الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلامي محمد شقير: من اليابان إلى هيئة الإذاعة البريطانية

رشيد نجيب

2018 / 2 / 6
الصحافة والاعلام


ينحدر الإعلامي محمد شقير من مصر حيث رأى النور سنة 1957، اشتغل بالقسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية لمدة ناهزت عقدا من الزمان ابتداء من سنة 1995 إلى غاية 2006. يقول محمد شقير عن هذه الفترة إنها كانت من أمتع فترات حياته العملية والشخصية، فقد جاء الى القسم العربي لبي بي سي قادما من إذاعة اليابان الدولية في طوكيو، حيث عمل مترجما ومحررا ومذيعا في القسم العربي لمدة 8 سنوات بنصف دوام. وأثناء عمله كمترجم وباحث إعلامي في سفارة سلطنة عمان بطوكيو، كتب أول مقال له باسم ياباني مستعار كمراسل لإحدى الصحف السعودية عام 1985 بعد أن استقالت المراسلة اليابانية التي كانت تكتب لتلك الصحيفة.
يتحدث الإعلامي محمد شقيرعن ظروف التحاقه بالبي بي سي قائلا : "أرسل لي والدي، رحمه الله، قصاصة ورق من صحيفة الاهرام لإعلان صغير تطلب فيه هيئة الإذاعة البريطانية مذيعين وصحفيين ومترجمين، ومع الإعلان رسالة قصيرة يحثني فيها على التقديم لهذه الوظيفة، ولكن لكوني أعيش في اليابان فقد استغرق الامر فترة أطول حتى أكملت الاختبارات والمقابلات، ، وفي مطلع يناير 1995 وقع زلزال "كوبيه" المدمر" فرن الهاتف وكان الصوت لمديرة شؤون العاملين "جين ساكسبي" التي تسأل عن حالي لتتأكد من انني لم أصب في الزلزال، وأنني لا أزال استعد للقدوم، وبعدها اتصل بي الزميل المحترم فؤاد عبد الرازق طالبا مني تقريرا عن الزلزال، وكنت قد بعت أثاث بيتي وشحنت ما سأحتاجه واتذكر انني كتبت التقرير على كيس ورق من السوبرماركت بعد أن افرغت ما به من الخضروات والفواكه. أرسلت التقرير على الهاتف وانتقلت الى لندن بعدها بأيام."
كان انضمامه للبي بي سي في نفس المجموعة التي ضمت أيضا بسام عنداري، وصفاء فيصل واحمد مصطفى وعبد الله السعافين وهالة مراد وعمرو الكحكي، وجميل عابد، وهي المجموعة التي عرفت باسم "العشرة المبشرين" لانهم عقب التحاقهم بالعمل بشهور قليلة، تم اغلاق تلفزيون بي بي سي العربي التابع لشبكة "أوربت" السعودية فاستدعى رئيس القسم العربي في حينه "غيمون ماكليلان" هؤلاء العشرة وسلمهم رسائل تفيد بأنه قد يتم الاستغناء عنهم نظرا لوجود فائض في المذيعين والمترجمين المؤهلين الذين يحملون الجنسية البريطانية أو الاقامات الدائمة في بريطانيا، وهو مضطر لتوظيفهم إذا استدعى الأمر. ولكن الأمر لم يستدع، واستمرت المجموعة في عملها. في اليوم الأول لعمله نجح في الوصول الى وزير الخارجية المصري عمرو موسى وكان برفقة الرئيس المصري مبارك في زيارة لطوكيو، حيث تمكن من الوصول الى مقر اقامته واستضافته في حوار إذاعي كان الأول له. انتقل للعمل بقسم المنوعات والموسيقى تحت إدارة الفنان عارف حجاوي الذي تعلم منه الكثير، وقام بإنتاج وإخراج البرنامج المفتوح مع مجموعة من الإذاعيين القدماء وعلى رأسهم عبد الله المعراوي، وسلوى جراح، وندى المهتدي، وعزة الزفتاوي، وعفاف جلال، وفؤاد جميعي، وإسماعيل طه كما قام بإعداد وتقديم العديد من الساعات الحرة، وكان أولها عن قضية الباحث والأستاذ الجامعي نصر حامد أبوزيد الذي حكمت المحكمة بالتفريق بينه وبين زوجته بدعوى الردة، واستضاف الرجل وزوجته والمعارضين له، وكانت حلقة مثيرة، ثم انتج واخرج عدة حلقات من بينها حلقات عن سلسلة اساطير يابانية، ومحمد فوزي، والشيخ إمام، ومواهب غنائية جديدة. وبعد انتقاله الى قسم البرامج الإخبارية وشؤون الساعة قام بإنتاج وإخراج وتقديم العديد من الساعات الإخبارية، مع أسماء لامعة من بينها ماجد سرحان، وماهر عثمان، وإسماعيل طه، وجورج مصري، وايوب صديق، وعلي اسعد، محمد صالح الصيد ورشاد رمضان، وعدنان الشريف. كما قام بتغطية احداث مهمة مثل الانتخابات الإسرائيلية عام 1996، حيث انجز عددا من التقارير والمقابلات للمنوعات والاخبار، وقام بتغطية موفقة من مقر حزب الليكود عشية الانتخابات، وغطى قمة الكومنولث في إدنبره بإسكتلندا عام 1997، ثم الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في صيف عام 2000، واجرى مقابلة مع رئيس الوزراء رفيق الحريري كانت العنوان الرئيسي لصباح اليوم التالي حيث صرح الحريري بأن الانسحاب الإسرائيلي غير كامل وان إسرائيل رسمت خط الحدود على هواها بعد ان احتفظت بعدد من التلال الحيوية، كما غطى الانتخابات الرئاسية الامريكية عام 2004 من واشنطن لكل من الإذاعة والإنترنت. وعلى مدار عمله الإذاعي قام بإنتاج وتقديم عدة برامج من بينها سلسلة من 15 حلقة عن البيئة في العالم العربي تحت اسم "الحياة حلوة"، حظيت بنجاح وتلقى خلالها نحو 2000 رسالة بريدية من المستمعين الذين شاركوا في مسابقة أقيمت في ختام كل حلقة. وأنتج وقدم حلقتين من بانوراما العربية عن مخيم "بذور السلام" للأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين في الولايات المتحدة، كما اعد وقدم سلسلة وثائقية من اربع حلقات عن الذكرى الخمسين للثورة المصرية عام 2002، كانت آخرها عن حرب عام 1967، التي حققت نجاحا كبيرا وعلى اثرها استعان به نجم التلفزيون البريطاني "جيرمي بوين" في كتابه عن حرب الأيام الستة، حيث رافقه في رحلة الى مصر واجرى خلالها مقابلات مع العديد من الشخصيات المهمة في تلك الحرب. أمضي محمد شقير آخر سنتين من عمله في البي بي سي مابين التلفزيون البريطاني للخدمة العالمية للبي بي سي وبين الموقع العربي "بي بي سي ارابيك دوت كوم"، وفي أواخر 2006 استقال وانتقل الى قناة الجزيرة الإنجليزية حيث ساهم في إطلاقها، واستمر بها لنحو عشر سنوات قام خلالها بتحرير وإنتاج برنامج "إنسايد ستوري"، ثم انتقل الى إدارة ضبط الجودة كمنتج تنفيذي قبل ان يغادر الجزيرة في صيف 2016 عقب حصوله على درجة الماجستير فسي دراسات الترجمة، والتحق بعد ذلك بجامعة جورجتاون في قطر حيث يعمل بها حتى اليوم. محمد شقير يواصل الدراسة حيث يسعى للحصول على ثالث درجة ماجستير قريبا في إدارة الطوارئ والكوارث، ويواصل دراسة الموسيقى حيث يعزف آلة القانون التي بدأ في تعلمها في سن الرابعة والخمسين.
نشر محمد شقير العديد من المقالات بالموقع الإليكتروني لبي بي سي وكذا بمجلة "المشاهد السياسي" الصادرة عن الإذاعة وكذا بجريدة الشرق القطرية وبمجلة "عرب" الصادرة باليابان. كما ساهم في إعداد كتاب:"المعايير الفنية لشبكات قناة الجزيرة الإخبارية"، ويقدم إنتاجه باللغات العربية والإنجليزية واليابانية. وإلى جانب عمله الإعلامي، يبدع محمد شقير في مجال كتابة القصة القصيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست