الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفادة من الماضي ، يعطي نفس أطول للانتفاضة الحالية

مروان صباح

2018 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الاستفادة من الماضي ، يعطي نفس أطول للانتفاضة الحالية .

مروان صباح / اجتهد ابوجهاد الوزير في إيجاد مخارج جديدة ، تعيد القضية الفلسطينية إلى الحدث العالمي ، كما يبدو لي أو هكذا أرجح ، وجدَّ بحركة غاندي القبلة الجديد للثورة ، بالطبع ، انطلق بتوجهه الأخير ، من قياس ميزان القوة بين شعب أعزل ، كل ما يملكه ، صدر عاري وبين قوة خيالية ، لا تتثاقل في استخدامها، بالطبع ، جاءت تحركات خليل الوزير 1935 - 1988 م ، بعد إخراج الثورة من لبنان ، وإنهاء كفاح المسلح بخسارة الثورة لموقع فتح لاند ، ذاك الموقع الذي شهد مواجهات مباشرة مع الجيش الإسرائيلي ، بصراحة ، كانت الفكرة بمثابة إنقاذ ، وايضاً في الوقت ذاته ، حملت نواقص عديدة ، ربما ، لأن اغتياله مبكراً ، التى اقدمت عليه اسرائيل بعد إرساله مجموعة من أجل تفجير مفاعل ديمونا في النقب ، بالاتفاق مع صدام حسين ، كان الأخير متعطش ، للثأر على تدمير مفاعل النووية العراقية ، يبدو غيابه أفقدها التطور ، إلا أن ، حاصل الأمر ، لم تتوفر للانتفاضة الأولى وايضاً الثانية ، أسباب الاستمرار ، ولكي لا ينتهي الأمر بالمنتفض اليوم ، إلى ذات المصير ، لا بد أن يجد الفلسطيني داخل الأرض المحتلة ، أفكار تقلل من الخسائر البشرية وايضاً المادية التى توفر له أسباب الصمود .

في مدى أبعد ، الثورات في مفهومها الأعمق ، صراع بين الماضي والمستقبل حتى الموت ، لكن ، لا بد أن يكون الموت هو المستقبل ، لهذا ، تجارب الثلاثة الأخيرة ، التى قادتها حركة فتح ، في المنتصف القرن الماضي وأوائل القرن الحالي ، لم تؤثر بالمحتل الاسرائيلي ، بشكل الذي تدفعه إلى قناعة جدية في تغير الفكرة التى تأسست عليها دولته ، بل ، جميع نضالات الفلسطينيّين والعرب معاً ، تبددت ، والأخطر من ذلك ، استطاع الإسرائيلي ، تغير التفكير لدى العربي اولاً والفلسطيني ثانياً ، عندما اختار مسار التدرج للوصول للهدف ، هنا لا يمكن للمرء إنكار ، بأنه قطع شوط واسع ، بل ، يعيش شعور بأن المسافة تقلصت من تحقيق الهدف الكامل .

طبيعة الناس ، تكرار الأشياء ، هنا نلاحظ ، أن جيل الانتفاضة اليوم ، يستعين بأساليب الماضي ، في المقابل ، يسارع المحتل في إطباق على المدن ، من ثم ، يحّصر المواجهات على تخوم المدينة ، بل يسعى على الفور ، إفقاد المنتفض زمام المبادرة ، بالطبع ، من خلال تحكمه بمساراته ، الذي يحول دون المضي المنتفض ، تنفيذ مخططه ، بل ما أبعد من ذلك ، تبدأ لعبة الاصطياد الأسهل ، فيسقط في كل مواجهة شهيد تلو الأخر ، وأيضاً المفيد هنا ، بل الملحً الحاحاً ، ضرورة التفكير في وضع مشروع متكامل ، من أجل تقليل الخسائر البشرية ، بهذه الحالة ، تضمن الانتفاضة استمراريتها وتحقق هدفها ، وهذا ممكن ، من خلال إنشاء جمعية تتكفل في رصد وتعقب مطلقون النار على المتظاهرين السلميين ، بل المفيد أكثر ، إنشاء مكاتب في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية ، من أجل رفع قضايا بحق كل من يقتل متظاهر سلمي ، بهذه الطريقة ، عندما تتفاعل القضايا في هذه الدول وتصبح أسماء القتلة في المحاكم ، يصبح الجندي الإسرائيلي في دائرة المحاسبة ، فسيحسب ألف مرة ، قبل أطلق عيار ناري حي .

أهمية محاصرة جنود الاحتلال ، بمحاكمات دولية ، تعطي الانتفاضة الاستمرارية ، بل ، تزرع في نفوس الجنود الرهبة والخوف من الملاحقات والعقاب ، لأن ، تجربة الانتفاضتين ، اخضعهما الاحتلال إلى سلسلة سياسات مضادة ، كانت سلطات الإسرائيلية أخذت إجراءات عسكرية وأمنية وايضاً اقتصادية ، اليوم ، يعاد المشهد مرة أخرى ، فالمحتل يبدي تخوفه من تطورات ممكنة ، قد تكون نوعية ، تطل هذه المرة من الانتفاضة الحالية ، لأن ، الاسرائيليون يدركون معنى الحقيقي والحاسم ، لاستمرار الانتفاضة بطريقة الرقيب والعقاب .

مسألتان ضروريتان ، الأولى ، الحفاظ على سلمية الانتفاضة ، والأخرى ، إيجاد مسوغ يلاحق ، قاتل المنتفض السلمي ، هما كفيلتين في نقل الانتفاضة من الحواجز إلى العصيان المدني في داخل المناطق الإسرائيلية والمستوطنات ، بالطبع ، يشبه الإضراب الشامل الذي شهدته فلسطين عام 1936 م ، بل متطور ، يجمع بين الحراكات الثلاثة ، الذي شهدهم العالم ، جنوب أفريقيا والهند والولايات المتحدة الأمريكية ، بهذه الحالة ، تضمن الانتفاضة ، النفس الأطول والمتواصل وعدم التعرض إلى الانقطاع أو الانحراف ، الذي عادةً يصب في مصلحة المحتل ، لأن ، في مراجعة دقيقة ، لكنها بسيطة مبسطة ، نجد أن الأسباب التى أدت إلى فشل ثورة 1936 ، تعود إلى عسكرة الانتفاضة دون أخذ الاعتبار والإدراك لتوازن القوة ، كانت أوروبا وأمريكا حينها ، في أوج التصنيع التسليحي والعرب في الانحطاط التاريخي حتى كانوا غير قادرين لشراء السلاح ، كما هو حاصل اليوم .

في وسع المرء ألا يتنكر لسلسلة سياقات ، كانت أساس في تنامي الديمقراطية الأمريكية ، لكن ، نقطة التحول الحقيقية التى شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية ، على الصعيدين ، الديمقراطية والمساواة ، فقط ، عندما انطلق مارثن لوثر كينغ بحركته التى طالبت بحقوق المدنية والمساواة للسود ، فأصبح لدى الجغرافية العالمية ، أمريكا جديدة ، هنا ، القدس والأقصى ، هما حق تاريخي للمسلمون والعرب ، بل ، الحاضر دليل يكرث هذا الحق ، رغم ثقل وتضليل الاحتلال في المدينة ، فكيف ، إذا كانت شواهد الحاضر غارقة في الماضي . والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا