الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلفيات قرار ‘‘ترامب’’ بشأن القدس

خالد ديمال

2018 / 1 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


على خطى بوش/أوباما، يحرّض ترامب على كل من يواجه إسرائيل، ويضع حماس وحزب الله في خندق (داعش)، وعلى نفس المسار الخاطئ، من خلال تضليل الرأي العام، ودعم الإحتلال الإسرائيلي، لوجيستيًّا، وعسكريا، وأمنيا، وصلت حد الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومواجهة المقاومة الفلسطينية بالسلاح، بما في جرائم في حق 3000 أسير، في ظل واقع عربي وإسلامي مشتّت، لا يخدم القضية الفلسطينية، بل يتجه نحو قيام دولة عنصرية (يهودية) متطرفة، تقتل كل من يخالفها الرأي والعقيدة والمرجع القومي، لذلك كان على الجميع التركيز على هذا الخطر القادم..
إن السعي نحو نعت منظمات بعينها: (حركة حماس/وحزب الله) بالإرهاب، هو بغاية قلب الحقائق وتشويه الوقائع على الأرض، وهي سياسة فاشلة وخاطئة انتهجتها الإدارة الأمريكية منذ زمن بعيد، يراد منها تشويه نضالات الأمة، وتتطلب دحض هذه الإفتراءات، لأن الخطر الحقيقي هو الكيان الصهيوني، وهذه مهمة المؤسسات، والشعوب، والنخب، بأن تكون لهم مواقف واضحة لتفنيد هذه الإفتراءات.. ومنها اعتبار (النظام الإيراني رأس حربة الإرهاب العالمي)، من أجل تحريف البوصلة عن العدو الحقيقي: وهو الإرهاب الصهيوني، المدعوم من قبل أمريكا التي تستخدم الأمة ونضالاتها من أجل مأسسة الإرهاب، وتغييب الكيان الصهيوني من قائمة الإرهاب، رغم كونه مجرد رهان ‘‘خاسر’’ بل وهم مكشوف، تحت شعار (مكافحة الإرهاب)، من أجل التاطبيع مع إسرائيل، وتحويل هذه (العلاقات) في متناول الإعلام، والإقتصاد السياحي، حيث يتخذ التطبيع صفة رسمية، وتحويل إسرائيل، وبعلم أمريكا (ترامب) إلى شريك أساسي في مكافحة (الإرهاب)، رغم كومنها الداعم الرئيسي له.. وهذا مال قاله (أوباما)، ويعيده (ترامب)، بتركيزهما على (ضرورة مكافحة الإرهاب)، وتحوّلها إلى بضاعة بائدة، عندما قال (ترامب) بأن (أمريكا لن تسحق العدو بدلا عن الدول الإسلامية).. وهي عبارة أخذها عن أوباما، مضيفا بقوله (نحن لا ندافع عن الآخرين).. وهو ما يعني أن: (الإستراتيجية الأمريكية لا تتغير)، بل ما يحركها هو (كيفية ترتيب المصالح) سواء في اليمن أو سوريا أو العراق.. مما يطرح التساؤل عن الدوائر التي ترعى الإرهاب، ما دامت هذه الدول تأخذها مصالحها عندما ينتهي الإرهاب، وهي تبقى في مجملها (مسرحية واضحة)، ما دامت (أجهزة المخابرات) تعلم (ما يخفى تحت السقف لتحقيق هذه المصالح)، بدليل القمة الخليجية بالسعودية، والتي تحولت إلى ما يشبه الفلكلور، نتجت عنه اتفاقية/صفقة، بمبلغ وصل إلى 400 مليار دولار، وهو رقم يتحدث عن نفسه، وما يخيف في هذه المظاهر، كونها تؤدي لتطبيع رسمي بين الدولتين، ويطرح التساؤل عن مبادرة السلام (ببيروت سنة 2002)، وهو مسار مكشوف، لأنه لو تحقق السلام منذ هذا التاريخ (2002)، لما وجدنا (لا إرهابا، ولا تصعيدا)، بل ما رأيناه هو (تمييع القضية الفلسطينية، وضرب محور المقاومة).. بل يريدون ضرب (إيران/وحزب الله)، حتى يصبح التطبيع واقعا، بعيدا عن مباردة بيروت، التي بقيت شعارا فقط.. وبالتالي، زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية، كان لابد أن يشكل عنوانا للمرحلة الحالية، التي اعتبر فيها ترامب (القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها)، وهي خلق محور جديد يقوم على لعبة المصالح، على حساب العرب وقضيتهم الفلسطينية، بل وتصفيتها نهائيا..
إن الغاية، تبقى في نهاية المطاف، هي تصفية القضية الفلسطينية، برعاية أمريكية، ودول ما يسمى بمحور(الإعتدال) ودفعها إلى الهرولة نحو الإحتلال الصهيوني، بهدف خلق اصطفافات جديدة، للقضاء على القضية الفلسطينية، ويبقى (الإبتزاز) المالي، غطاءً الهدف منه هو (تطويق) محور المقاومة، من خلال اعتماد قانون (جاسْتَا)، الذي يحمّل السعودية مسؤولية تفجير برج التجارة العالمي خلال أحداث سبتمبر 2001، وتطبيق شعارات (ترامب) التي تسعى إلى (تكوين حلف لمواجهة الخطر الإيراني)، ومحاربة داعش، بتغطية مالية عربية، وبالتالي تكون زيارة ترامب للسعودية، استهدافٌ للقضية الفلسطينية، واستمرارٌ للإستيطيان، تكون فيه الكفة الراجحة للإحتلال (الإسرائيلي)، وبانحياز أمريكي واضح، بل وشرعنة للتطبيع على كافة المستويات.. بل تقاطع في الأهداف بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، خاصة وأن ملك السعودية يعتبر (إيران) رأس حربة الإرهاب، وهو نفس موقف (إسرائيل)، ويؤيده (قرار ترامب) الذي اعتبر زيارته للسعودية (صفحة جديدة) تُفتح بين البلدين، وتقوي الصداقة والحبّ بينهما، وتأمين الحماية للمواطنين في بلديهما، والهدف المشترك يبقى في نهاية المطاف، هو خلق تحالف دولي ضد ما سمّاه ب(التطرف)، واصفا الإجتماع ب(التاريخي)، و الذي يجب –بحسبه- أن (يرفع الأعباء عن شركائنا ودولنا).. كما وصف الإجتماعات (مع الملك سلمان) وولي العهد (محمد بن سلمان) ب(المليئة بالدفء) والتي تضمنت أيضا (التوقيع على اتفاقيات تاريخية) بأزيد من (400 مليار دولار)، و(100 ألف فرصة عمل)، و(110 مليار دولار للتعاون العسكري)، وهي اتفاقيات دفاعية مع المجمعات العسكرية، وشراكة تروم تعزيز التعاون في مجالات الأمن والإستقرار في (الشرق الأوسط)، بل تضمنت الزيارة أيضا (فتح مركز لمكافحة الإيديولوجيات المتطرفة)، وهو ما يُعتبر إعلانا مشتركا بين أمريكا والدول الإسلامية في إطار (دور أساسي) يتوخى محاربة التطرف.. وهو يقصد بذلك (إيران) ونظامها السياسي، الذي ينشر الإرهاب –حسب ترامب-، داعيا دول المنطقة (وعلى رأسها السعودية)، إلى عزل هذه الدولة، وإدانة أفعالها، إلى جانب (حزب الله)، الذي اعتبره (منظمة إرهابية)، وهو نفسه موقف العربية السعودية، معتبرا المعركة الحالية، هي صراع بين الخير والشر، وليس بين الأديان والطوائف.. داعيا إلى تعديل الإستراتيجيات، من خلال الإعتماد على الواقعية المبدئية/ والمصالح المشتركة، وهي الخلفية الحقيقية لترامب.. يتبع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا سيدي كل هذا الإنشاء الثوري لن يخدم قضية إيران
أفنان القاسم ( 2018 / 1 / 26 - 09:09 )
ولا قضية حزب الله ولا قضية المقاومة!!!!!!!!!!!


2 - أتفق معك هناك سياسات خسيسة
أفنان القاسم ( 2018 / 1 / 26 - 09:20 )
يجب وضع حد لها بالشراكة مع إيران، بالشراكة مع السعودية، بالشراكة مع إسرائيل، بالشراكة مع كل بلد من البلدان العربية، وبالشراكة مع أمريكا والغرب وروسيا، وليس بالتطبيع، والضحك على اللحى، والتدليس...

اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة