الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحقيقة ليست خيانة للحق .
مروان صباح
2018 / 1 / 31مواضيع وابحاث سياسية
يبدو وزير خارجية روسيا السيد لافروف ، قد اعتاد على مشاهدة مسرحية شاهد ما شفش حاجة ، بل كما يبدو ، متأثر بها بشكل كبير ، لأن إضافته ، بخصوص وقف المساعدات الأمريكية عن لاجئين الفلسطنيين ، تشبه إضافة عادل إمام في المحكمة ، عندما طالب القاضي بسماح له ، بإضافة مسألة غاية من الأهمية ، حسب تقديره ، حيث قال من على حشبة المسرح ، هي يا سعادة الريس ، راقصة وبترقص ، تماماً ، كانت إضافة لافروف تشبه إياها ، عندما قال ، قطع المساعدات سيؤثر على اللاجئين ، هنا يتساءل المرء ، دولة كروسيا ، هل تعجز عن تقديم حلول أو بدائل ، على سبيل المثال ، تغطية فتورة المساعدات التى استنكفت واشنطن عن تسديدها أو تقديم مساعدات بطرق شتى ، لكن مثل هذه الإضافات ، لا تندرج إلا في سياق التواطؤ ، وهذا مؤشر مستقبلي خطير ، لأن في بداية اللجؤ ، بادر العالم في تغطية تكليف حياة اللاجئ ، ورهن استمرار التمويل والدعم ، بعودته وتعويض خسائره ، لكن مع مرور الوقت ، يظهر ما يسمى بالمجتمع الدولي ، عن تملص تدريجي ، رغم أنه شريك أصيل في عملية التهجير والنكبات المتلاحقة التى حلت تاريخياً بالفلسطيني .
مسألة اللاجئون ، قد حسمها العالم منذ إنشاء دولة إسرائيل والاعتراف بها ، ليس معقولاً ، وهكذا يفهم ببساطة الاعتراف ، ولو بحده الأدني ، بأن المقاصد من العودة ، اقتصرت في المفهوم الدولي على الجيل الذي ولد على أرض فلسطين ، أما بالنسبة لعودة الأجيال الذين تعاقبوا لاحقاً ، يقدر أعدادهم في العالم ، ب ستة ملايين ، أي عودتهم ، يعني رحيل اليهود عن فلسطين، وهذا ، لن يحصل فعلياً ، إلا بمشروع قادر على تحرير فلسطين وإنهاء دولة اسرائيل ، لكن ، كل ما يدور من مفاوضات ، يقتصر حول عودة من تبقى من الجيل الذي شهد النكبة والتهجير والعتيير ، وهولاء ، لم يتبقى منهم سوى قلة ، ليس منطقياً ، عودتهم دون أولادهم وأحفادهم ، لهذا ، كان اقتراح الكونت برنارت عام 1948م الذي تحول فيما بعد إلى قرار 194 ب تصويت 35 مع و15 ضد وممتنع 8 ، هو المستقبل ، عندما وضع خيارين أمام اللاجئ ، العودة والتأهيل أو عدم العودة والتعويض ، بل تضمن القرار أيضاً ، معاقبة اسرائيل لأي محاولة تعيق عودة أي لاجئ وتعتبر عمل عدواني ، في النهاية ، منعت اسرائيل بشكل علني تنفيذ القرار ، لكنها ، لم تعاقب ولا يحزنون ، هنا نلاحظ ، أن اللاجئ وقع بين أمرين ، العودة من خلال دولة الإحتلال ، يعني الإعتراف بيهودية الأرض أو الإستمرار بالتشرد ، وكلما حاول تشكيل حالة تحريرية ، سرعان ما تُباد ، وما يثير الانتباه ايضاً ، تقدمت القدس في قرار 194 على حق العودة ، حيث وضعت القدس ضمن النظام الدولي ، أي أخرجت من وضعها التاريخ الإسلامي العربي ، لهذا ، اعتبرها اليهود ، خاضعة إلى السباق .
انتقل اليوم الصراع / العربي الإسرائيلي ، من صراع على أرض ، قابلة لقوميتين ، حسب الربط للحركة الصهيونية ، لفلسطين بالعصر البابلي الثاني ، الهدف من الدولة ، تحقيق الوطن القومي للهيود ، إلى جدل حول الأقدمية والأحقية على الأقصى والقدس والأماكن المقدسة ، أي في بداية الاحتلال وإعلان الدولة ، أُستبعد حق المسلمون والعرب من القدس كأرض واقعة في فلسطين ، والآن ، يُستبعد منها الفلسطينيين ، بل ، يذهب الانتقال إلى أبعد من ذلك ، فهناك حراك غير معلن ، تتعرض له الأماكن المقدسة المسيحية، فالإسرائيليون والمسيحيين الصهاينة ، يحاولون تغير التركيبة التقليدية للمذاهب في فلسطين والمشرق العربي ، كما فعلوا ، في بادئ أيامهم ، بألمانيا في القرن السادس عشر ، ومن ثم ، الهجرة إلى أمريكا الشمالية ، بعد ما فشل المشروع في أوروبا ، أرادوا بناء المذهب الجديد على أرض خام ، خالية من الجزور والتركيبات ، ماذا يعني هذا ، بتقدير المتواضع ، سجلت الصهيونية ، كحركة جامعة للأصولية اليمينية من اليهود والمسيحين ، نجاح باهر ، عندما استطاعت دفع اللاجئين عبر السنوات الماضية ، للبحث عن مواطئ كرامة ، واليوم تنتقل بشكل مدهش ، إلى وضع المقدسيين في دوائر المعيش الضاغطة ، من الصعب تحملها أو مقاومة أسبابها ، الذي يدفع المقدسي للبحث عَن البدائل ، ايضاً ، تحفظ كرامته ، لكن ، الخطورة التى تغيب عن السطح المشهد ، بل المسكوت عنه ، الحرب الدائرة داخل المذاهب المسيحية في فلسطين ، بين القبول بالتهويد ومقاومته ، في الحقيقة ، يتعرض أبناء المسيحية إلى جملة ضغوط كبيرة ، تبدأ بالأموال ولا تنتهي بالنفي إلى الخارج ، بالطبع ، عبر قيود بلغت حد الترهيب أو تجويع .
يصح وضع الفلسطيني بين جزئين ، لاجئ خارج الأرض المحتلة ، بغض النظر ، منفرد أو مجتمع ، برهنة الأيام ، أن أفضل تشبيه ينطبق عليه ، فليم الحدود ، كان قد خطه الماغوط ، نظرياً ، يتمتع بقيمة رفيعة في يقين الرأي العام العريض وايضاً الساسة ، أما الواقع ، يجتر البؤس ، لهذا ، من الشروط الأساسية لتحرير الأرض ، الكرامة ، غير ذلك ، يصبح الانتظار ، موت ، وهذا حاصل بجدارة ، ليس من المنطق ، الإستمرار بذات المسارات ، كانت الأمم المتحدة وضعتها كحلول مؤقتة ، لكنها ، مع مرور الزمن ، تحولت إلى سلوك حياتي ، يبرر اللاجئ ذلك ، وقوفه عند تخوم الأرض المحتلة ، بل ، تحسين ظروف اللاجئ ، يعطي للقضية الفلسطينية دعم وإيجابيات متعددة ، وهذا ، لن يحصل سوى بالخروج من المخيمات والتوجه إلى أماكن تحترم كرامة الإنسان ، في المقابل ، هناك حقيقة ، خلاصتها ، رفض قاطع لجميع الضغوط التى تمارس على المقدسيين ، على الأخص ، وأيضاً ، أهل الضفة الغربية عامة ، لأن ، الصراع القائم في فلسطين ، يكتسب صفة وجودية ، والذي يستوجب مواجهته بالصمود ، للتقريب المفيد ، قد يستباح جسد المرأة ، لكن من المستحيل ، أن تعرض روحها للبيع ، لأن ، هذا لا يعني سوى الموت ، وهكذا الأرض ، ممكن تسلب ، لكن لا أحد يتنازل عنها ، فكيف اذا كانت القدس ، واقعة في أصل أرض فلسطين .
من جهة أخرى ، الأمور تتجه إلى الأسواء ، لأن ، كما تشير سياسات الرئيس ترمب ، جميعها لا يمكن لها أن تساهم في إحلال السلام ، بل ، تساعد من جانب ، إلى مزيد من التوتر في المنطقة ، أيضاً من جانب أخرى ، تعزز قدرات اسرائيل التمددية ، هنا تفسر لنا ، صراحة ترمب التلقائية ، بل ، تكشف عن تقاسم تفكيري بين الطرفين ، قائم على تعظيم البلدين ، بالطبع ، على حِسَاب الشعب العربي اولاً، والشعوب أخرى ، يعتبرها الطرفين ، لم تصل بعد للإنسانية ، فسيتوجب تجريدها من مقتنيات التاريخ .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بينها هدف ينذر بتصعيد كبير.. 3 خيارات أمام إسرائيل للرد على
.. استمرار التصريحات الإيرانية ضد الموقف الأردني.. هل بات الأرد
.. حدث مناخي غير مسبوق.. الإمارات تشهد أكبر كميات أمطار خلال 75
.. الحرب قادمة.. بريطانيا تعلن اتخاذ إسرائيل قرار بالرد على اله
.. تصريحات إيرانية استفزازية تهاجم خطوة الأردن بالدفاع عن سيادت