الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنظيم أم التخريب.. أيهما أفضل؟

علجية عيش
(aldjia aiche)

2018 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك أن المشكلة التي تعاني منها الجزائر هي غياب الكفاءات التي تبني الدولة و تضمن استمراريتها ، و رجال مخلصون يحبون أن تكون بلادهم في مقدمة الدول فيعملون على إخراجها من خريطة العالم الثالث، و الدليل على ذلك الوضع الذي يعيشه الشباب و العزوف السياسي ، و هي إرهاصات تنبئ بأن تغيرات جديدة سينشأ عنها وضعا جديدا في المستقبل، و لن تكون هذه التغيرات في صالح الجزائر، بل ستدفع إلى الانقلاب على النظام من جديد، لأن الاعوجاج مستمر، تقوم به أفراد في السلطة أو في الحكومة أو حتى في الإدارة، فتلقي إليهم تعليمات بهدف الضغط على الشعب و الدفع به إلى التمرد، و لن نخوض في كثير من المسائل التي يعاني منها المواطن الجزائري، في جميع القطاعات: الصحة، التعليم، التجارة،و حتى في الحالة المدنية، لأنها معروفة لدى الجميع، بل يكفي أن نقدم نموذجا من هذه الضغوطات، و هي قضية "الفرود"، في مجال النقل الذي تحول إلى حرب يومية بين السائقين بدون رخصة و أعوان الأمن ، و كان المواطن هو الضحية ، يحدث هذا في مدينة قسنطينة ( 470 كلم شرق الجزائر) التي تعتبر ثالث مدن الجزائر الكبرى بعد العاصمة و وهران.

فنقص وسائل النقل بالولاية و حتى بولايات أخرى أرهق أعصاب المواطن الجزائري، و أنهك قواه، بسبب الوقوف الطويل بحثا عن وسيلة نقل، لأن هناك "لوبي" يتحكم في قطاع النقل، و يعمل على زرع الفوضى ، رغم توفر الإمكانيات لتنظيمه ، و لم تعد الحافلات سواء التابعة للقطاع العمومي أو الخواص تكفي لنقل المواطنين في ولاية كقسنطينة يفوق عدد سكانها مليون نسمة، دون حساب زوارها الذين يدخلونها يوميا، اضطر المواطن الى استعمال سيارات الأجرة، غير أن الأغلبية استغلت ظروف المواطن فعملت على الزيادة في تسعيرة النقل، و أصبح السائقون يفضلون العمل بالكورسا( النقل الإنفرادي) ، كما أن الأغلبية منهم يقيمون خارج بالولاية، و نجدهم يعودون الى بيوتهم في المساء مبكرا، قبل وقت خروج العمال، حول هذه القضية كنا قد طرحنا سؤالا على مسؤول الأمن بالولاية في ندوة صحفية ، و كان رده أن سائقي الفرود يعملون بطريق غير قانونية أي في الظلام en noir و لا يدفعون الغرامات ( الضرائب)، في الوقت الذي يشتكي فيه سائقي الفرود و معظمهم شباب أن السلطات المعنية ترفض تسوية وضعيتهم قانونيا، في هذه الولاية مثلما هو معمول به في عنابة و العاصمة، و حتى في الدول الأخرى ، و قال بعضهم نعمل فرود أفضل من أن نلجأ إلى السرقة أو المتاجرة بالمخدرات أو إلى الهجرة الغير شرعية، وقفنا على حالات وجدنا أنبعض ساقئب الفرود من خريجي الجامعة الجزائرية و حاملي شهادات عليا، لكن المحسوبية و الجهوية أغرقته في وحل البطالة.

ماهو الحل؟

سؤال يطرح على من في يدهم زمام الأمر، في ظل هذه الظروف وجد المواطن نفسه محاصرا، فلجأ إلى سيارات الفرود أو الكلاندستان كما يسمونها، نعم ، و بغض النظر عن المشاكل التي تحدث بين الحين و الآخر، فالفرود كان الوحيد الذي أنقذ المواطن و عمل على نقله و لم يتركه يقف ساعات طويلة تحت أشعة الشمس المحرقة أو في البرد والأمطار في الشتاء، كان اليد اليمنى للدولة، التي أغفلت هذا الجانب الحساس و تركت المواطن وحده يتخبط، حيث وجد نفسه محاصرا هو الآخر من طرف الأمن الذي أصبح شغله الشاغل ملاحقة الفرود بسحب منه الوثائق و منعه من العمل، من المفارقات ( حسب شهادة بعض السائقين) أن بعض أعوان الأمن في نهاية مداومتهم يلجأون إلى الفرود من أجل العودة إلى مساكنهم .

ماذا كان رد الأحزاب المعارضة؟

طرحنا السؤال على بعض ممثلي الأحزاب السياسية المعارضة بغية إيصال الرسالة إلى الجهات المسؤولة، و البحث عن حلول من أجل تنظم هذه المهنة و معالجة الأزمة بطريقة سلمية ، بدلا من الضغط على المواطن أو الفرود و دفعه للخروج إلى الشارع ، خاصة و أن غالبا ما ترافق الاحتجاجات عمليات تخريب للممتلكات ، كان رد المعارضة أن السلطة مطالبة لفتح نقاش واسع و حرّ معها و مع المجتمع المدني، و أن تجري قراءة متأنية للأوضاع، و معرفة ماذا حققت الجزائر منذ التعددية الى اليوم للخروج بأرضية توافق، و تجنب ما حدث طيلة الـعشرية السوداء، فغياب العدالة الاجتماعية و انتشار الفساد و الرشوة في نظر المعارضة، أحدثت قطيعة بين الشعب و السلطة ، بحيث هناك تراجع كبير في المسار الاقتصادي الذي لم يتحرر، بالنظر الى الأهمية التي يكتسيها في دمقرطة المجتمع، كما أن ضمان سيادة الدولة متوقف على ترسيخ مبادئ الديمقراطية من خلال تعزيز المؤسسات الدستورية و محاربة الإرهاب بكل أشكاله، لإنهاء الأزمة التي تعرفها البلاد من أجل الخروج من هذا الانسداد و الذهاب إلى وفاق جديد، الطريقة تكون من خلال فك النسيج العنكبوتي الباسط خيوطه ، و هم مجموعة من عصابات الفساد استولوا على السلطة سياسيا و اقتصاديا ( ماليا) و إداريا و تربويا و حولوها الى أداة لنهب المال العام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة