الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى زمن التوحش و تراجع القيم الانسانية

سليم نزال

2018 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



المتابع لشوؤن الفكر و السياسة على مستوى العالم لا شك انه يلحظ تراجع العقلنة السياسية فى الكثير من مناحى السلوك السياسى.و اتذكر انه عندما كان رونالد ريغان يستخدم عرافة كان هذا يثير السخرية من الكثيرين .كان امرا غير مالوفا فى السياسة الحديثة .و لعل اشهر من استعمل العرافه فى شوؤن السياسة كان يوليوس قيصر فى 85 قبل الميلاد اقلها كما عرفنا من مسرحية شكسبير .حذرته العرافه من اليوم المشوؤم الذى كان يستعد فيه للذهاب الى السنيت الرومانى .و لم يكن يعرف و قد كان يعيش نشوة انتصاراته على قوات التمرد ان كاسيوس (النحيل و ذو الوجه الاصفر ) حضر عملية اغتياله فى قاعة السنيت الرومانى.

و عندما بدا عصر العولمة الحديث ساد الاعتقاد ان الانفتاح الغير مسبوق للبشرية على بعضها البعض سيقود الى عالم افضل .لكن سرعان ما اختفى التفاؤل ليحل مكانه نظرة تشاؤمية عبرت عنها بقوة من خلال قراءات صموئيل هننغتن عن صراع الحضارات .لم يكن هذا الطرح الذى بدا اوائل تسعينيات القرن الماضى بعيدا عما كان يجرى فى عالم السياسة .تبعته او ترافقت معه احداث بدت تؤكد لما قاله الرجل .و لما جاءت احداث الارهاب فى نيويورك كان اسم صموئيل هننغتون يتردد على كل لسان .و اذا ما سعينا الى اختصار ملامح تلك المرحلة سنلاحظ التالى

.انهيار للكتلة الشرقية .صعود لللاصولية الاسلامية.صعود لللاصولية اليهودية و الاصولية الهندوسية و مجىء رؤساء امريكان لهم علاقات بالاصولية الانجيلية المسيحية .اما فى اوربا فقد لاحظنا انتعاشا لللاحزاب اليمينية القصووية و ضعف تدريجى لقوى اليسار من احزاب عمالية و غيرها .ثم ابتلى الاقليم العربى بالاصوليات الاسلامية و هى اسوا انواع الاصوليات المتوحشة التى عاثت فى الارض فسادا و راينا تداخلات و استثمار لها من قبل الاجندات الاسرائيلية و الامريكية .
اما الان قثد باتت الاصولية الانجيلية تحكم فى البيت الابيض و قد استمعنا الى خطاب بنس الاصولى الانجيلى الذى تبنى فيه مقولات الاصولية الانجيلية فى اكثر تجلياتها تخلفا و عدوانية .لا يوجد فى الخطاب لا مرجعيات اممية او قوانين دولية بل اعادنا الى مفاهيم توراتية كما يفسرها الانجيليون . كل هذا يجرى فى موازاة ازدياد التوحش اليهودى فى فلسطين لانه حتى الصهيونية العلمانية العقلانية ان جاز التعبير قد اختفت .
كل هذا يعنى ان الشرق الاوسط قد يدخل مراحل جديد من الصراعات المهددة لاستقراره و لن يكون هناك استبعاد لحروب جديدة قد تحضر ضد ايران و حلفاءها فى المنطقة .

اما الواقع العربى فقد بات من السوء الى الحد الذى لا يوصف, و كل حاكم يركض الان لحماية راسه .
هذا هو الواقع الذى على الفلسطينين التعامل معه .و هو واقع من الصعب جدا تغييره فى الوقت الراهن .كل ما هو ممكن فى راى الان هو تقطيع الوقت ثلاثة سنوات الى ان تنتهى ولاية ترامب. اما اذا استمر ترامب فى ولاية جديدة فان هناك الكثير من القوى العقلانية التى ستواجهه داخل امريكا و لا يستبعد ان تدخل امريكا صراعات اهلية الامر الذى قد يغير المشهد الدولى كله و قد يدخل العالم فى مرحلة من الفوضى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على