الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزلزال في عفرين والارتداد في الدانمارك

شه مال عادل سليم

2018 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عملية (غصن الزيتون التركية ) وجدت صداها في جميع الاتجاهات في العالم بين الترحيب الحارو المباركة والتأييد الكامل في (ديار المسلمين ) ,و الإستنكار و الرفض والتنديد والشجب في ديار (الكفَّاروالصليبيين ) ...!!
فبالتوازي مع الهزة التي حدثت في تركيا ( ديار المسلمين ) إثر ( عملية غصن الزيتون ) وتدخل الجيش التركي السافر في غربي كوردستان( روزافا ) واستخدام جميع الأسلحة الثقيلة ضد البشر والحجر بما فيها الاسلحة والقنابل الحارقة الفتاكة المحرمة دوليا لإبادة كل من اختار البقاء في عفرين, حدثت هزة ارتدادية في (ديار الكفَّاروالصليبيين ) لنفس السبب و لذات الموضوع تماما ,و صدرت مواقف رسمية من الشخصيات السياسية الدانماركية استنكرت ونددت وشجبت العدوان التركي بشدة على( روزافا), حيث ادان السياسي الدانماركي المعروف (هولكه نيلسن Holger K. Nielsen , وزير الخارجية الدانماركي السابق )(1 ) عملية (غصن الزيتون )وقال في بيان جاء فيه : ان الهجوم التركي على عفرين (شمال غربي سوريا ) ضد المقاتلين الاكراد غير مقبول اطلاقا , اضافة الى انه يحمل مخاطر تصعيد النزاع في سوريا , واضاف,ان عفرين هي مدينة كوردية وان هجوم التركي هو لضرب الكورد, وأكد , ان تركيا ومنذ عقود تضطهد حقوق الأكراد داخل حدودها , و الاسوء من ذالك عندما تجتاح تركيا اليوم حدود دولة اخرى لضرب الكورد.
واستطرد ( نيلسن ) قائلا : ان الكورد هم شركاء ستراتيجيين للغرب في محاربة داعش , ولهذا دعمتهم الولايات المتحدة بالعتاد والأسلحة, وفي ختام بيانه ـ انتقد ( نيلسن ) تركيا وقال : ليس من المعقول اطلاقا أن تقوم تركيا كدولة عضو في حلف الشمال الاطلسي ( ناتو ) ،و لأسباب تتعلق بسياستها الداخلية، ان تقوم بهذه الخطوة التي تعقد القضية السورية و ستكون لها نتائج عكسية على النزاع السوري بشكل عام ... )
ومن الجديربالذكر, أن وزير الشؤون الخارجية الدنماركي (أندرس سامويلسن ـ Anders Samuelsen) من حزب التحالف الليبرالي سيخضع الى إستجواب دعا اليه وزير الخارجية الدانماركي السابق (نيلسن ) حول موقف الحكومة الدانمركية من التدخلات التركية السافرة في شؤون سوريا الداخلية ....
ومن جهة ثانية وبعد ان نشرت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية صورا لـ(عملية غصن الزيتون ) ظهرت فيها الاسلحة الالمانية منها (دبابات من طراز (ليوبارد 2 إيه 4 ) المنتجة في ألمانيا)(2 ) واجهت الحكومة الألمانية ضغوطاً داخلية كبيرة وخاصة من قبل منظمة "الشعوب المضطهدة" ،وعليه اعلن( سيغمار غابرييل ـ Sigmar Gabriel ) وزير الخارجية الألماني , إن الجهود لاحلال السلام والاستقرار في سورية (يجب أن لا يوقفها المزيد من المواجهات العسكرية), وأضاف ,أن برلين ستقوم في الوقت الحاضر (بتجميد الموافقات على صفقات دفاعية مع تركيا )، بينها تطوير دبابات ألمانية الصنع تستخدم في العملية التركية في سورية ضد «وحدات حماية الشعب» الكوردية.
و تزامنًا مع تصريح ( نيلسن ) وسياسيين دانماركيين اخرين من حزب (القائمة الموحدة ـ Enhedslisten ) اضافة الى موقف المانيا وفرنسا أزاء التطورات الأخيرة في الوضع السوري والعدوان التركي على ( روزافا ) ,تصاعدت في العراق واقليم كوردستان اصوات لشخصيات معروفة على الصعيد الداخلي والعراقي والعربي (تدعم )عملية(غصن الزيتون) وتبرر (العدوان التركي والقتل والمجازر التركية بحق الابرياء في عفرين بحجج واهية ومن تلك الشخصيات : د. علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي صرح لصحيفة( يني شفق التركية ـ yenisafak )(3 ) القريبة من الحكومة التركية وقال نصأ : نعرب عن دعمنا لعملية غصن الزيتون التي بدأتها (القوات المسلحة التركية (TSK)ـ Türk Silahlı Kuvvetleri) ) ضد (جماعات الارهابية في عفرين ), واستطرد القرداغي قائلا : نقف ضد المشروع الامريكي ـ الصهيوني الذي يحاول ان يثير الفتنة بين المسلمين , كما نويد وندعم تركيا في دفاعها عن حدودها و شعبها بوسائل مشروعة ولا نريد لهم سوى الخير . )
وتزامنا مع تصريح ( القرداغي ), صرحت نائبة رئيس حزب الإصلاح التركماني، ورئيسة كتلة التقدم التركمانية في برلمان كوردستان ( منى نبي القهوجي)(4 ) وعضو المجلس الأعلى للإستفتاء في كوردستان ، صرحت وباللغة الكوردية خلال مقابلة مع القسم الكوردي لصوت امريكا (VOA) وقالت : (من حق تركيا ان تدافع عن حدودها وشعبها للحفاظ على امنها القومي من الارهابيين كباقي دول العالم )،ومن الجدير بالذكر ان ( القهوجي ) كانت متحمسة اكثر من مسعود البارزاني ( على الأقل ظاهريا ) لإجراء الإستفتاء في موعده المقرر وتشكيل دولة كوردية مستقلة , كما أدلت بصوتها لصالح الإنفصال في الإستفتاءالذي جرى يوم الـ(25 ) ايلول الماضي ( راجع تصريحات القهوجي حول إستفتاء اقليم كوردستان)
دعمت( القهوه جي) عملية (غصن الزيتون) اسوة بعضو المكتب السياسي في الجبهة التركمانية، النائب في برلمان كوردستان،( ايدن معروف ) (5 ) والذي صرح وقال نصأ : (نقدم دعمنا التام لعملية غصن الزيتون التي لا تستهدف شعب المنطقة و اخواننا الأكراد، بل تستهدف المنظمات الارهابية في منطقة عفرين , واضاف , إن الجماعات المسلحة الموجودة في المنطقة تشكل خطرا على تركيا و على المنطقة برمتها. لذا فان توقيت العملية كان مناسبا جدا ).
و اشار(معروف) الى ان : ( المنظمات الارهابية موجودة في العراق كما في سوريا، و ان الأمر يؤثر سلبيا على المنطقة ، و ان هناك ضرورة للقيام بعملية مماثلة على بؤر الارهاب في العراق.)
اما خطباء المساجد في اقليم كوردستان وكعاتهم( صامتين صمت القبور)وكانما لا يعروفون ان الحق مع ابناء جلدتهم في عفرين الصامدة وان الطاغية اردوغان يستغل (الدين الاسلامي وسورة الفتح )زورا وبهتانا لقتل المسلمين وغير المسلمين في عفرين ....
اقول بصوت واضح وصريح , ان (معروف والقهوجي والقرداغي وكل من يدور في فلكهم ) يتحملون مسؤولية شراكة ما يحدث في روزافا ( من القتل والابادة باسم الدين واستغلال الدين لمصالح سياسية و هداف توسعية عثمانية في بلاد الشام وبلاد الرافدين) تحديدا , اضيف الى ذالك ان تصريحاتهم هي مزيج من الحقد والجهل والكراهية المتعمدة بحق( روزافا), وهي اساس الانفصام النفسي وانهيار الثوابت الدينية والقيم الانسانية في المجتمع الاسلامي وسبب من اسباب تفشي ظاهرة العنف والارهاب والغاء الاخر سياسيا ومصدر الفتن والشر والدمار في الشرق الاوسط.
اقول لكل من يريد ان يخلط الاوراق عمدا , ان من مول داعش وارتكب المجازر بحق شعبه ولا يزال يقتل ويرتكب الجرائم بحق الشعب الكوردي والشعوب الاخرى في المطقة ، لا يحق له أن يتكلم عن الإرهاب ويصنّف الناس على هواه بين ارهابيّ وغير ارهابي .
الكل يعلم تمام العلم, أن من يقتل ويذبح ويقطع ويشوه ويحلل ويحرم بطرق اشنع مما كان يفعله (بن لادن و الزرقاوي و البغدادي وقبلهم صدام حسين )هو ارهابي وقاتل ومجرم ...
نعم ..الارهابي هو مشايخ الضلال ومفتى القتل والفتنة والتكفير الذين يكيلون بمكايل مختلفة حسب رغباتهم ومصالحهم , الارهابي هو الذي (يحفي الشارب ويعفي اللحى ويقصر العباءة) ويفخخ عقول الناس من البسطاء بالافكار المسمومة , الارهابي هو الذي يوهم الناس بأن قتل (الروح) في الدين، يورث (الحور العين و أنهار اللبن والعسل والخمر في الجنة ), الارهابي هو الذي يبكي ويذرف دموع التماسيح على مسلمي (بورما والصومال واليمن )وفي نفس الوقت يفتي بقتل مسلمي عفرين ويدعم عملية ( غصن الزيتون )و يتلو( سورة الفتح التي فيها بشارة من الله للمسلمين بأنهم سيدخلون مكة فاتحين بقوله : (إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ) وكانما الشعوب في روزافا كفرة يجب ابادتهم و محوهم من على الوجود)...
الارهابي هو الذي يتضرع بالدعاء و يدعوا الله بالنصر للجنود الأتراك المشاركين في عزوة قتل الابرياء والاطفال والنساء , الارهابي هو الذي يكبر ويهلل لنصرة ( الظالم على المظلوم )...
الارهابي هو الذي يبرر قتل الاطفال في عفرين , لا لشيء الا لانهم يريدون ان يعشوا كباقي اطفال العالم على ارض ابائهم واجدادهم بسلام وامان واستقرار...
الارهابي هو من يقتل الابرياء تحت يافطة ( سورة الفتح المبين والانفال وعزوة كوباني وعزوة الموصل ) كانما يعش العالم في زمن الرسول والصحابة والتابعين وفتح بلدان المشركين والكفاروالفتوحات الاسلامية ) ...
اخيرا , السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : أن الهدف من القتال في الإسلام ( كما يقول العلماء المسلمين ) هو (لإزالة الطواغيت والعقبات من طريق وصول دعوة الإسلام الى الناس والشعوب) ,والسؤال الملح هو : هل يحق للانظمة التي تدعي بانها تؤمن بالاسلام والقرأن , ان تانفل وتغزوا وتقتل وتبيد شعبا (مسالما ومسلما) لايريد غير الحرية وكسر سلاسل العبودية وتقرير مصيره بنفسه كباقي شعوب العالم, بعد ان قُسم وطنه نتيجة السياسات الاستعمارية الى اربعة اجزاء والحقت بالدول الاسلامية التالية ( تركيا , ايران , سوريا والعراق ) ومنذ ذالك الوقت يتعرض الشعب الكوردستاني ( الاغلبية المسلة )في كل جزء من هذه الاجزاء الى ابشع انواع الابادة والقتل وجزّ الرؤوس على ايدي الطورانية التركية وحزب البعث الفاشي بشقيه ( العراقي والسوري ) ونظام الشاه البهلوي القمعي وثم جمهورية الاعدامات والمقاصل الاسلامية الإيرانية ؟ الم يقول رسول الاسلام : ( كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه) ؟ السؤال هو : مادام (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) كيف تبررون قتل وابادة شعب الذي يشكّل المسلمون أكثريته ؟
هل تتجرأ تركيا كدولة عضو في الأمم المتحدة وفي حلف الناتو الإقدام على مثل هذه الخطوة المعادية لكل قيم الإنسانية لولا الصمت ( الروسي والامريكي ) والعربي والاسلامي أمام القمع الوحشي الذي يمارسه الإحتلال التركي ضد وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية التي حاربت الإرهابيين وتحوّلت على مدى الأعوام السابقة إلى رمز عالمي ضد الإرهاب الداعش , وينتظر منها أن تكمّل المسيرة في القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا وفي المنطقة والعالم كله ؟
اسأل: هل يحق للمسلم ان ينصر اخاه المسلم إن كان ظالما ؟ وهل يحق للمسلم ان يخذل اخاه المسلم إن كان مظلوما ؟
اترك الجواب لكل من يهمه الامر .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ رابط حديث السيد (هولكه نيلسن )http://www.nudem.dk/holger-k-nielsen-fordoemmer-angrebet-mod-afrin
2 ـ تمنح الحكومة الألمانية تصاريح لتصدير أسلحة لتركيا (الشريكة في حلف شمال الأطلسي ـ الناتو)، على نحو مقيد منذ تفاقم الخلاف مع الحكومة التركية. ومن القضايا الخلافية الكبرى بين البلدين اعتقال مراسل صحيفة "دي فيلت" الألمانية (دينيز يوجيل )، الذي يقبع في السجن الاحتياطي في تركيا بدون توجيه اتهام له منذ أكثر من 11 شهرا .
3 ـ رابط حديث السيد القرداغي https://www.yenisafak.com/…/karadagiden-turkiyeye-zeytin-da
4 ـ رابط حديث السيدة ( قهوجي ) :
https://www.awene.com/2018/01/26/76028

5 ـرابط حديث السيد ( معروف ) :
http://www.trt.net.tr/arabic/shw-wn-qlymy-w-rby/2018/01/23/ljbh-ltrkmny-tw-yd-mly-gsn-lzytwn-895364








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طالما السكوت عن رؤوس مدببة اسست داعش ودعمتها
علاء الصفار ( 2018 / 2 / 2 - 13:14 )
تحية طيبة
عدم كشف المستور عن داعش وكيف تم التعاون في سلخ الفقلراء والضعفاء في السلسة القومية العراقية ألا وهم (اليزيديين والمسيحيين)! فمعروف من هم يريد ان يغير النسيج الديمغرافي وزرع القتال بين العرب والكرد ومن ثم القتال بين الكرد المسلمين واليزيديين والى ابعاد المسيحيين من اجل لعب اوراق عنصرية سواء عبر الاستفتاء وغيره!فهكذا تكشف للجميع في العراق من هم وراء داعش وكيف تم تهريب النفط بالتعاون مع داعش وتركيا مع احزاب وقوى عراقية دائرة في سلسلة النهب والفساد والتخريب والعنصرية.وما ممتلكات محافظ كركوك وهربه لتركيا او الارقام الدولارية الفلكيةفي تركيا خير دليل عن المساومات والمتاجرة بالصراع القوم جي والسيادة الذي يتاجر به الدول في المنطقة,طبعاً تساهم قوى سياسية مشبوهة مع القوى الرجعية بتشويه الحقائق ام السكوت عن المجازر. فلا غرابة من ان يميط الاسلاميون والجوامع اللثام عن جرائم تركيا الاسلامية,فهذا هو تماماً كما اماط اليسار وبعض الشيوعيون عن جرائم داعش واهدافها في سلخ الاقوام وخاصة اليزيديين والمسيحيين الذين هم قوة اضعف في عراق غزو العولمة,فهم بلا بيشمركة ام ميليشيات واحزاب تدافع عنها!ن


2 - شمال عادل سليم
نصير الاديب العلي ( 2018 / 2 / 4 - 08:45 )
هو لتطبيق اية الفتح الاسلامي كما فعل محمد من قبل عندما قتل الابرياء والاطفال وغزى بعروبتخ الشوفينية فلا باس ان يكون الكورد وقودا

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن