الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سننتخب آية العظمى مرة أخرى ؟

محمد ليلو كريم

2018 / 1 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل سننتخب آية الله مرة أخرى ؟.
في كل انتخابات عامة من التي مضت كنا كمواطنين نستخدم منحة امريكية ( الديموقراطية ) لنضعها في رصيد من لا يؤمن بالديموقراطية ( رجل الدين ) وهذا فصام اجتماعي عجيب ينبغي أن تنبري له فطاحل علماء النفس والإجتماع للوقوف عليه كمرض عام وبائي ، ففي كل مرة نتوجه لصناديق المنحة الأمريكية ( صناديق الإقتراع ) لننتخب آية الله في أكبر موجة كوميدية ، وهي كوميدية لأن آية الله يتوسل الديموقراطية الأمريكية لتبقيه على رأس سلطة الإسلام السياسي ، مع أن ولا نص قرآني أو حديث نبوي أو قول ووصية لإمام معصوم جاءت في كتب الطائفة تتناول هذا الشأن تذكر أن زماناً سيأتي مباح فيه للمقدس المتعلق بالسماء أن يعاقر المدنس المتشبث بالدنيا الدنية ، ولكن آية الله المقدس يتوسل بالوضعي المدنس ليبقى مقدس سياسياً !!!! ..
في حقيقة الأمر ، نحن في كل انتخابات ننتخب آية الله رجل الدين ، فأصواتنا تصب أولاً في مصلحة رجل الدين ، ومهما كانت وجهة أصواتنا فهي تذهب لتدعيم عرشه الألوهي ، ولا ضير أن انتخبنا تلك الجهة الاسلامية أو هذه ، فكل جهات الاسلام السياسي كسواقي تصب في بحر جلالته ، وهذا ما لا يخفى على أي عاقل ..
والأنكى ، أن نفس الحزب ظل في الحكم رغم تغير رئيس الوزراء السابق الذي جاء من نفس الحزب ، أي أننا كمواطنين من طائفة الشيعة كمن خيروه بدواعي الديموقراطية بين أربعة أكلات ، ولكن الأكلات الأربع تخرج من نفس المطبخ ، والمطبخ يرجع الى نفس المطعم ، فإن طلب المواطن رز وحساء ، أو نوع من المشويات ، أو دجاجة ، أو شاورما ، فهو حر في طلب نوع الأكل فقط ، ولكن كل ما يطلبه يخرج من نفس المطبخ ، والمطبخ يرجع الى مطعم واحد ، وليس هناك من خيار متاح للمواطن الجائع لطلب الطعام من مطبخ آخر يقع في مطعم آخر ، وهذا حال المواطن في كل انتخابات تجري ..
لمجرد إتمام الإنتخابات فإنه مكسب لرجل الدين ، فهو العرش الذي يضم كل فصائل الإسلام السياسي المشاركة بالعملية السياسية ، فأنت كمواطن أن انتخبت ص اسلامي أو س أسلامي فهما يرجعان بمكسب التصويت الى صاحب السلطة العليا آية الله العظمى ، ولا يغرنك أو يخدعك تناقض س مع ص أو صراع وأقتتال بين ص و س ، فآية الله العظمى فوق الصراع والإقتتال ولا يناله إلا الفوز العظيم ..
المواطن الخائف من جهنم ، المتدين طمعاً في الجنة ، لا يفكر بعقل حر ، كما المواطن الذي يفهم الحرية وينتفع بها ، فالمواطن المتوجس دوماً من خشية عذاب الله وتصورات أخطار القبر ومنكر ونكير وطرق التنكيل البرزخي لم ينتبه أن من يرجع له في أمور دينه ودنياه منتفع من المنحة الديموقراطية الأمريكية ، وأن الإنتخابات في نهاية المطاف تصب حتماً في مصلحة المرجع الذي يفتي بحليّة سبي نساء امريكا واطفالها وبيعهم بسوق النخاسة أن تمكن المسلمون من ذلك ، وهذا المواطن لا يسأل المرجع عن هذا التناقض ، أو على الأقل يطرح استفساراً غير مباشر ، فلربما يأتي جواب المرجع آية الله العظمى مقنعاً ومشفوعاً بنص قرآني أمتداد لنص توراتي ، وقد ورد في سورة المائدة : (( أنا انزلنا التوراة ، ...... ، وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ )) والنص القرآني حين قال ( كتبنا عليهم فيها ) كان يقصد سفر التثنية اصحاح ١٩ (( نَفْسٌ بِنَفْسٍ. عَيْنٌ بِعَيْنٍ. سِنٌّ بِسِنٍّ )) ولو تقدم آية الله العظمى بهكذا اجوبة فسنتعرف على المشتركات اللاهوتية إضافة للسياسية ، ولكن المواطن لا يسأل ولا يستفسر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ديموقراطية في الاسلام!!
سمير آل طوق البحرأني ( 2018 / 1 / 26 - 11:13 )
الاسلام لا يؤمن بالديموقاطية والنواب يمثلون من يقلدون فقط. اما الحاكم الفعلي فهو الفقيه آية الله العظمى. من يريد راي المسلمين في الديموقراطية فليراجع كتاب (الديموقراطية في الاسلام ) لمؤلفه سيد فؤآد بن سيد عبد الرحمن الرفاعي الحسيني. ان الانتخابات هو ضحك على المغفلين. والسؤآل متى كانت الديموقرآطية في الاسلام؟؟. الحكم في قريش. ثلاثون سنة خلافه وبعدها ملك عضوض.الغلبة بالسيف هي اساس الحكم والآن بالانتخابات بمباركة الفقيه.

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س