الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى

محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)

2018 / 1 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"متى؟" استفهام بشري عجيب ينتظر إجابة تحيله إلى نقطة مرجعية ما كان له أن يعرفها لو لم تتراكم لديه قاعدة بيانات وملاحظات وتفاهمات ربطت هذه النقاط المرجعية بحركة الارض وما تخلقه من تعاقب الليل والنهار.

ونحن نستخدم "متى" طلبا لإحداث زمكاني ماض: متى حدث ذلك؟

ونستخدمها أيضا طلبا لإحداث مستقبلي: متى سيحدث ذلك؟

وهذا هو المشترك العام بين اللغات، استخدام اداة الاستفهام نفسها للماضي او المستقبل ويفهم اتجاه الزمان من مكونات الجملة الأخرى. ولعل بعضها (خاصة العاميات) تميز بينهما.

ولو اصطلحنا على استخدام كلمتين مختلفتين واحدة للمستقبل واخرى للماضي، مثلا:

متى (حدث ذلك)؟

إمتى (سيحدث ذلك)؟

وتراكم ذلك الاصطلاح على مدى أجيال. فإن الأثر النفسي لمتى وإمتى سيكون مختلفا.

ولو فرعنا في متى فاشتققنا منها كلمات تطلب احالة الى اسبوع على الاكثر او سنة على الاقل وفعلنا المثل مع إمتى، مثلا:

متاء (افترض ان الحدث مضى عليه اسبوع على الاكثر)
متيء (اطلب اشارة الى ماض له مئة سنة على الأقل)

وهكذا

فإن علاقة العقل (بعنصره الناطق) مع الزمن ستتطور عند تناول الزمن بالكلام.

وفي كون هو في أساسه وصف كلامي، تمظهر لجمل شرطية وعلاقات رياضية، فإن هذا الإمعان في التجريد اللغوي سيساعد العقل على الإمساك باللاملموس الزماني أكثر.

هل توقف العالم عن التغير في هذا الاتجاه؟

هل ستنشأ لغات محكية جديدة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم