الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على المحك: التعليم في تونس بين الصعوبات والخيارات.

بسام الرياحي

2018 / 2 / 1
التربية والتعليم والبحث العلمي


تعود المسألة التربوية لتطفو على سطح الأحداث في تونس، اليوم قرر المربون التجمع في العاصمة من جديد للتعريف والتنديد بما آلت إليه أوضاع التربية والتعليم في البلد تونس.لعل المتمعن في مسارات التنمية في خطوطها الكبرى وأعمدتها الأسياسية يدرك أنه بالإضافة للصحة والدخل الفردي هناك المسألة التعليمية التي بها تستقيم الرؤية التنموية الشاملة، البرامج والأفاق والتشغيل عبر تكريس دور التعليم كمصعد إجتماعي ثم التعويل على الطاقات الذاتية في مختلف المجالات قصد خلق المعيار الذاتي دون تغريب الأجيال عن واقعها وسياقها الذي تعيش فيه ...كلها مسائل منوطة برؤية للتربية والتعليم في أي بلد والنموذج الإسكندنافي الرائد في دول كالنرويج وفلندا والسويد دون تناسي النموذج الكوري الجنوبي في آسيا أوضحت كيف يخلق التعليم البيئة الإجتماعية الخصبة للخلق والتفوق والإبداع وإذا ذهبنا للحقل العملي نقول النجاعة الإقتصادية والإنتاجية.في تونس تزداد المشاكل المرتبطة بالتربية خاصة في السنوات الأخيرة، فإذا ما نظرنا ماديا تعاني أغلب البنى التحتية التربوية في العاصمة وخاصة في الجهات الداخلية وتونس الأعماق من إهتراء بسبب عدم جدوى برامج الصيانة والمراقبة وتوظيف الموارد البشرية وكساد الإدارة، عديد الأصوات التي تطالب بإدراج المهنة كمهنة شاقة بدليل عشرات المدرسين الذين وافتهم المنية في قاعات الدرس هذه السنة وإجراءات جبائية مستحدثة يتحمل المربون وزرها بفعل قانون المالية الجديد بالإضافة إلى تسمم الفضاء التربوي بأحداث العنف المتواترة .الأمر أصبح ينذر بتطورات درماتيكية ربما في مؤسساتنا العمومية التي أنجبت كوادر إستفادت منها البلاد لعقود رغم الأسى الذي يكتنف الجميع بسبب الترويج للمؤسسات الخاصة التي تقفز على الوضع الحالي في طرح مركيتنغي تجاري منمق تستنزف من خلاله طاقات وأجيال وضمنيا أسر تونسية أنهكها هذا التضليل والتحريف.على هذا الأساس نحن في حاجة لإعادة النظر عاجلا في هذا المشكل العويص، من ناحية وزارة التربية التي تمثل هيكل الدولة المسؤول عن الشأن التربوي، هي مطالبة بمراجعة البرامج التي غدت لا تواكب التطور الذهني والنفسي للتلميذ وحتى لما جرته التجارب التعلمية الناجحة من تجديد أيضا تغيير أساليب التعاطي مع المربين ومن خلالها الدولة التي تنظر للمعلمين لا كطرف حليف لها فيما يهم تكوين الطاقات البشرية وترتيب أفقها ومستقبلها وإنما بعقلية غنيمية ساذجة، المربون الذين هم أيضا مطالبون بتطوير طرق التواصل والتعاطي مع التلميذ الذي دائما ما يحمل المربي عبء التحضير وغياب طرق ممنهجة للتكوين وأحيانا تجاوزات تهم دروس دعم تصبح مفروضة دون قيود حرفية أو أخلاقية، الأسرة التي هي الإطار الأول الذي من شأنه درء مخاطر الإنحراف وتغليب المصلحة السامية وهي التكوين والتثقيف لأبناء الأسر التونسية بعيدا عن التصادم والتعاطي الهدام بين الولي والمربي... كل هذه المعطيات وغيرها تجعل من المسألة التربوية شديدة الحساسية، فتونس اليوم تسجل نسب أمية في بعض الولايات وحتى كنسبة عامة غير مقبولة وكارثية وتنذر بضياع وإستنزاف لطاقات تكفلها المجموعة الوطنية وتراهن عليها، الإستثمار الحقيقي هو الاستثمار البشري الذي يضع أعمدته التعليم الناجع والممنهج لا خطابات وشعارات وزيارات كرنافالية كزيارة رئيس جمهورية فرنسا اليوم لبلدنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة