الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصاصات سيلوسية 3 : يسوع كان ناصري أم نزير ؟

سيلوس العراقي

2018 / 1 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يعتقد بعض الدارسين ان كلمة النصارى لا تأتي كنسبة الى منطقة الناصرة (ناصري وناصريين) وبالتالي فتسمية يسوع بالناصري تشير بحسبهم الى النزر (النذر بالعربية) باعتبارهم اياه كان (ن ز ي ر) ، منز(ذ) ورًا
خاصة ان المنذور (ن ز ي ر بالعبرية) مقدس للرب كما في لاويين 21: 6 وعدد 6: 8
وحرفيا نزير تعني مفصول أو معزول أو مخصص لله، يفرض قيودًا أو فروض على نفسه طواعية وبكل حريته وبالخصوص لوصايا الشريعة من أجل أن يصل الى مراحل متقدمة من القداسة
كان البعض منهم أيام هيكل اورشليم ينذرون أنفسهم، أو يتم تقديمهم، كنذر للخدمة في الهيكل

وكان السؤال الذي يتردد بين الرابيين وبين اليهود العاديين في تلك الفترة ـ فترة الهيكل في اورشليم ـ إذا كان من الضروري أن يقدم النزير المنذور تقدمة عن الخطيئة
sin offering
بحسب لاويين 4: 1ـ 35
والفقراء مثلا كانوا يقدمون كتقدمة عن الخطيئة الى الهيكل، زوجا من الحمام مثلما حدث بعد مولد يسوع بحسب انجيل لوقا 2 : 22ـ 24
وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ،
كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ.
وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ
.
تقليد الكنيسة يقوم باخبارنا عن اسم والدي مريم ، يواقيم وحنة اللذان كانا غنيان ويملكان اراض زراعية وقطيع كبير من الماشية والاغنام يثير سؤالا وفضولا لا علاقة له بموضوع النزير
لمن ذهبت تركة كل تلك الثروة ولماذا لم ترثها مريم وتصبح امرأة ثرية، إن كان والدها يواقيم ثريًا جدًا ؟

على السؤال أعلاه ، إنْ كان من الضروري أن يقدم النزير المنذور تقدمة عن الخطيئة
كانت هناك نظرة شعبية يمكن اعتبارها جوابا على السؤال
وهي أنه على النزير أن يقدم ذبيحة أو تقدمة عن الخطيئة
لانهم كانوا يعتبرون خطيئة النزير (البالغ) أنه ترك العالم وملذات العالم التي قدمها أو منحها الله له وللبشرية جمعاء ليحيا ويتمتع بما منحه الله، لكنه بالرغم من ذلك تم اعتبارها من قبله مصادرًا للاغراء والشهوة والشر

من أشهر النزارى المنزورين كان شمشون ذي القوة الكامنة في شعره الطويل
ومثله فعل العديد من النزارى ليس فقط بترك شعرهم يطول بل امتنعوا عن شرب عصير العنب والخمور والابتعاد عن أي اتصال جسدي أو جنسي بحسب عدد 6: 1 ـ 21

كما هناك النذور الخاصة التي يقوم بها البعض لفترة زمنية محددة غالبا تكون قصيرة كشكرٍ لله على نعمة حصلوا عليها كشفاء من مرض مميت أو غيرها التي ليست موضوع قصاصتنا هذه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا شيء يمنع
معلق قديم ( 2018 / 2 / 3 - 19:25 )
لا شيء يمنع من أن يكون يسوع منذورا ومنها جاء اسمه فما يقال عن الناصرة شكك فيه كثير من الباحثين إلى أن تم التوصل أخيرا إلى آثار لها قبل عصر المسيح

ومريم نفسها بحسب الانجيل كانت قد نذرت لخدمة الهيكل

أما عن هذه الجملة: (((تقليد الكنيسة يقوم باخبارنا عن .. والدي مريم ... كانا غنيان ويملكان اراض زراعية وقطيع كبير من الماشية والاغنام)))
فلا أعرف لها أصلا وأرجو منك مشكورا المصدر


2 - معلق قديم
سيلوس العراقي ( 2018 / 2 / 3 - 23:57 )
شكرا لمرورك والتعليق
ان قصة والدي مريم وولادتها ترد في انجيل يعقوب المنحول وادناه رابط لموقع فيه نص للرواية باللغة الايطالية
تحياتي
medjugorje.altervista.org/doc/vita_di_gesu_e_maria/vangeli_apocrifi/protovangelo_di_giacomo.html


3 - شكرا على الرد يأ أستاذنا
معلق قديم ( 2018 / 2 / 4 - 01:33 )
كل الشكر لك يا أستاذ سيلوس على ثقافتك الواسعة وعلى اهتمامك بالتوضيح
أما عن الانجيل المنسوب باطلا إلى يعقوب فهو غير جدير بالثقة (منحول كما يتضح من اسمه) كتبه مصري أو سوري في النصف الأخير من القرن الميلادي الثاني ويبدو مؤلفه جاهلا بجغرافية فلسطين
مثل هذه الكتابات هدفها تفسيري وجدلي فلا تتوخى الدقة التاريخية ولا يعول كثيرا عليها
ومن المرجح أنه جاء في خضم الجدل التاريخي بين المسيحيين واليهود وأراد به كاتبه الرد على تهمة (بانتيرا) و..هذا هو رأي العلامة سيمون كلود ميموني الذي يرى في الكتاب أدبا أقرب ما يكون لكتب المدراش التي تناقش مسائل وخلافات فقهية:
Pour Simon Claude Mimouni, contrairement à ce qui est souvent affirmé, « le texte nest nullement une histoire édifiante issue des milieux populaires », « cest plutôt une œuvre exégétique à la manière sans doute des commentaires midrashiques que lon trouve abondamment dans la littérature judéenne toutes tendances confondues. »(Wikipedia)

أما استشهداد موقع ميديجوريه به فلا يعطية مصداقية للجوء مثل هذا المواقع إلى تصديق كل ما يساير دعواه


4 - نعم ولا
سيلوس العراقي ( 2018 / 2 / 4 - 09:17 )
الاخ معلق قديم
ان كتابة رواية لاصل الشخصيات الكبرى وكتابة رواية لمولدهم وقصصا حول نشاتهم
هي من العادات الشعبية القديمة في الشرق لشفاء غليل معلوماتهم وفضولهم
هكذا كان مع ابراهيم الخليل ومع غيره ومن ثم مع يسوع ومع مريم وأخيرا في الاسلام مع محمد لم يكتفي محبيهم واتباعهم بمعلومات حولهم وهم بالغين وحول موتهم واعمالهم في حياتهم بل راحوا يؤلفون قصصا حول مولدهم ايضا
فيبداوا في البحث والنبش ومحاولة تاليف قصص وروايات حول مولدهم ونشاتهم لتكتمل لهم قصة كاملة حول حياة عظمائهم وقد يكون الدافع هو للدفاع ضد مناوئين لمعتقدهم حول معتقدات معينة فتاتي الروايات كاسلوب في اقناع الاتباع اولا بالمعتقد ومن ثم قد تكون وسيلة دفاعية
ان المنهجية القديمة للاديان الابراهيمية ولاديان سبقتها ايضا تحاول ان تؤمّن كل المعلومات والاجابات حول تساؤلات الاتباع بما يخص الرمز الاكبر في المعتقد او الشخصية المؤسسة له
في الكتب غير القانونية هناك الكثير من المعلومات التاريخية المهمة ايضا
الموضوع متشعب وطويل ومهم
تحياتي لك


5 - يتبع
سيلوس العراقي ( 2018 / 2 / 4 - 09:26 )
اما بخصوص المرجع من النيت الذي وضعته في تعليقي رقم 2 فليس هو الذي اعتمدت عليه
كان فقط لايجاد لنك يوضح من اين اتت قصة والدي مريم
اول لنك وجدته حول كتاب يعقوب في غوغول كان بالصدفة من لنك لميدجوكورييه فوضعته في التعليق اعلاه

انا اعتمدت كمصدر على كتاب موسوعة لدي بجزأين يحوي كل كتب الابوكريفا للعهد القديم والعهد الجديد
مليئة بالهوامش النقدية ان كانت تهمك سازودك بتفاصيلها وسنة ومكان طباعتها
تحياتي وتقديري


6 - أوافقك يا أستاذ
معلق قديم ( 2018 / 2 / 4 - 10:23 )
أوافقك يا أستاذ سيلوس بشأن القيمة الأدبية وكذلك التاريخية (النسبية) لكتب الأبوكريفا التي نجدها في الديانتين اليهودية والمسيحية (نراها كذلك في الاسلام تحت تسميات مختلفة) وقد سبق لي مطالعة معظمها ثم تنزيلها أخيرا على الحاسوب في عصر الانترنت
لنتفق على أن هذه الكتابات التي يعتبرها المتدينون (منحولة) تحمل بعض معلومات ثمينة فنستشف منها حالة المجتمع وما يدور فيه من آراء وخلافات لكن لا تعتبر لدى المؤرخ الجاد مصدقة بأكملها
يا سيدي الكريم إذا كانت القصص التي تحتويها الكتابات (القانونية) نفسها غير مقبولة كتاريخ موثوق به فما بالك بغيرها
إعادة قراءة كتب الدين والنظر فيها لاستخلاص ما يكون قد فات القدماء رياضة ذهنية ومعلوماتية قد تساعد على فهم أحداث الماضي البعيد لتأثيره على حياتنا الحاضرة لكنني أستبعد تماما كل دور لها في تشكيل وتأكيد إيمان الناس اليوم بخرافتهم الدينية وماثل أمامنا تلاعب المفسرين المسلمين من قرآنيين وغيرهم واستماتتهم في تهذيب نصوص لم تعد مقبولة وتزيين الخرف بادعاءات الإعجاز

أخيرا لك سلامي مع كل الشكر

اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا