الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة الوطنية !؟.محاولة للفهم!

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 1 / 27
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


هل الليبيون يشكلون في مجموعهم ((أمة وطنية)) وهل مفهوم ((الأمة الليبية)) يتنافى مع مفهوم ((الامة العربية)) أو (( الأمة الاسلامية))!!؟؟، وهل مفهوم ((الهوية)) غير مفهوم ((الشخصية)) فيما بتعلق بالافراد والشعوب!!؟؟ ، سألوني غير مرة وكان جوابي كالتالي:
********************
بخصوص مفهوم (الأمة) فهناك عدة تعريفات كل منها يركز على مكون من مكونات الأمة، فالبعض قد يعتقد أن الأمة لا تكون امة الا على اساس ديني او عرقي فقط او على اساس وحدة اللغة!! ، ولكن ، وبشكل عام، يمكننا القول أن للأمة مفاهيم ثلاثة:
(1) الأمة بالمفهوم (الديني) فهنا الأساس الذي يجمع القوم هو العقيدة الدينية كما هو حال قولنا الامة الاسلامية أو الأمة اليهودية!.
(2) الأمة بالمفهوم (القومي) إما على اساس وحدة الدم والعرق او الثقافة واللغة كما هو الحال في قولنا الأمة العربية والأمة التركية والأمة الكردية والأمة الأمازيغية والأمة الفارسية أو الايرانية...الخ.
(3) الامة بالمفهوم (الوطني) و(السياسي)، وهو المفهوم السائد في زماننا حيث ضمر المفهومان الاول والثاني للامة إلى حد كبير لصالح هذا المفهوم الثالث القائم على اساس المكون الوطني، الارض المشتركة والدولة الواحدة!، اي مابات يعرف بمفهوم (الأمة/الدولة) أو (الأمة الوطنية) وهو مفهوم يقوم على اساس وطني وسياسي اي وحدة الارض ووحدة الدولة، اي تفاعل عامل السياسة مع عامل الجغرافيا!، وهذا المفهوم للأمة هو ما تقوم عليه (منظمة الأمم المتحدة)، فالأمم المتحدة هي تجمع للأمم الوطنية في العالم، فالامريكيون ،سكان الولايات المتحدة، امة وطنية وليست قائمة على وحدة العرق او الدين بل على وحدة الوطن والدولة ثم الثقافة واللغة، كذلك الحال بالنسبة للأمة البريطانية ، سكان المملكة المتحدة، فهي تتشكل من عدة اعراق وأقوام واديان بل وبلدان فهي أمة وطنية، وفي العصر الحديث تكونت الدول العربية على اساس وطني ايضا (طبيعي) أو (مفتعل) اي وفق مفهوم (الأمة/الدولة)، فتجد الأمة المصرية والأمة التونسية والأمة الليبية والأمة الكويتية فهي أمم بالمفهوم الوطني وستجد هذا مكتوبا في دساتيرها بل تجد عبارة (الأمة الليبية) قد وردت بوضوح في دستور ليبيا وفي اعلان اتحاد و استقلال دولة ليبيا الذي القاه الملك ادريس رحمه الله في 24 ديسمبر 1951.
***
لكن هل مفهوم الأمة الوطنية بتناقض جذريا وبشكل تام ومن كل وجه مع مفهوم الأمة العربية والأمة الاسلامية!!؟؟
جوابي : كلا ، فالشعب الليبي هو أمة وطنية ولكنه في الوقت ذاته هو شعب من شعوب (الأمة العربية) وأيضا هو شعب من شعوب (الامة الاسلامية) ولكن قد لا يعتبر بعض (الليبيين) أنفسهم أنهم عرب كالامازيغ والتبو، فهم جزء لا يتجزأ من (الامة الاسلامية) بمفهومها الديني، وهم أيضا جزء لا يتجزا من (الامة الليبية) كأمة وطنية حديثة ذات دولة مستقلة ولكنهم ليسوا جزءا من (الأمة العربية)!!، ولو لم يحتل الصهاينة (القطر الفلسطيني) ويقيمون عليه دولة يهودية وظل يهود ليبيا كمواطنين ليبيين لكانوا جزءا لا يتجزأ من (الامة الليبية) ولكنهم في الوقت ذاته ومن الناحية الدينبة سيعتبرون انفسهم جزءا من الامة اليهودية لا الأمة الاسلامية!، وهكذا حال امازيغ وتبو ليبيا فهم قطعا جزء لا يتجزأ من (الامة الليبية) وكذلك (الأمة الاسلامية) ولكن لا نستطيع أن نعتبرهم عربا غصبا عنهم مع انهم من الناطقين بالعربية مع لغتهم القومية الخاصة، اي حالهم حال الاكراد والتركمان في العراق وسوريا مثلا، فأكراد العراق وايضا التركمان جزء لا يتجزأ من الامة العراقية كأمة وطنية!.
***
فهذه المفاهيم يجب أن تكون اساس (فكرنا السياسي الوطني الليبي الجديد) ويجب ان تكون واضحة ومتفقا عليها كأساس للحوار الليبي الليبي، ولإقامة دولة ليبية وطنية ديموقراطية حديثة تسع الليبيين بجميع مكوناتهم المناطقية والعرقية والثقافية واللغوية حيث يكون الجميع تحت مظلة الدستور الوطني مواطنين سواسية كأسنان المشط.
***
أما مفهوم (الشخصية) فهو قطعا غير مفهوم (الهوية) فنحن هويتنا الجامعة هي الهوية الليبية على المستوى الوطني القطري الليبي، ونحن اغلبنا عرب ومسلمون ولكن الشخصية هي السمات الاساسية في الشخصية الليبية العامة!؟ أي طباع الليبيين الحسنة والسيئة ومزاجهم العام وطريقة تعاملهم مع الازمات وتعاملهم مع الآخرين، شخصية الأمة الوطنية هي السمات العامة للمجتمع الوطني تماما كما شخصية الفرد تتمثل في السمات العامة لهذا الفرد، فلكل امة هوية وشخصية، شخصية تتسم بطباع ومواهب واستعدادات وربما سلوكيات خاطئة وعادات سيئة لهذا المجتمع الوطني، ويجب علينا ان ندرس الامرين معا اي هويتنا الليبية كأمة وطنية ، وشخصيتنا الليبية العامة لنعرف مزاياها وعيوبها بل ونعرف امراض شخصيتنا الليبية وكيف نعالجها في المستقبل.
تحياتي واحترامي .
♡♡♡♡♡♡♡
سليم الرقعي
(*) هذا المقال وغيره من المقالات التي ظللت أكتبها منذ عام 2005 لعلها ستكون (لبنات اولى) لكتاب أما بعنوان ((نحو فكر وطني ليبي جديد ورشيد!)) او بعنوان (( الهوية الليبية، الثوابت والمتغيرات!!؟؟)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق