الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع استمرار -عزلة- القوى المدنية: -الانتفاضة- القادمة فى مصر، بقيادة -اسلامية-!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2018 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية





توت توت توت توت.
الحرية ولا القوت؟

هاتموت وأنت ذليل ومصدِّي؟
ولا تموت راجل بتحدي؟
أصل العمر أكيد هايعدِّي،
وفي كل الأحوال هاتموت.

توت توت توت توت.
الحرية ولا القوت؟

الشاعر د. صلاح عبدالله


سعيد علام
القاهرة، السبت 3/2/2018م


على كل من يعمل او يؤيد الاقصاء السياسى لآى فصيل مجتمعى، لاسباب تميزية، دينية او عرقية اوجنسية .. الخ، عليه ان يعلم ان مكونات المجتمع لا يمكن حذف اياً منها، الا اذا تمت عن طريق ارتكابً جرائم مؤثمة وفقاً للمواثيق الدولية، جرائم ضد الانسانية، جرائم التطهير العرقى، حيث تدين القوانين الجنائية فى العديد من البلدان، اعمال الابادة، بواسطة تعريفات تشمل "الفئات السياسية" او "الفئات الاجتماعية"، بشكل واضح على انها: "محاولة اقصاء متعمدة لفئة من الناس تشكل حاجزاً امام مشروع سياسى معين." .. وقد توسع القانون الفرنسى اكثر من ذلك ليعرف الابادة على انها خطة لتدمير "اى فئة قد تتحدد باى نوع معين من المعايير"؛(1) لا اقصاء لآى فصيل مجتمعى، ولا اقصاء لآىً من أسس الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.




"ثورة" ام "انتفاضة" !

ليس هناك ثورة بدون تنظيم ثوري، تنظيم قائد، معبر عن القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة فى التغيير، وهذا هو ما يستوعبه تماماً "تنظيم الضباط الاحرار"، ونسخه المتتالية من سلطة يوليو الممتدة، بانه لن تنجح ثورة بدون قيادة منظمة، لذا كان تحريم ونجريم السلطة للعمل المدنى المنظم المستقل، تحريماً وتجريماً لا يفوقه شئ، يتبقى فقط ان يستوعب هذا من يطلقون على "الانتفاضة" الجماهيرية التى بدون قيادة منظمة، وصف "ثورة"!.

لقد مارست سلطة يوليو الوظيفتان، "العسكرية والدينية"، فى خصومتهما مع الدولة المدنية، ومؤسسات المجتمع المدني، والفكر العلمي والديموقراطي، ومشروع الطبقة الوسطي، وتبديدا للنخب المدنية؛ لذا تواجه القوى المدنية المصرية ازمة "انفراط وعزلة" مستعصية، على مدى اكثر من ستة عقود، وهى ناجمة بالاساس، من الناحية الموضوعية، عن استبداد وقمع سلطة يوليو العتيقة الممتدة، للقوى المدنية، خاصة القوى المدنية اليسارية التقدمية، بالرغم من كل دعاوى السلطة عن مدنيتها او اشتراكيتها.

ومما عمق من ازمة القوى المدنية اليسارية، كونها تعتنق ايديولوجية متناقضة جذرياً مع كل ايديولوجيات القوى اليمينية المحافظة، المدنية والعسكرية والدينية؛ ومما فاقم من ازمة هذه القوى اليسارية هو الصعود المتنامى للقوى اليمينية محلياً واقليمياً ودولياً، بعد تفكك الكتلة الشرقية، وانهيار الاتحاد السوفيتى، الحليف الاستراتيجى للقوى اليسارية، سابقاً، على المستوى العالمى، كما على المستوى العربى والمصرى.




"وعايزنا نرجع زى زمان، قول للزمان ارجع يا زمان" !

لمن يراهنون على ثبات الموقف الشعبى من الاخوان المسلمين، دوام الحال من المحال!؛ فى الصراع الممتد منذ 1954 بين جماعة الاخوان المسلمين وسلطة يوليو الممتدة، كانت الغلبة دائما لسلطة يوليو، الا فى حالة واحدة فقط، فى انتفاضة 25 يناير، عندما خرجت الجماهير بالملايين، رفضا لقشل سلطة يوليو على مدى ستة عقود فى توفير العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية، عندها فقط اصبح فى امكان الاخوان الانتصار "المؤقت" على سلطة يوليو، تلك السلطة التى لم تنتظر الهزيمة فكانت المبادرة بـ"الانقلاب الاستباقى الناعم"، "اانقلاب القصر"، فى 11 فبراير، "بيدى لا بيد عمر"، - الى حين مرور "العاصفة" -، عن طريق الالتفاف على "العاصفة" عن "طريق رأس الرجاء الصالح"، "الاخوان المسلمين"، بديلاً عن الاصطدام المستحيل!، وقد كان، فسمح ان يكون للاخوان الغلبة فى لجنة الدستور ومجلس الشعب والرئاسة!، وكلها وفقاً لاجراءات ديمقراطية 100%، بخريطة طريق واشراف واخراج المجلس العسكرى!، ثم انتصرت المؤسسة العسكرية على الاخوان وعلى انتفاضة يناير وعلى مشروع التوريث دفعة واحدة!.

دليل آخر على ان الاخوان الغائب الحاضر، يتجسد فى انه، يمكن تقسيم كل مرشحى الرئاسة بلا استثناء، السابقين او الحاليين، الى نوعين لا ثالث لهم، النوع الاول، مرشح ميزته الاساسية انه "قضى" على الاخوان، او انه يناصب الاخوان العداء، واما النوع الثانى، مرشح متهم بالتآمر اوالتسيق او التحالف مع الاخوان، اى ان العامل المشترك الاساسى الوحيد بين النوعين هو "الاخوان"!، هل من دليل بعد ذلك على ان "الاخوان"، رغم كل شئ ما زالوا، هم نجم انتخابات 2018 بلا منازع!.




"الانتفاضة" القادمة فى مصر، بقيادة "اسلامية"!

تقول الخبرة التاريخية ان لا ابدية فى الموقف الشعبى .. فمثلاً، بالرغم من الشعبية الجارفة التى حظى بها جمال عبد الناصر سنوات طويلة، فقد استطاع السادات، بعد توليه الرئاسة، ان يحول بوصلة الراى العام المصرى 180 درجة، خلال فترة زمنية قصيرة للغاية!، باطلاق احلام الجماهير تجاه حياة الرفاهية ابان زيارته للقدس فى 19 نوفمبر 1977! .. وما حدث ويمكن اعتباره مثلا صريحاً يؤكد هذه "الخاصية"، ما حدث من عزوف واضح لقطاعات واسعة من الجماهير، عن المشاركة فى الانتخابات البرلمانيه 2015، ومن بعدها انتخابات الرئيس السيسى نفسه، رغم دعوة السيسى لهم يضرورة المشاركة!، جاء ذلك بعد مرور وقت قصير على الحماسة الواضحة من نفس هذه الجماهير لكافة الانتخابات والاستفتاءات التى اجراها واشرف عليها المجلس العسكرى بعد يناير 2011!.

كل المؤشرات الحالية، بالرغم من كل ما اتخذته السلطة مع تيار الاسلام السياسى منذ 30 يونيه 2013، تدل على ان كل مؤشرات الواقع الحى فى الشوارع والحوارى والقرى والنجوع، تؤكد ان "الانتفاضة" قادمة بلا شك، وتؤكد ايضاً، ان القيادة ستكون للتيار الاسلامى وفى مقدمتة الاخوان، لكن خبرة العقود الماضية تؤكد ايضاً،(2) ان سلطة يوليو الممتدة لن تنتظر الهزيمة، وستتخذ من الخطوات الاستباقية ما يقطع الطريق على كابوسها المزمن، حتى لا تجد نفسها مرة اخرى مضطرة امام تحالف بقيادة الاخوان، يجبرها على ان يحكم الاخوان مصر، حتى ولو بشكل مؤقت وسابق التجهيز، للألتفاف على الانتفاضة، فزمن هذا التكتيك قد مضى واصبح "محروقاً".(3)

لا مخرج من الازمة المستعصية للحكم فى مصر، الا اولاً، بأعتراف السلطة بانها ازمة حكم، ازمة فى طبيعة السلطة الحاكمة، وانه لا مخرج لها الا بتخليها عن جشعها وانانيتها فى الاستحواز على كل السلطات فى يدها وحدها، وثانياً، فى اعتراف المعارضة "المدنية والدينية"، بان السلطة لن "تجبر" على ممارسة مبدأ المشاركة، الا بالعمل المشترك لكل القوى الاجتماعية الساعية للتغيير، على اسس دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وبتخلى كل القوى المعارضة عن انتهازيتها السياسية.



سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam




المصادر:
(1) جريمة "الابادة الجماعية" الرائعة !. مصر المدنية، سعبد علام.
http://www.civicegypt.org/?p=75239
(2) خبرة يناير: بين براءة الثوار ودهاء لنظام العتيق!. الحوار المتمدن، سعيد علام.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507
(3) "الاخوان"، نجم انتخابات 2018 بلا منازع !. مصر المدنية، سعيد علام.
http://www.civicegypt.org/?p=75510
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا