الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل الإنفصالي في اليمن وليبيا هل يحقق الإستقرار!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تأملات بين حراك الانفصاليين الجنوبيين في اليمن وحراك الانفصاليين البرقاويين في ليبيا !!
**************************************
تمكن اخيرًا الانفصاليون اليمنيون الجنوبيون من السيطرة على مراكز الحكم في عدن ! ، السؤال هنا : وماذا بعد !؟؟، واليمن إلى أين!؟.
فرغم سقوط ضحايا الا أن الامر حدث بطريقة سريعة وسلسة عجيبة كما لو انها عملية سحب بساط من تحت جثمان ميت!! ، وفي تقديري أن هناك جهات عربية وغربية قد باتتْ قاب قوسين او أدنى من القناعة التامة والجازمة أن العودة لمشروع الدولتين في اليمن ، دولة صنعاء ودولة عدن ، هو أمر مفيد للجميع !!، مفيد لدول الجوار ولليمنيين انفسهم فهو ما سيحقق الاستقرار!! ، فضلًا عن أن ابقاء الحوثيين في حكم الشمال مع اقامة دولة قوية وغنية في الجنوب تدعمها الإمارات سيساهم تدريجيًا في خنق نظام حكم الحوثيين مما يسهل الانتفاض والانقضاض عليهم لاحقًا من داخل صنعاء بسبب المعاناة الاقتصادية للشعب في شمال اليمن!، اعتقد ان هذا هو المخطط الجديد في اليمن بعد ان فشل مشروع السعوديين بدفع الرئيس الاسبق (على عبد الله صالح) للانشقاق على الحوثيين حيث تمكن هؤلاء من قتل هذا المشروع في مهده بقتل (علي عبد الله صالح)(*)!، ولهذا اصبح الطريق مفتوحًا امام مشروع الاماراتيين، طويل النفس، الذي يعتمد على الانفصاليين في عدن واتخاذهم كقوة رئيسية وورقة اساسية في خنق مشروع الحوثيين المدعوم من إيران!!.
***
وأما السؤال هنا فيما يتعلق بليبيا : هل يمكن أن يكون للانفصاليين البرقاويين بالمثل دور في المستقبل في اعادة تشكيل المشهد السياسي في ليبيا !؟؟ ، جوابي : نعم قطعًا ، فالعودة بليبيا الى مكونيها الأساسيين (طرابلس وبرقة)(**) هو (الخطة باء) للأوربيين اذا ثبت لهم فشل جميع الحلول السياسية الاخرى، وهو ما يبدو أنه يحدث بالفعل بسب تعنت وجهل الساسة الليبيين!!، بل وهو ما تحدثت عنه عدة صحف ايطالية وبريطانية وفرنسية كسيناريو قادم وكحل جذري وواقعي لتحقيق الاستقرار في ليبيا!!، فالعناصر الثقيلة غير المستقرة قد يكون الانشطار هو الحل الوحيد لها للوصول الى حالة السكون والاستقرار!، فالانفصاليون البرقاويون سيظل لهم وجود في الشرق الليبي الا أنه بلا شك فإن (عملية الكرامة) بقيادة (المشير حفتر) هي ما تتصدر المشهد حاليًا في برقة في ظل مكافحة الإرهاب ومخططات ومليشيات الإسلام السياسي المسيطر على العاصمة الليبية (طرابلس) ولكن ما ان تنهار هذه العملية نتيجة وفاة او مقتل المشير حفتر أو حدوث تصدعات داخلية فإن الطريق ستكون ممهدة وسالكة أمام الانفصاليين البرقاويين بلا منازع!!، فالرغبة والفكرة والبذرة في (دولة برقاوية مستقلة) أمر موجود بعمق في مخيال البرقاويين خصوصًا إذا أصبحت ليبيا في حكم مشروع فاشل أو حكم (الرجل المريض) المصاب بالفشل الكلوي وسرطان الفساد!، فالقوى البرقاوية الانفصالية موجودة ولكنها تتحين الفرص وتترقب الظروف المواتية للنمو السريع كما حصل في عدن!!.
***
وأعود وأذكر للمرة المليون إن على من يزعمون أنهم حريصون على الوحدة الوطنية الليبية وعلى بقاء هذه الدولة التي صنعها لنا الايطاليون عام 1934 بقيادة المشير (ايتالو بالبو) بدمج القطر الطرابلساوي والقطر البرقاوي في دولة واحدة سموها (ليبيا) أن يعودوا الى (النسخة الليبية الاصلية) لهذه المشروع أي العودة إلى تلك (الصيغة الذهبية) التي توافق عليها ممثلو طرابلس وبرقة وفزان عام 1950 وهي الصيغة المناسبة لطبيعة ليبيا كدولة مركبة وملائمة لطبيعة الليبيين (المناطقية والقبلية) العميقة!، أي العودة إلى مشروع المملكة الليبية المتحدة بنظام ملكي دستوري برلماني ونظام اداري مناطقي فيدرالي، ثم مع مرور العقود نعمل على تطويره وتعديله تدريجيًا بما يناسب نمونا الحضاري والسياسي عبر القرون كما تفعل كل الشعوب الراشدة!، هذا ما يمكن أن ينقذ دولة ليبيا ووحدتها السياسية، وهذا هو الطريق، وغير هذا فهو العناد المدمر للبلاد!. اللهم إني بلغت فاشهد!.
************
سليم الرقعي
(*) قد تكون هناك صفقة سعودية ايرانية ترعاها (روسيا) جرت بعد مقتل (علي عبد الله صالح) يتم بموجبها تخلي ايران عن الحوثيين في اليمن مقابل قبول السعودية ببقاء قيادة الاسد لسوريا !!.
(**) تكونت دولة ليبيا - وبهذا الإسم - على يد الإيطاليين عام 1934 عندما قرروا - بعد شنق قائد المقاومة البرقاوية عمر المختار عام 1931 - ضم القطرين العربيين (طرابلس وبرقة) في دولة وطنية واحدة تحت إسم (ليبيا) بولايات ثلاث حيث أنهما قبل ذلك كانوا يتعاملون مع طرابلس وبرقة كبلدين أي كما استلموهما من تركيا وفق معاهدة لوزان الأولى (أوشي) عام 1912.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست