الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مصحوبة بالمحبة للرفيق جميل مزهر

محمود فنون

2018 / 1 / 26
القضية الفلسطينية


تحية واحترام وبعد
قرأت دوما تصريحاتك وطروحاتك ، وأشعر انك تتمتع بروح قوية تليق برفيق عضو في مكتب سياسي وقائد فرع ، وأتابع أخبار القطاع وكل الأنشطة التي تدور هناك .
إن الوضع صعب جدا على المناضلين وهو أشد صعوبة على المسئولين الذين يريدون تحريك حالة نضالية إيجابية تستطيع أن تمس بالعدو وتستقطب جموع الجماهير وتحركها للنضال وتحركها لتكون حاضنة لقوى الثورة الفلسطينية .
يا رفيقي : ما تبقى من ظروف مليء بالتعقيدات . لنعود للوراء منذ ما بعد عام 1967 م حيث كانت الأردن بما فيها من مكونات ومقدرات ساحة نضالية مفتوحة ضد العدو ثم أخمدت عام 1970م وذهبت كل جهود الجبهة لإعادة توظيف هذه الساحة أدراج الرياح .
وكانت محاولات توظيف الساحة اللبنانية عموما والجنوب خصوصا .
ومنذ اللحظة الأولى أي منذ عام 1972 اشتبكت الرجعية اللبنانية مع الوجود الفلسطيني لتجريد البندقية الفلسطينية , ورفعت الجبهة وعيرها شعار المحافظة على البندقية الفلسطينية في لبنان وتم مشاغلتها طوال المدة ثم وقعت الحرب الأهلية مدة طويلة ثم جاء الإجتياح الأول والإجتياح الثاني وطرد المقاومة من بيروت .
هي صعاب في وجه المقاومة .
لإن الخروج من الأردن قد مثل ضربة هائلة في عصب وعضلات الثورة ولم ينجح التواجد في لبنان بالتعويض عن هذه الخسارة سوى في حدود تمركز القيادة وبعض المشاغلة .
إن الفعل العسكري المباشر من لبنان لم يعطل شيء من البرنامج الصهيوني وتنفيذه على الأرض الفلسطينية . انتهت ساحات الخارج من أي مشاركة فاعلة في مجابهة الإحتلال وقطعت الساق الثانية .
المهم في الأمر أن القيادة بأي معنى أخذناها – بالمعنى الواسع أو الأضيق منظمة التحرير وفصائلها أو الأضيق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . كل المعنى القيادي لم يقف وقفة مراجعة جدية ( ربما باستثناء الجبهة ودون نجاح ) .
لم يتمكن الخارج من الحفاظ على وجود في مجابهة الإحتلال يؤثر على هذا الإحتلال رغم أن الشعب الفلسطيني موجود بشكل ملموس في الأردن – أكثر من ثلثي السكان ووجود ملموس في سوريا ولبنان .
هذه حقيقة الحال .
وكانت الإنتفاضة هي حبل النجاة للقيادة الرسمية والقيادة بمعناها الواسع والضيق والأضيق .
إنني من موقعي ومشاركتي أعلن أن دور الخارج في إشعال الإنتفاضة في الداخل يمكن حصره بحدود .
الحدود المعنوية لوجود قيادة ورموزية القيادة
والدعم بالمال
وأي مجالات يمكن حصرها .
ذلك أن مد الجماهير في الأرض المحتلة كان متصاعدا منذ نهاية السبعينيات وطوال الثمانينات بمكنزمات داخليى وتطور بنائي وكفاحي وتعبوي ، وتجربة تتعمق ومواجهة متنامية مستمرة بلغت شأوها بانفجار الإنتفاضة ولا حقيقة للقول أول الرصاص أول الحجارة .
بل وبدون تبخيس لدور أي طرف في الأرض المحتلة فإنه يمكن التنويه لدور الجبهة التصعيدي والتنظيمي والتحريضي والتعبوي ... طوال هذه المدة .
إن الإنتفاضة قد وصلت إلى ذروتها في نهايات عام 1989 م حيث طوال المدة كانت قيادة المنظمة – ابو عمار – تسعى للإمساك برقيتها بطرق عدة نجحت يعد ذلك بإفساد وتخريب قدر ما استطاعت ثم نجحت في طربشة ما سمي بالقيادة السياسية فيصل الحسيني وسري نسيبة وحنان عشراوي وهذه اللجنة احتلت رموزية وموقع القيادة الموحدة وتم تخريب المطاردين وكشفهم واستعملت كل الوسائل من أجل أن يقول ابو عمار أن خيط الإنتفاضة في كفه وأن بيان القيادة الموحدة يصدر بعد ان يوافق عليه .
وحصل ما حصل في الخارج من استثمار أفضى في النهاية إلى أوسلو ,
بعد أوسلو حصل فك الإشتباك بين الجماهير الفلسطينية والوجود العسكري الإسرائيلي في مناطق ألف .
تجرأ بعضنا بالقول أن مجابهة الإحتلال هي مهمة الشعب الفلسطيني في مناطق با وجيم ، بينما يكون النضال السياسي – أي غير المجابه ، في مناطق الف .
ما معنى هذا ؟
معناه أننا عجزنا عن ابتداع وسائل الكفاح في الوضع الجديد ، وأن السلطة كذلك وبحكم التنسيق الأمني أصبحت إحدى وسائل حماية المشروع الصهيوني من خلال موقعها وأجهزتها ومصالحها . أي أصبحت فعليا في وضعية النقيض للثورة والخادم للإحتلال – ليس حليفا يلق الإحترام بل أداة ملزمة بالخدمة وهي صاغرة وتلق اللوم على كل تقصير أو تهمة بالتقصير .
لم يكن هذا بالقليل . لقد كان ما حصل نتاج أوسلو وكذلك تركيما لما حصل إثر طرد الثورة من لبنان وقبلها طرد الثورة من الأردن. أن ما عانت منه الثورة من أعدائها كبير جدا.
وأضيف إن ما عانت منه الثورة من قيادة فتح لها ومن ابو عمار شخصيا ليس بالقليل .
منظمة التحرير الفلسطينية :
هل هي بحاجة إلى الإصلاح ؟
منذ وجودها ومنذ الشقيري ونحن نرفع راية النقد وبعدها رفضنا دخولها سوى رمزيا وبعدها أخذنا نرفع راية النقد ونطالب بالإصلاح وطرحنا مشروع الإصلاح الديموقراطي . وكنا نكثف طروحاتنا من أجل الإصلاح ونكثف ضغوطاتنا لوحدنا أو معنا آخرين !!!
ماذا كان يحصل ؟
كان ابو عمار يحكم قبضته أكثر فأكثر على المنظمة ويزداد تفرده فيها ويزداد فسادها وإفسادها وتم تحويلها إلى ما يشبه أداة الدولة في الإدارة والإنفاق المالب .
وصاحب ذلك بالطبع مزيدا من الإنحراف عن الموقف السياسي الوطني كما كان مقررا من قبل المنظمة أصلا وزادت التنازلات وأفسح المجال لتدخل العرابين والوسطاء ...الخ
من وجهة نظرنا المنظمة بحاجة إلى الإصلاح :
طوال عمرنا نطرح دعوات للإصلاح وبرامج إصلاح دون طائل
إن المنظمة غير قابلة للإصلاح بما يلبي رؤيتنا وهي ليس قابلة للإصلاح وفق أي رؤيا بالحد الأدنى.
من وجهة نظر القيادة : المنظمة صالحة تماما وتزداد صلاحيتها كلما أحكموا عليها السيطرة وكلما تمكنوا من استخدامها واستخدام اسمها بما يخدمهم واستخدام بصمة ابهامها لتبصم على مواقفهم وقراراتهم .
انت تقول في اللقاء المنشور خلال اللقاء مع المكتب الإعلامي في غزة :
" مؤكداً أن مفتاح هذا الحل وإعادة بناء وتفعيل مؤسسات المنظمة وتخليصها من هذه السياسة مرهونة بعقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، للتحضير لعقد مجلس وطني فلسطيني جديد خارج الوطن المحتل، لانتخاب قيادة جماعية جديدة لشعبنا، تعمل على تكريس مبدأ الشراكة في اتخاذ القرار والاستناد لبرنامج سياسي لقيادة المرحلة، في ضوء هيمنة هذه القيادة على القرار وفشل برنامجها المدمر."
يبدو للقاريء المريد أنك امسكت بمفتاح الحل من خلال هذا اللقاء . إن هذا المفتاح مطروح منذ سنوات دون طائل ولا مستمع ولا مجيب فأصحاب المنظمة يرونها صالحة ويكفيهم أن يدخل بيت الطاعة عددا آخر من حماس والجهاد مع تقليص العدد دون المساس بأغلبية القيادة الساحقة وليس فقط المطلقة ويبقى كل شيء على حاله ، هذا دون ان يتحمسوا حاليا لهذا العمل .
ولكن الذي بتتبع السيناريو المطروح في التصريح يرى أن الطريق للمعالجة سهلة جدا " .. بعقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، للتحضير لعقد مجلس وطني فلسطيني جديد خارج الوطن المحتل، لانتخاب قيادة جماعية جديدة لشعبنا، تعمل على تكريس مبدأ الشراكة في اتخاذ القرار والاستناد لبرنامج سياسي لقيادة المرحلة.."
ماذا تبقى ؟ ولماذا لا تقبل القيادة وتدخل في هذا السيناريو الجميل والمفصل خطوة وراء خطوة ؟.
هل هذا الطرح جدي أم هو شكل من أشكال النقد للقيادة والسلطة ؟ هل تبني أية آمال على إمكانية قبول هذا السيناريو أم انه مجرد " خطاب اعتراضي " كما كنا نقول سابقا ؟ هل هو طرح جدي ، وإن لم تقبل به القيادة ننزل إلى الشارع ونصارحه بالحقيقة فيلتف معنا وتمتليء الشوارع بالمظاهرات مما يدفع عباس لمساومتنا على الإصلاح !!!!!!!
ما الهدف من هذا الطرح المبكل والمسرًب مثل قناة ماء سالكة ؟
وبعد ذلك عن المسارات الثلاث وهي طموحة وتتحقق من خلالها كل الأهداف :
" .. ، المسار الأول هو مواجهة سياسة التفرد والهيمنة في القرار الوطني والضغط من أجل إخضاع هذه القيادة للالتزام بقرارات الإجماع الوطني بما فيها سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وإنهاء أوسلو وعدم التقيد بالتزاماتها الأمنية بما فيها التنسيق الأمني بشكل نهائي..."
إننا نستخدم سلاحي المواجهة والضغط !
يا رفيق إذا كنا نمتلك هذين السلاحين ولهما هذه الكفاءة والقدرة على الفعل لماذا لم نستخدمهما من زمان ؟
يا رفيق إننا لا نمتلك ما يكفي من سلاحي المواجهة والضغط بل إن هذه السلطة وهذه القيادة لا ترى الجماهير الفلسطينية قاعدتها وارتكازها كي تتأثر ب.
اضغطها وضغطنا.
يمكن للمرأ ان يتحدث عن الضغط والمواجهة ولكن دون ان ينتقل إلى القول ".. إخضاع هذه القيادة للالتزام بقرارات الإجماع الوطني بما فيها سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وإنهاء أوسلو وعدم التقيد بالتزاماتها الأمنية بما فيها التنسيق الأمني بشكل نهائي...".."
.. ، وتبني استراتيجية مواجهة تعمل على تعزيز الانتفاضة والحراك الشعبي وتصعيد المقاومة بكافة أشكالها ضد الاحتلال ومخططاته وجرائم المستوطنين، ومواجهة مشاريع التصفية ودعم صمود أهلنا في مدينة القدس."
من الواضح ان هذه النتائج ستكون بعد الإصلاح والمواجهة والضغط كما يدل السياق.
ولكن يا رفيق : أين هي الإنتفاضة ومن هي قيادتها وما هي أهدافها ؟ ‘انني أنظر من الشباك وأسير في الشارع وأذهب هنا وهناك ولا يوجد إنتفاضة ولا أرى إنتفاضة فأي انتفاضة نسعى لتعزيزها ولماذا الإستمرار بادعاء وجود انتفاضة شعبية في مواجهة الإحتلال ؟؟
وتقول يا رفيق:
" .. أما المسار الثاني، فأكد مزهر أن الجبهة ومع كافة القوى الحية ستعمل على الضغط من أجل المضي قدماً في تنفيذ انجاز المصالحة والتصدي لأي محاولات لتعطيلها... "
هل سبق للجبهة وكافة القوى الحية أن نجحت في منع أو معارضة شيء وهل سبق وأن أرغمت قيادة السلطة التي هي قيادة المنظمة التي هي قيادة فتح – على فعل أي شيء .
ثم لماذا المصالحة ؟ يقولون من أجل أن نتوحد في مواجهة التحديات .
إي تحديات ستجابهها المصالحة أو بعد المصالحة أو الوحدة الوطنية ؟!
وحدة على ماذا ، ومن يقرر أن الموجود هو وحدة وطنية أم فقط ينقصها انضمام حماس والجهاد ؟
إن هذا الإنضمام لا يشكل وحدة وطنية ولا شيء علما أن المصالحة إن حصلت هي إتفاق على تقاسم المناصب والمغانم والمحاصصة وليس وحدة كفاحية من أجل مجابهة العدو كما يضيف الناطقون لتبيان أهمية المصالحة أو لتفسير العجز القائم بسبب الإنقسام وأنه ما ان تتم المصالحة حتى تتم المجابهة ويصحو نضال الفصائل النائم .
إن المسار الثالث هو المسار الخاص بالجبهة وممكناتها ودورها في المجابهة سواء تقاطعت مع غيرها من القوى أم لم تتقاطع وهو يستهدف مجابهة سلطة رام الله وفي ذات الوقت سلطة القطاع ولكن هذا المسار بحاجة إلى شعارات ناظمة مهمة وجاذبة ولها نتائج ملموسة تتعلق بممارسة سلطتي القطاع ، وهنا استصعب حصر المهمة في جماهيرنا في القطاع . إنها مهمة الجبهة في الضفة والقطاع معا ولا يجوز حصر الأمر هناك ولا يجوز إعفاء جماهير الضفة من هذا الدور مهما كان متواضعا وحتى لو كان متواضعا في الضفة وفي القطاع.
ويا رفيقي حبذا لو لم يكن الحديث في نهاية المقابلة عن استمرارية الإنتفاضة .
ما الدافع لفتح هذا النقاش .
انني أعتقد ان على رفاقنا ان يتميزوا قدر طاقتهم بخطابهم عن خطابات العجز والسيناريوهات المبكلة لتطوير وتفعيل النضال وإصلاح الامنظمة و المصالحة وتعليق كل شيء على مسارات كهذه وهي براء .
يقولون : للخروج من الأزمة علينا ان نتوجه لإصلاح المنظمة ونفعل كيت وكيت وتصبح المنظمة في أحسن حال ثم المصالحة لتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات واستفراد الأمريكيين والإسرائيليين كذا وتشكيل جبهة و وطنية موحدة وتشكيل قيادة للإنتفاضة وو.... وو..."
إن هذا الخطاب مريض ومنخور ويمنّي المريدين بالأوهام.
كنت أقرأ مقالة لتيسير خالد عن إصلاح المنظمة ثم لاحظت المقابلة التي جرت معك فرفعت قلمي عن تيسير خالد" http://www.ahewar.org/debat/show.art.
asp?aid=39055
إذا قرأته ستشعر بحاجة إلى التقيؤ
مع اطيب التحيات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة