الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصام حسين يكتب: زيف الوجود وتأزم الحاضر في-تسياليزم.. إخناتون يقول- للشاعر طارق سعيد أحمد

طارق سعيد أحمد

2018 / 2 / 4
الادب والفن


ينهض ديوان "تسياليزم.. إخناتون يقول" للشاعر طارق سعيد أحمد، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2017، علي رحلة الذات الشاعرة في الوجود، الذي ظلت نظرتها له ثابتة، نظرة تملأها الشكوك، تراه وجودا مزيفا من البداية.

وفي اللحظة التي حاولت فيها اكتشاف الأسباب، كان السبب الرئيسي في الذات الشاعرة نفسها، فمنذ لحظة تصدير الديوان المقدم إلى الأحرار فقط، مارست الإقصاء وهو عكس الحرية والتنوع والتعدد وهم مكونات أصيلة لوجود متحقق، زاعما أن النمطيين والتقليدين لا قبل لهم بقراءة رحلته الشعرية من الشك في ماهية الوجود إلى اكتشافه وتحققه الجديد.

وهنا لا نملك غير أن نقول إن الذات الشاعرة نفسها قد شاركت الوجود، ولم لا وهي جزء أصيل من هذا الوجود، لذا حدث التماهي بين الوجود الإنساني كله ووجود الذات الشاعرة، التي اتخذت من نفسها نقطة البداية، فانطلقت عبر 30 نص قصير، شغل 82 صفحة من القطع المتوسط، لتبحر في الوجود وعوالمه، ترصد وتحلل وتبحث عن طريق يحقق لها الوجود الحقيقي الصادق وغير المزيف.

تواجه الذات الشاعرة نفسها، في بداية الرحلة، ففي القصيدة الأولى "مزيف"، يقول:

"اللحظة م البداية

احتوت أساطير

وكلمتين حلوين

وغابات بتجري فيها كتل دخان

منقوش عليها

أول حرفين من اسمك".
ص7

هنا تتلاحم الذات الشاعرة مع الوجود الإنساني كله، فوجودهما أساسا أساطير وخرافات، وغابات بما فيها من وحشة، وصراعات البقاء، فكأن الوجود خُلق ليفنى، ومن ثم تغلغل هاجس الموت والفناء

"إنت مت كم مرة

وقد أيه هاتعيش"
ص23

اللحظات التي يقترب فيها من الموت، تجعله يتخفف رويدا من نفي الذات، ليبحث في الذوات الأخري، والعوالم المحيطة، فيجد عوالم من إزاز، هشة ومنكسرة، رغم شفافيتها:

"بيوتهم من إزاز

وقلوبهم من إزاز

ودموعهم من إزاز".
ص11

هنا البداية، التجرد والبقاء خارج البرواز، والنزول من الأبراج العالية المنفصلة عن الناس والشارع.

"تاريخي مش برواز".
ص9

هنا تكون البداية لحصد الأسباب وأولها النظرة الثابتة للأشياء، التي جمدت الوجدان، مشغل لروح ومشعلها الوجودي.

"اتهرت نظرتك الثابتة

على أشياء

متحركتش سنتيمتر

واحد

أو مالت براسها

على وجدانك".
ص6

وأمام هذه الأسباب، تبدأ المحاولة من جديد

و
"بحاول أبدأ من جديد

فك الرموز المرهقة".
ص9

الحاضر قلق ومتأزم بل ومنفصم، والذات الشاعرة حائرة، تعاني (الملل والخواء وعبثية الأفكار وضبابية الحلم ) ويطاردها ماضي ظلامي. منحوت وجهها علي صخرة

"وشك منحوت على صخرة

نصها غرقان

والنص التاني

جبل في صحرا"
. ص16

والملل يضرب روحه كل ليلة، والصحرا ترافقه في أي مكان. ورغم محاولات الموت والانتحار، فإن لحظة اكتشاف النار والنور والحب والمعرفة الحرة هي اللحظة التي أتت بملامح الوجود الحقيقي:

"اقرأ برجلك الحافية ملامح البحر" ص73

"إنت مش محتاج تكون عنيد

اقرأ...اقرأ".
ص76

القراءة طريق المعرفة، لكنها تحتاج لترتيب الأوراق المبعثرة.

كي يتم التعرف على الذات الحقيقية أولا ومن ثم الوجود:

"تترتب أوراقي

على مكتبى

يقف القلم

على أول سطر

يكتب

ط".
ص82 (آخر الديوان)

وحرف (ط) هنا يشير إلى أول حرف من اسم الشاعر وهو يحمل دلالة التعرف الحقيقي على النفس، وكأن الديوان يبدأ وينتهي بمفارقة ضدية في لحظتين مختلفتين، لحظة النظرة الثابتة على الأشياء، وهي النظرة الأحادية، التي أغلقت كل نوافذ الوجود، وحبست داخلها الشك والزيف والخواء والتصحر وموت الوجدان، لكن بإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة وباكتشاف الذات المبني على المعرفة الحرة تنجلي الحقيقة، فيقف القلم على أول سطر ليكتب (ط).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد