الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبطال الديجتال

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كان مسلسلاً رائعاً للكبار والصغار، لكن العاملين في السياسة السّورية أخذوا الاسم فقط، هناك مثل عامي يقول" بس لا تدعس على ذنبه" وهذا هو الناشط السوري، وبخاصة الناشط عن بعد. البارحة كنت أسمع لحديث على الهواء من نافذة شخصيّة قال المتحدث من سوشي، وهو معارض " جبهوي": سوف نسحق الإرهابيين، الإسلاميين. هذا ناشط له ذراع ضاربة، لكن لم يقل من هم الإرهابيون بالضبط. لكن في تعليقاته الخاصة على منشوراته يقول بشكل آخر أنهم العرب السنة. أما عن الشيعة فقد قال أن إيران ثورتها لوثرية.
كتب أحد أصدقائي الأكراد على صفحتي. أنا ليس سوري أنا كردي، مع أن والده، وجده ولدا في سورية، كنت أحاول عبثاً أن أقوم بدور يقارب بين المكونات السورية لكن الصفحة أصبحت كحاوية قمامة فحذفت المنشور، وقرّرت أن أكتب في الحبّ والطبخ. لن أكون مزيفة ، ولن أزايد في الوطنية، وأغلب الشعب السوري مغلوب على أمره فقد سلط الجبابرة عليه أبناءه فالعربي قتل العربي، والكردي قتل الكردي، والآن تطهر القرى التي يقطنها غالبية كردية كما طهرت حمص من العرب السنة. الفاعل واحد، لكن المشهد مختلف،ونحن نرمي بالعذر على هذا وعلى ذاك، والآن وصل الجبابرة إلى هدفهم وهو العداء المستحكم بين العرب والأكراد بعد أحداث عفرين، فأغلب الناشطين الأكراد وبعضهم كانوا أممين يكتبون على صفحاتهم بتعليق حماسي " العرب السنة الكردوغانيين الفاشيست الإرهابيين الدواعش" لماذا تطلب من العربي التعاطف معك ما دام كذلك؟ هل هذا التعبير هو تعبير سلمي؟
أرى الأمور من منظور لاديني، ولا قومي، وقد بكيت عندما فقدت أقاربي وأصدقائي على يد الإرهاب الإسلامي الذي سمي فيما بعد بالداعشي، والذي ليس مصدره السّوريين بالتأكيد، وإن كان بعضهم منخرط فيه، وقد جرفت القرى العربية في مناطق كثيرة في بداية التعاون بين أمريكا والإدارة الذاتية وكان بين المغدورين أطفالاً وشيوخاً.
الآن جاء دور المدن ذات الأغلبية الكردية، وبعد نجاح العداء بين الأقليات الدينية والعرب السّنة، وعندما نقول أقلية لا نقصد جميع أفرادها، إنه الاتجاه العام. هناك ناشطين من تلك الأقليات، يعيشون بعيداً عن أوطانهم لكنهم -كما يدعون أنهم كانوا مع الثورة-، واكتشفوا أنها كانت حقيرة ويشتمون الإسلام السني العروبي الإرهابي، ويضعون الذّنب على الإخوان المسلمين، وكأنهم ملائكة والإخوان هم الأشرار.
الآن يُقتل العرب السنة مرتين، المرة الأول كانت في حماه وحلب في الثمانينيات والثانية بدأت في حمص في بداية" الثورة" ولا زالت مستمرة في إعزاز، وبدون متاجرة بجسد من اغتصبهم النظام رجالاً، ونساء، فإن ما خفي أعظم، وقد انتحرت إحدى صديقاتي الافتراضيات بعد أن نبذتها عائلتها لأنها اغتصبت، وعندما تأكدت أنها حامل رمت نفسها من الطابق الخامس، وقد كتبت وسائل التواصل عنها. هناك من تاجر بقضية المغتصبات من الكتاب، والسياسيين السوريين مع أن الأمر لا يعنيه، مع أن الرجال اغتصبوا ربما أكثر وسلخت جلودهم وهم أحياء. لا تصدّقوا ما تسمعون. الثقافة الشعبية تهمش المقهور، وربما تقتله، والكثير من المغتصبات السوريات قتلهم أهلهم، ومنهم سورية كردية ذهبت أمها إلى ألمانيا وساهمت في قتلها في منفاها.
علينا أن نعترف بالواقع كما هو، ونقبل بعضنا على اختلاف مشاربنا شريطة أن لا نكون مشاركين في القتل.
الحديث يحتاج لموسوعة، لكنّني عندما كتبت كتابي أنا والدكتور الكردي محمد محمود وعنوانه" تحت ألسنة اللهب" كان شعارنا معاً" الشعب السوري واحد" وكان شعار مشعل التمو الذي قتل من قبل النظام ببندقية كردية، لا زلت أعتبر أنّ الشعب السّوري واحد، ولن تفيد مسرحيات أبطال الديجتال في تفريقه. عاشت سورية حرة مدنية ديمقراطية لكل أبنائها من خلال دستور يكفل حقوق الجميع. إن هذا كلام عام، لكن بالتأكيد لن يكون الدستور صياغة سورية بحتة. لا بد من وجود خبراء، وإشراف دولي قانوني ليس فيه ترامب، ولا بوتين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي