الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهيار التحالفات .. صدمة ... تضارب الغايات

محمد علي مزهر شعبان

2018 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



كانت الغاية في اعلان التحالفات وبهذه السرعة هي مسك زمام الصدارة، مهما بيت من النوايا الخفيه، واختلفت المشارب . تحالفات كلمحة بصر أعلنت، وعلى عجالة عقدت . وإنفك عقدها بعد مضي سويعات، اذ حددت فيها مساحة وجودها ومقاعدها التي أطفئت حين ادركت ان الكرة في ملعب السيد الذي تبرقع براية النصر. برر إنفكاك هذا العقد وعلى حياء، بأنها أسباب فنية . والمتابع ربما أدهش لهذا العطل الفني، بل اعتبره تبرير ساذج .
دون شك يعرف القاصي والداني بأن التحالف هو موضوعة قراءة مستفيضه للملتقيات والاهداف والتصورات المستقبليه . سذاجة الامر تندرج في معرفة طبيعة مرجعيات الاطراف، وتصادمها حد النقطه فليس من الممكن أن تروجه لحظة راهنة لاتفاق الاضداد، والكل يعرف خلفيات المتحالفين، وأن خراطيمهم ممسوكة عند عواصم القرار .
السيد العبادي تبين انه لا يستطيع ان يمسك العصى من الوسط، وليس بمقدوره أن يكون بيضة القبان بين كفتي ميزان الامريكي والايراني، او ان يمضي يطبخ الامور على نار هادئه . كفة واشنطن داعمة في مجيء العبادي مرة ثانيه، تناصرها جوقتها المرتبطه بقرارها في شؤون الاقليم . ولعل الرجل تناغم مع الايقاع الاقوى في طبيعة التأثير، والاعتماد على داعم متعدد المنافذ، واجندة القوى المتحالفه مع امريكا فتبعه .
الكفة الثانيه مسكت تلابيب وقائع الامس القريب، وما خلفته حرب داعش، من وقع في خوالج الانفس، حين سلبت الحرب من العراقيين ابناؤهم ورجالهم، فافصحت الحالة تدل عن ذلك الارتباط الوثيق الذي لا تنفصم عراه بين الاغلب من احاسيس الشعب وبين العناوين التي مثلته في معركة كان وقودها فلذات اكبادهم، فليس بأمكان القوى الاخرى ان تلغي هذا الحضور والاحساس الطاغي على المشاعر. من هنا تدور افلاك معركة الانتخاب والاقطاب، فكان رهان ايران على وحدة الصف الشيعي، من خلال النقر على هذا الوتر الحساس، المرتبط وجوديا وعاطفيا مع ذاكرة الحرب .
أمريكا بين أن تعجل بالانتخابات، ما دامت الاجواء رهينة النصر الذي إرتبط بإسم هذا الرجل الذي تراهن في قدومه الى دست السلطة ثانية . وهي بذات الوقت ترغب في التأجيل ليكون الرهان هو النسيان في ذاكرة الشعب، ولعلها في يقين ان لمساحة الزمان المؤجل للانتخابات، له قدرة على تمييع ذاكرة الشعب كما أنبئتها تجارب الحوادث الجسام التي اصبحت في طي النسيان، اضافة لمضيها مع من يريد التأجيل لعموم الاطراف الكردية والسنية . إيران تدرك تلك اللعبة، فزجت بصفوفها في هذا التحالف، ليتزاوج الفتح مع حسناء النصر. والسؤال لماذا هذا التحالف رغم التعاكس الكبير في طبيعة الرؤى؟ دون شك هي لعبة حصد الاصوات في حاضنة المقبولية الدولية والاقليمية، كي يوقعوا العبادي في المطب او المصيده التي نصبها في توسيع ساحة تحالفه، فسارعت الجهة الثانية ورهانها صناديق الاقتراع وما سيتمخض عنها من نتائج، تشير أغلب الدلالات ستكون لصالح فريقها تحت خيمة المقبولية .
إذن أين المشكلة الفنية كما بررت ؟ الدلائل تشير ادراك الحشد لمصيدة العبادي، حين أرادهم مطية وصول الى الغايات، اذ فصل الجلباب على مقاساته وشروطه فيما ألت إليه المقدمات، في أن ينزع أدوات قوتهم، ويميع أصواتهم من خلال إئتلافات وصلت الى ال – 65 بين داب وهاب، والكل يريد قطعة من كرسي الخلافة .
سرعة خلع العقد بين العبادي والحشد، أن الاول اراد ان يبعد ايران على الطريقة الامريكية، والثاني اراد ان يلعب باريحية في ساحة العبادي، فتفرقوا ليس لاسباب فنيه، إنما هو الكشف السريع للنوايا في ساحة اتسعت، ليدخل فيها لاعبون لا يعرفون فن اللعب النظيف، لصوص الارواح، وزناة الفكر الدموي، فوجد المقتول ان قاتله يجلس جنبه في المقعد المجاور . فطفحت رائحة الدم، وهاج الغضب لضياع مئات الالاف من ضحايا، وكأنهم قتلى في حرب البسوس.
أما الفرقاء الاخرون، فكل له اجندته، وهم في حالة ترقب ورصد . فالمالكي ترك الحشد ولعله دفع به للتحالف مع العبادي، ليكشف لهم نواياه، وهو بذلك يتقدم خطوة الى الامام، تجذبه نحو المقبولية من كتائب الحشد، ليكون لاعبا كبيرا ربما الاقوى في هذا الصراع .
حركة فتية قرأت المشهد جيدا وأدركت أن التحالفات ممن يؤشرعليهم بأنهم الكبار، هم حيتان، لابتلاع أصوات الاخرين، وأن فيها أطراف فاسده، وأخرى خارج حدود من اصطفوا في عظمة الشهاده وسلوكها . هذه الحركة قررت النزول الى الساحة منفرده، رغم فتوتها، وشحة مواردها، وليس لها أذرع ممتده في منافذ الحكم توسخت وسرقت ، ولهذا دخلت تنشد التغيير، بوجوه جديده، واعتمادها الاغلب من كوادرها المورد الشبابي، وعلقت رهانها بسجيتها في محاسبة المفسدين، كحركة اراده ورئيسها الدكتوره حنان الفتلاوي .
كتل أخرى تميل حيث مالت الكفة وتتواجد حيث استدعيت . ونماذج وصفوا باللصوص الشموليين، وكأنهم ملائكة، سمحت لهم المفوضية بالنزول الى الساحة، بناءا على فرضية من لم يدن قانونيا لا جناية عليه وتناسوا من هربوا ومن انتشلتهم امريكا من يد القضاء وهم في السجون. هذه الصورة دون ميول، رغم تشوهها وتشويشها اظن ان القادم ابن الامس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا