الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقول: لا لثقافة الموت

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لم يخلق الأطفال، والشباب ليموتوا. لو أراد قادة الأحزاب، فليفجروا أنفسهم بأعدائهم، أو ليتركوا الشباب يهجوا لمكان ما آمن.
دعوا زهر الربيع لا يموت!
هل يستحقّ الدفاع عن فكرة أن تجعل الآخرين من اليافعين يفدونها بدمائهم؟
الفكرة الجهاديّة لا تخصّ تنظيم الدولة، ولا الأحزاب الشيوعية، والبعثية عندما كانت ترسل الشباب السوري إلى لبنان ليقوم بعملياته الانتحارية. من يظن ان شابة لم تبلغ سنّ النضج مثل سناء محيدلي أو أفيستا خابور قد ذهبت طواعية برجلها للموت من أجل أن تصبح شهيدة، وتبكيها أمها إلى الأبد فهو واهم. هؤلاء " الشهداء" يعزلون، وتؤهل أذهانهم للموت، وإذا كان تنظيم الدولة يبرّر شرب المخدرات في سبيل العملية ، فحتى الآن لا نعرف كيف يتوجه الثوريون من غير تنظيم الدولة إلى الجهاد.
لم ينج أكثر الذين عملوا في "المنظمات الفلسطينيّة من الفلسطينيين والعرب، وربما الأكراد أيضاً" كثوار يحملون السّلاح من التهلكة، فالعمر يمضي بسرعة، وعندما تتجاوز الشباب لا أحد يحتاجك، وتكون قد خسرت حياتك سواء استشهدت أم لم تستشهد. لو راجعت وضع السياسيين الذين تعرضوا للسجون، أو للتخوين، ورأيت حالهم للعنت السياسة. هم مهزومون داخل أسرهم وفي المجتمع، بعضهم أدمن الكحول لاعتقاده أنه بإمكانه نسيان المرحلة التي كان يمكن أن يبني فيها إنسانيته فخطفه العمل السّياسي، وعظم في عين نفسه، ثم تساقط كورقة شجرة في الخريف.
هل حرّر الفلسطينيون القدس بموتهم؟
ليس هذا فحسب. قد لا يستطيعون تحرير القدس، فالشروط الدولية هي التي تمنح الفرص، لكنّهم ساهموا من حيث لا يريدون في تعزيز الاستبداد الفلسطيني، وا تزايد لفقر والجهل، بينما إسرائيل تفتح البنوك، وتخترع الأدوية، ولها حصة في تجارة السلاح التي للدول العربية الغنيّة حصة فيها أيضاً.
لا أرغب في الدخول في حوار يمكن وصفه بالسفسطائي إن كانت عفرين كردية، أو سورية، فعفرين في النهاية مدينة يسكنها شعب مسالم، قد يكون بوذياً، أو سنسكريتياً، وربما لو أقسمنا بالتين والزيتون بأنه لا يوجد شخص يقطن في عفرين يرغب في هذه الحرب التي هم ضحاياها، لكنّا صادقين.
كفانا تضليلاً، فالقتلى من الأبرياء السوريين فاقت التوقعات. من هو المجرم؟
كأنّني أسمعكم تقولون أنه أردوغان!
وأنتم؟ ما هو وضعكم ؟
هل صدقتم أنه يمكنكم تحريك الشعب التركي، وإذا سميتم أكراد تركيا بالجحوش لن يتأثروا. يمكنكم التأثير في الحزب الذي تنتمون له فقط، وبغض النظر أن لدى تركيا شعب يحاسب أردوغان، ونحن لا نملك دولة تحمي حدودنا، فإنّ السّوريين وحدهم هم المسؤولون عن خراب سورية، وأعني بالسّوريين" النخبة" التي تخصّصت بتجارة الكلام، والسلاح، واغتنت على دماء الفقراء.
ليس هناك قضية حق في الحرب. الحرب هي قضية باطلة على الدوام. لا. ليس بطولة أن تنتحر كي تسجل نصراً سياسياً لحزب ما.
وبهذه المناسبة، وحيث أني نلت تصيبي من الأسى بسبب الانتماء السياسي، وكما بكيت سناء محيدلي، وألماظة خليل. أبكي اليوم الشابة الجميلة أفيستا خابور. أبكيهم لأن حياتكم اغتيلت، كما اغتيلت حياتنا، ولا زالت تغتال أمام صفوف النّخبة السّورية، فبينما يسرحون ويمرحون، ويتقلبون هنا وهناك، ويذهبون إلى سوشي، أو جنيف بثياب رسمية. لا زلنا نلبس أثواب العبيد. صدقاً لا زلنا نؤمن بالعبودية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث