الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العُنصر النسائيّ والانتخابات

زهير دعيم

2018 / 2 / 2
المجتمع المدني


منذ أسابيع وأنا أراقب اسماء المُرشَّحين لرئاسة بلداتهم في مجتمعنا العربيّ المحليّ _ على فكرة أنا لا أحبّذ أن نقول قرى ، فالقرية تعيدك الى الايام الغابرة ، الماضية ، حيث البساطة المنتاهية والجميلة في بعضها –
نعم راقبتُ المُرشَّحين والذين يتململون وينوون الترّشُح ، وإذا بهم – وهذا الأمر لم يفاجئني- فإذا الكلّ ذكور في ذكور ، حتّى الوسط اليهوديّ والذي يتباهى بالرُّقيّ فإنّه يرزح تحت هذا النير ، فقليلًا ما تجد امرأة تتجرّأ وتقترح اسمها مرشَّحة لتخوض معركة الانتخابات البلديّة.
ولكنّ الوضع عندنا يختلف كلّيًا ، فمنذ أول رئيسة لسلطة محليّة في البلاد لم تقتحم زهرة تسير على قدميْنِ هذا المعترك.
والسؤال الذي يفرض نفسه بل والاسئلة هي :
هل لأنهنّ لا يجدْن في انفسهنّ المقدرة على القيادة ؟
أم هو ضعف وفتور في المعنويّات ؟ أم إحباط من العنصر الرّجاليّ الذي يقف حجر عثرة أمامهنَّ أم وهذا الاهمّ : هل هو المجتمع برمّته يقف حائلًا دونهن والسلطة ؟
نعم مجتمعنا ذكوريّ وبامتياز ؛ ذكوريّ في كلّ شيء ، اللهمّ إلا في التعليم والتمريض والنظافة حيث التعب والمعاناة والعطاء بلا حدود.
قد يتساءل احد : هل من المنطق ان تقفز المرأة من " قاع القفّة الى أذنيْها " مرّة واحدة ؟
فأقول ليس بالضرورة ، ولكنني راقبت وتتبعت وعلى على مدى اشهر وسنين عديدة ، لعلّني أجد من تعمل كرئيسة او عضو في سلطة محلّية فلم اجد اللهم الا تلك التي ذكرتها سابقًا ...
قد اكون مخطئًا ، فتكون هنا او هناك واحدة تعمل ولا تعمل ، فقد اخفينا بريقها تحت ستار : " البيت أوْلى بكِ " " أولادك أحقّ باهتمامكِ" .
لقد تغيّرت المفاهيم وتبدّلت في هذا الزمن الغاطس في التقنية حيث اضحى العالم حارةً صغيرة ، فلم يعد البيت من اختصاص المرأة وحدها، بل حتّمت الظروف والاحداث ومجريات الامورعلى أن يتقاسم ركنا البيت الاساسيّان العمل ، كلٌّ في الامور التي يُتقنها وتحفظ ماء وجهه !!!.
ما زال في جُعبة الوقت أشهر ولم نقطع الامل في أن نرى من تتجرّأ فعلًا وتعلن بالصوت الجهوريّ المرنان :
أريد وأرغب في أن أكون رئيسة للمجلس او عضوًا فيه او في البلديّة ، أريد أن اخدم من منظوري الاموميّ الجميل ( إن صحّ التعبير ).
أريد أن ألوّنَ العمل البلديّ بالحنان والتفاني والعطاء الذي أبذله وأمارسه في بيتي الدافيء.
ما زال هناك وقتٌ و... أمل .
وما زال الباب مفتوحًا ، خاصّةً وأنّنا اليوم نحظى بالمُثقّفات والمتعلّمات والمُحاضرات في الجامعات والكلّيات والطبيبات والمحاميّات و...
ما زال هناك وقت كي ما تحثُّ الهيئات والأطر النسائيّة المحليّة النساء، على طرد عنصر الخوف والتردّد ، وتدعوها الى الإقدام ، فلعلّ وضعنا المتراوح في مكانه منذ سنين طويلة والمُغبّر في بلداتنا يتحسّن بعض الشيء.. نقول لعلّ ! فرغم خصالي التفاؤليّة فإنّني في هذا الامر سوداويٌّ ، كم ارجو ان اكون مخطئًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب