الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع طاقات لا طبقات

محمد سرتي

2018 / 2 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فالجدلية إذاً بين روح الذكورة وروح الأنوثة هي جدلية بين طاقة الشمس وطاقة الثقب الأسود، الأولى طاقة عطاء وبذل، والثانية تطلب واستلاب. الأولى تضحوية ناكرة للذات، والثانية طاقة الـ "أنا" والتمحور حول الذات. هكذا يصبح مفهوماً عدم تحقق النبوءة الماركسية بحذافيرها، فطاقة الذكورة في المجتمع لا تلتزم بقالب محدد أو آلية ميكانيكية ثابتة، بل تنزع دائماً لاختراع/ابتكار أساليب وتقنيات متجددة للحفاظ على وحدة وانسجام الكائن الاجتماعي بشموليته، بينما تنزع روح الأنوثة لتجزئة جسد هذا الكائن وتقسيمه لدوائر/خلايا متمحورة حول ذواتها تتعامل بانتهازية مع الدولة/الجسد الاجتماعي أكثر من احساسها بالمسؤولية تجاهه.
فالدفع بالصيرورة نحو الأمام لا يتطلب بالضرورة عملاً ثورياً بالمفهوم الماركسي، بل قد تحصل هذه القفزات بطريقة أكثر ثورية ولكن دون إراقة قطرة دم، وهذا أقرب للواقع كون الثورية الذكورية لا ترتكز بالأساس على مطالب ذاتية أنانية بل تنزع بالدرجة الأولى لتحقيق الخلود للجسد الاجتماعي وليس تفتيته وإفنائه، بمعنى أن الروح الذكورية في المجتمع تدفع باتجاه إلغاء الفردية والتضحية بالمصلحة الخاصة والآنية لحساب التماسك الكلي للمجتمع في رحلته نحو الكمال. وهنا يجب التفرقة بين عبارة "الروح الذكورية" وعبارة "الذكور" فهنالك الكثير من الإناث لديهم من الروح الذكورية أكثر بكثير من بعض الذكور.
الأبوة هي المحبة الناضجة والعاقلة، بينما الأمومة هي المحبة الغرائزية العمياء. فهي إذاً جدلية اللوغوس/العقل مقابل الغريزة، النظام مقابل الفوضى، الوحدة مقابل التفتت، الكل المتناغم/النزعة الإنسانية مقابل النزعة الفردية، خلود النوع مقابل الخلود الفردي، المصلحة العامة مقابل الملكية الخاصة.
فالخبر السار (البشارة) الذي ساقته لنا الفلسفة الجدلية هو أن طاقة الشمس تزيد كلما اقتربنا من نهاية التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل