الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرض مرجعية تكون الفلاح المغربي

محمد بوجنال

2018 / 2 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الأرض مرجعية تكون
الفلاح المغربي

المنطق السليم يقتضي دوما تحديد أدواته؛ لذلك، ورفعا لكل التباس وغموض، لا بد من القول بأن مفهوم الأرض الفلاحية، كباقي أمكنة المجتمع المغربي، هو مفهوم مركب أو قل بنية محكومة بقوانين الصيرورة والسيرورة؛ بنية حيث العمق التاريخي، والتأثير الاستعماري، والتموقع الجغرافي، وتباين التربة الإقليمي والجهوي، ودرجات التغير المناخي، وطبيعة النظام السياسي، وتباين التشكيلات الاجتماعية، وعلمية المشاريع التنموية، وكيف السوق وخاصة منه الفلاحي موضوع مقاربتنا، وكذا نجاعة التنظيم ومعقولية الأسعار والتسويق. يتبين لنا إذن أن مفهوم الأرض الفلاحية هو مفهوم مركب مقاربته تستدعي استحضار كل المكونات تلك وغيرها في علاقاتها السليمة؛ وبلغة أخرى، فالأرض الفلاحية فلسفيا هي "المكان" الذي ، بالعلاقة مع غيره من "أمكنة" المجتمع المغربي، نكون أمام مرجعية فهم عقل ومعقولية الفلاح المغربي وبالتالي فهم عقل ومعقولية الإنسان المغربي بحجة كونه مجتمعا فلاحيا.
وقولنا أن الأرض الفلاحية هي المرجعية يعني ، ضرورة احترام، لأجل حصول النمو والتنمية في أشكالها الناجعة، خصائص وخصوصية المرجعية تلك التي تحمل في ذاتها معنى الوجود، وجود مكوناتها وبالتالي معنى وجود ودلالة الفلاح المغربي. فالاحترام هذا للمرجعية هو ما يمكن المجتمع المغربي –دون فصل ذلك عن باقي الأمكنة-، نظرا لفلسفة شمولية المرجعية وجدليتها، من بناء العالم القروي ونقله من مستوى التهميش والوصاية إلى مستوى الحضور لكل المكونات السابقة الذكر؛ فتصبح بذلك الأرض الفلاحية في المغرب مؤسسة ذات قدرات في التأسيس لمعنى ودلالة وإمكانات الأرض الفلاحية حيث منها وبفعلها تصدر القواعد والقوانين الفلاحية التي لم تبق فوقية ولا غريبة عن المجال بقدر ما أنها تصبح معبرة عن معنى الوجود أرضا وإنسانا كما تحددها الصيرورة والسيرورة على السواء ومن ثمة فاحترام المرجعية الفلسفية للأرض الفلاحية بالمغرب بالمأسسة الذاتية هو ما يعني، وبالكاد، تمكن الفلاح المغربي من امتلاك قوة عمله والرأسمال الناتج عنه أو قل أن نجاعة مجال الأرض الفلاحية يتمثل في تنظيف العلاقة:قوة عمل/رأسمال التي ، كما قلنا، هي ما يترجم احترام الأرض والانسان أو قل احترام معنى الوجود الفلاحي أرضا وفلاحا وبالتالي فالدلالة السليمة للأرض الفلاحية في المغرب هو تحديدها باعتبارها "المكان" الذي يحمل الدلالة المركبة في الزمان والموقع وفق القاعدة الفلسفية التي تعني النظر إلى الأرض الفلاحية باستحضار طبيعتها التي قلنا أنها تتمثل في اعتبار الإنسان والأرض وبالتالي اعتبار المكونات السابقة الذكر كجزء لا يتجزأ من الأرض الفلاحية وباللزوم فالتفكير الحقيقي للفلاح لايمكن أن يتم إلا من خلال الأرض الفلاحية باستحضار طبيعتها وخصوصيتها المتمثلة في كونها واقعا محددا. وفي هذه الحالة، فكل تصرف فيها من خارجها هو جريمة في حق الأرض والفلاح والإنسان المغربي عامة. هو الحاصل في المغرب. ولذلك تم تحريف دلالة العلاقة: قوة عمل/رأسمال الذي أفرز فقر الأرض والفلاح أو قل غياب أوتغييب الأساس الفلسفي لمعنى ودلالة الأرض الفلاحية والفلاح وبالتالي الإنسان المغربي عامة. فالأرض الفلاحية في المغرب وفي باقي الدول العربية، لتحريرها من الناهب والوصي والمتصرف في استغلالها وفق قانون الغاب، يجب أن تكون، وبالفعل، أرضا فلاحية وفق الأساس المرجعي لفلسفة الأرض الفلاحية حيث نكون أمام نمو وتكون عقلية هي ، وبالكاد، هذه الأرض في طبيعتها وخصوصيتها ذات الإمكانات. وما هذه الأرض في أساسها الفلسفي سوى العلاقة قوة عمل/رأسمال التي لايمكن تصورها إيجابا أو سلبا، بدون استحضار العلاقة الجدلية بين الأرض والاقتصاد والسياسة والاجتماع والثقافة وهو الوضع الذي غاب فيه الأساس الفلسفي للأرض الفلاحية في ما بين مكوناتها وكذا مع غيرها من مكونات "الأمكنة" الأخرى وهو ما أنتج وأفرز لنا فلاحا من نمط معين تجسد في الاستسلام والفقر أو قل منعه بالأدوات الأيديولوجية خاصة منها الثقافية والدينية من الوعي بالمعنى الفلسفي للأرض الفلاحية وبالتالي من الوعي بمعنى وجوده كفلاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق