف حيث ينتمون للمليشيات من أجل التعبير عن غضبهم، وكما يعلم الجميع كيف تستغل المليشيا الأطفال، وتعودهم عل المخدرات كي ترسلهم في أعمال انتحارية، أو مهمات خطيرة.

الآثار الأخلاقية والروحية تتلخص في اللامبالاة من العالم المحيط، أو الأسوأ من ذلك، الخداع الذي يتسبب فيه الكبار عندما يغرسون في البيئة ثقافة القتل حيث يفقد الأطفال معنى بناء أنفسهم في عالمهم. وينتقلون إلى عالم والكذب والسرقة، وبيع الجنس من أجل البقاء. قد يكون لديهم بنية أخلاقية يتمّ تفكيكها بالقوة واستبدالها في تدريب على القتل كجزء من قوة عسكرية.
لن أتحدّث عن تنفيذ القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بحماية الأطفال في
الحرب والذي يتناول اتفاقيات جنيف، واتفاقية حقوق الطفل، حماية الأطفال المتضررين من الحرب فيما يتعلق بالأغذية والملبس والأدوية والتعليم ولم شمل الأسر فهذه الاتفاقيات مجرد حبر على ورق، كما أنني لن نتحدث عن بذل الجهود الإعادة تأهيل الأطفال المتضررين من الحرب من أجل الشفاء الاجتماعي الذي يتجه نحو تعليم ثقافة السلام. قد يكون هذا مستحيل حالياً. لأن الحرب والفقر يفترض أنهما مرافقان لنا.
نحن اليوم نعيش على أبواب العالم كالمتسوّلين، والتعاطف الإنساني كان يفرض علينا أن نتعاطف مع أطفال الغوطة كما أطفال عفرين. لكن ما هو هذا التعاطف؟ هل نقول أن الغوطة لن تهزم، وقد هزمت؟ أم نطلب من أطفال عفرين أن يدافعوا عنها؟
هل نتجمع أمام سفارات العالم كي نجبرهم على الشّعور، أم ندبك في الساحات تعبيراً عن الغضب؟
هل هذا مفيد؟ بالطبع لا.
الشجاعة ليست في حمل السّلاح والحرب، ولا في تسجيل موقف على وسائل التواصل. الشجاعة هي الضّغط على قادة الحروب، وعدم تأييدهم مهما كان تفكيرهم، وعلينا أن نوافق على أية مرحلة انتقالية ليس فيها الأسد، ففي ذهاب الأسد احترام للأرواح التي زهقت بالباطل. لن تكون حكومة ما بعد الأسد إلا من اللاعبين على السّاحة سواء اتهمناهم ، أم باركناهم.
الشعب السّوري بكل مكوناته يهمه السّلام ولقمة العيش، ولا أحد يهتم للمذهب أو القومية . نعم هو يُكره على حمل السّلاح، وعلى الموت من قبل قلّة من تجار الحروب، ومبيضي الأموال، وتجار المخدرات الذين اغتنوا من حالة الحرب السورية. دعونا نقول لا للسلاح، ونشعر العالم أننا مغلوبون على أمرنا ونحتاجهم في حمايتنا كشعب، وليس كمجموعات، دعونا لا نؤجّر أنفسنا، ونصاب بداء العظمة حيث "نحن كمجموعة، ومن بعدنا الطوفان" إنّها صرخة في واد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير