الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرانكفورتيوا بغداد

محمد ليلو كريم

2018 / 1 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بغض النظر عن المصلحة السياسية التي جمعت الشيوعيين بالصدريين في هذه المرحلة ونحن على أعتاب الإنتخابات الرئيسة ، وللسياسة وظروفها الذاتية والموضوعية حضور في التكتلات والانقسامات في واقع العملية السياسية التي تدور في بلادنا منذ سقوط نظام الحكم الشمولي عام ٢٠٠٣ ، ومع أن تحالف الشيوعيين والصدريين غير مؤكد ، وأبعد منه تآلفهم ، إلا إننا نفهم أن هناك بون شاسع وتناقض قاتل بين الطرفين ، ولكن ؛ ونحن نتحدث عن تناقض ايديولوجي ، لزم أن نؤكد التالي :
الشيوعيون العراقيون أمتداد ( على الأقل في الأسس والثقافة ) للماركسية ، والصدريون منقطعين عن مدرستهم الأم وسنرمز لها برمزها الأول ( محمد باقر الصدر ) وهم ايضاً على صلة رمزية بالصدر الثاني وليس من حراك فكري واضح للرابطة ، وصدرهم الثالث لم يصدر منه كتاب أو دورة معرفية بعينها لنبُّت في شأن طائفته الاي تقدسه . إذن ؛ من واقع تواصل الشيوعيين مع مدرستهم الأم ، وانقطاع الصدريين مع مدرستهم الأم نفهم الحراك الذي صدر من الحزب الشيوعي للتواصل مع الصدريين ، ففكرة الشيوعيين أن الفراغ المعرفي للطرف الآخر يُملأ بقوة عملية تحول الكم الى كيف ..
اكتشاف :
يُحسب للشيوعيين العراقيين أنهم توصلوا الى ( إكتشاف ) حقيقي يُضاف لأدبيات التاريخ الشيوعي العملي ، حين تأملوا وضع الكتلة الاجتماعية الصدرية ، وتفائلوا في خوض تجربة عملية مدروسة لإستيعاب هذه الكتلة الكادحة بأغلبها ، وفي التعريف : (( الكشف أو الاكتشاف ، (بالإنجليزية : discovery ) هو عملية الكشف عن شيء جديد ، أو كشف عن شيء " قديم " كان مجهولاً )) وتركيز الشيوعيين العراقيين هنا ينصب على عامل ( طبقة كادحة ) ولست على دراية بكيفية التعامل اللاحق مع هذا العامل لتوظيفه لصالح استيعاب التكتل الاجتماعي المستهدف وإعادة انتاجه ثقافياً وفق الفكر الطبقي الذي يتبناه الشيوعيون وإخراج الطبقة المستهدفة من مناخ المقدس الى واقع تتلمس فيه بؤوسها وتتخلص من آمال السماء المؤجلة وتتبنى الكفاح بحسب مسار شيوعي قد يكون مخضرموا الحزب الشيوعي العراقي أعدوه مسبقاً لكي لا يقعوا في أي مأزق إفلاس ( بالتعامل ) لاحقاً .. وعلى العموم ؛ عندي حدس قوي أن شيوعيوا العراق حققوا إكتشاف ، وهو اكتشاف يتحقق بعد دراسة معمقة للدروس الماضية والبحث عن سبل جديدة لتحقيق المكاسب في الوسط الاجتماعي ، والسياسي ، والديني ..
أعادة تعريف :
من المؤكد أن شيوعيوا العراق اعادوا تعريف طبقة التكتل الاجتماعي الصدري ، فنظروا للتكتل نظرة طبقية كمساحة اجتماعية كبيرة من البروليتاريا ، ومما يؤكد ذلك أن سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي قال في لقاء معه على قناة آسيا ، وفي برنامج خير الكلام المنشور على اليوتيوب بتاريخ ١٩ / ٨ / ٢٠١٧ : (( الجمهور الواسع من الناس خرج للإحتجاج على سوء الخدمات ، والبطالة والفساد )) وهنا نلاحظه يركز على الجانب الإقتصادي ، وقال : (( ليس كل من خرج للإحتجاج من المدنيين ، بل هناك الجمهور الإسلامي ولكن المعاناة واحدة ... وأن من يسكنون المناطق الشعبية يريدون بالأساس من يحسن الادارة وتقديم الأفضل بخصوص الخدمات والبطالة والفساد )) بين طيات كلام السيد رائد فهمي نجد مشروع اعادة تعريف التكتل الاجتماعي الصدري ليكون طبقة بروليتاريا كادحة يتوجه نحوها الحزب بكل طاقاته ليستوعبها ويتعامل معها بنفس طويل ومهارة فذة لإعادتها الى حقيقتها الموضوعية وسحبها من وهمها اللامجدي والغير موضوعي كما أراد ماركس في كتابه ( نقد فلسفة الحق لهيغل ) : (( حيث اعتبر ماركس أن نقد الدين في المانيا قد اُنجز " وأن على نقد الدين أن يتحول الى نقد السياسة ، ونقد الجنة أن يتحول الى نقد الأرض & من مقال للكاتب غياث نعيسة ))
الفرانكفورتية العراقية :
ما يفيد مقالنا هو المرحلة الأولى لمدرسة فرانكفورت ..
في المرحلة الاولى لمدرسة فرانكفورت ، وهي مرحلة التأسيس ، تحرك مجموعة من الناشطين الماركسيين في حركة نقدية تجاه الجمود الذي لحق بالفلسفة الماركسية لتحولها الى قالب مقدس عند اغلب مفكري المانيا ، والنقد الذي تبناه هولاء النشطاء يعادل فعلاً متحرراً لا بد منه لتحفيز طبقة البروليتاريا على الثورة ، فليس من ثورة تقوم دون وعي متحرر وفعل نقدي متحرر ، وبدون تحرر النقد تجاه الذات لا يمكن التحول الى اطلاق النقد والثورة تجاه الموضوع (( تفعيل البعد النقدي التحرري في الفلسفة الماركسية باعتباره رافدا أساسيا للحركة الاجتماعية )) ، وفي حراك الشيوعيون العراقيون تتمثل صيغة فرانكفورتية مبتسرة تُقتبس لتوظيفها في التعامل مع التكتل الاجتماعي الصدري الكبير سكانياً ، ولكنني لا اتوقع تحفيزاً سيفضي لفعل راديكالي ، ولست أستبعده ، مع أن الراديكالية الناعمة اقرب للتوقع عندي من الراديكالية المعروفة ، فالمؤتمر الخامس للحزب الشيوعي حدد الحزب وسكرتيره حميد مجيد موسى المسار ( الجديد ) عبوراً من نظرية جديدة تحمل أسم ( الديموقراطية والتجديد ، وقد أتى جواب حميد مجيد موسى على سؤال لجريدة طريق الشعب يؤكد الدخول في المسار الجديد : (( ما الذي أضافه المؤتمر الخامس للحزب ؟
جرت التغييرات داخل الحزب ، في مؤتمره الخامس ، على الصعيد الفكري اولا. فقد جرى تنقيح الكثير من المفاهيم .
" دكتاتورية البرولتارية" مثلا لم تعد صالحة في ظروف التعددية والديمقراطية التي سادت العالم . كذلك في الموقف من الديمقراطية . فقد كان هناك عمليا موقف متردد من ممارسة الديمقراطية السياسية ، وحتى على مستوى الحياة الحزبية الداخلية . وبعد المؤتمر الخامس جرى في الممارسة اعتماد معايير اكثر سلامة في اختيار الكادر الحزبي . فلم تعد هناك هيئة لا تنتخب قيادتها ، بدءاً من الهيئات القاعدية ، وصولاً إلى اللجنة المركزية ، التي جرى توسيعها بضم شخصيات وكفاءات جديدة ومتنوعة الى قوامها . وهي الآن اكثر انتظاماً في عقد اجتماعاتها وفي التشاور وتبادل الرأي / ٢٧ اذار ٢٠١٤ )) نجد في كلام السكرتير حميد مجيد موسى نَفَس الراديكالية الناعمة ، وابتعاد منطقي عن الإستمرار في خوض الجدلية الثورية وتثوير البروليتاريا ، مع أن نظرية صغير تقبع في الباحة الخلفية لعقلي تحتمل وجود مشروع تكميلي سيزج بالبروليتاريا الصدرية بعد تنقيتها في مرحلة من التحفيز الثوري إذا ما اقتضت الضرورة ، ولأن الشيوعيين العراقيين لم يعلنوا الكفر بماركس بل هو توسع في المذهب ، وهذا ايضاً قد يُحسب لهم ، فتطوير طبقة كادحة هو فعل مادي عكس التطور الذي يرتجى من الغيب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا