الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا مسؤول عن ظلم أهلي

جهاد علاونه

2018 / 2 / 6
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يعذبني عذاب الذين من حولي, أشعر وكأنني المسئول الرئيسي عن عذابهم, لذلك لا يهمني ما يقال عني, ذو وجهين ذو ثلاثة وجوه ذو أربعة, كل هذا لا يهم, المهم عندي أن أفعل في الوقت الراهن أي شيء يخلص أهلي والذين يعيشون معي من عذابهم, وكذلك الأيام القادمة حبلى بالأحداث فلا أدري ما الذي سيحدث لأولادي من بعدي أو وأنا على قيد الحياة.
أنا لا أطيق رؤية الألم, الفقر المدقع,الألم, السكري, ضعف الكلى, كل تلك الأمور أشعر بأنني مسئول عنها وحصلت بسبب عنادي ورفضي للسقوط.أو رفضي للانخراط في نظام المجتمع الذي أعيش فيه.

أنا في وضع لا أحسد عليه بتاتا, أنا أريد حياة كريمة لكل الناس, ما المانع أن نكون متحابين في الله على اختلاف عقائدنا وأدياننا ومذاهبنا واتجاهاتنا الفكرية؟.

أشعر مثل الحاكم, أو مثل الملك, أشعر كأنني ملك يريد أن يكسب معركة على حساب شعبه, أشعرُ بأنني أقوم بتجويع أخواتي وأولادهن ثمنا لإنتصاراتي, أنا لا أريد العذاب لأحد, لا أريد لقطة أن تتعثر بالطريق بسببي.
لا أريد أن يتعثر كلب في الوادي بسببي.

لا أريد أن أكون حاكما ظالما.

أريد الراحة للجميع, أريد الرفاهية للجميع, لا أريد أن أملء معدتي على حساب معدة أخرى خاوية.

افهموني يا جماعة الخير.
لست بوجه ولا بوجهين, ولكن عندي توقعات سياسية أن سبب فقر أخي وأخواتي وعذاب أولادهن كله بسببي أنا, بسبب صمودي القوي, لا يهم عندي أن أنهار أو يقال عني جبان أو ذو وجهين, المهم أن يتخلص المعذبون من عذابهم, أن يتخلص الجياع من جوعهم.
لا أريد أن أكون ملكا ظالما, أريد أن أحكم بالمحبة وبالتسامح بين الناس.


قبل أسبوع نظرت ليد زوج أختي الصغرى فوجدتها منتفخة من السكري والسوائل, شعرتُ بأنني المسئول عن عذابه اقتصاديا حيث قلة العمل أدت به الى مرض القلب...إلخ, وكل هذا يحدث بسببي أنا, أشعر بأنني المسئول, بل متأكدٌ أنني أنا المسئول.
يا رب لا تظلم أحدا بسببي.

اللهم لا تؤذي أحدا بسببي

إذا بقيت مصرا على موقفي فهذا معناه أنني أعرض رعيتي للأذى, رعيتي هم: أهلي, الكل محاصر بسببي,أو أشعر أنهم بسببي لا أريد للعيون أن تدمع ولا للأيدي أن تُثقب.
يا شباب: اللي بوكل بالعصي مش مثل اللي بعد فيها, هكذا يقول عندنا المثل العامي, أشعر بل وأتألم كلما رأيت أحدا من أهلي يتألم بسبب ضيق العيش.
وحتى لو كنت رجلا فولاذيا أو حديديا فهذا لا يعني أن المحيطين بي بنفس قوتي, من هذا الباب أنا أود التغيير حتى لا أتحمل مسئولية غيري أو أن أحمل وزرهم ومشقتهم في الحياة.
صار عندي شعور أنني رجل ظالم لنفسه ولغيره من الناس, رجل أناني لا يهمني إلا نفسي فقط لا غير ولا أهتم للآخرين, صار عندي شعور أنني لص أسرق صحة غيري لكي أزداد صحة على صحة, وأريد أن أخلص نفسي من هذه الشرور, حب الذات شر كبير ولا أريد أن أحب ذاتي, لا أريد أن أبتسم على حساب دموع الآخرين,وأينما رأيتُ ظلما في عائلتي أشعر أنني المسئول عنه بشكل كبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - واذا عزمتم فتوكلوا
بولس اسحق ( 2018 / 2 / 7 - 04:19 )
اتجه على بركة الله للناحية التي توفر لك العيشة الكريمة... فلست الأول ولا الأخير يا اخ جهاد... فهذا كان حال الشعوب والافراد التي سيطر عليها الغزاة... اما التجويع والذل والجزية واما اشهد ان لا الله ولا محمد رسول الله... فلا احد يلومك لأننا من نفس محيطك وادرى بالأحوال وكيف تجري الأمور في هذه المستنقعات... تحياتي.


2 - جلد الذات لا يجدي يا جهاد
يوسف ابو بكر / الأردن ( 2018 / 2 / 7 - 11:43 )
أتابعك وأتابع كتاباتك منذ خمسة أعوام على الأقلّ ، وللأسف ، فأنت تسير في طريق شديد الوعورة وأراك وقد أضعت البوصلة تائها الآن بين بقايا ماركسية كان استاذك فيها ناهض حتر وبين مسيحية طوباوية لا أدري عمّن أخذتها ، وها أنت الآن قد بدأت بجلد ذاتك على ما تعتقد أنك تسببت فيه من ( عذاب ) لأهلك وأسرتك والقريبين منك . ... يا أخي جهاد علاونة ،، أعتقد أنك في حاجة إلى التركيز بشكل أكثر وعيا وإدراكا لمشاكلك الشخصية ومشاكل مجتمعك المحلّيّ
كن ما تريد أن تكونه ، ولكن بصدق وبعيدا عن الإستعراض غير المجدي
الفقر ليس عيبا يا صديقي ، وفي نفس الوقت هو ( أعني الفقر ) لوحده لا يصنع ثورة ولا يغيّر شيئا
الوعي بالفقر هو ما يغيّر وهو ما يصنع الثورة .ا
كن متصالحا مع نفسك ومع محيطك ومع مقتضيات المرحلة.ا
لن أناقشك في موضوع الأديان ، فأنا أحترم الأديان جميعا وكذلك المتديّنين.ا
المهم ، بل الأهم أن تمارس قناعاتك دون أن تتأثّر بفلان أو علاّن.ا


3 - أكبر بل أعظم تحية لمشاعرك النبيلة يا جهاد!
أفنان القاسم ( 2018 / 2 / 7 - 14:14 )
مشاعرك الإنسانية مشاعرك نحو أسرتك مشاعرك نحو غيرك مشاعرك نحو العالم، أنت لم تجلد ذاتك، أنت عبرت عن حسك عن وجدانك عن أصالتك، وبكلماتك الساخنة النادرة هذه أنت ترفع معنويات كل من يعاني كل من يأمل...


4 - أشكركم
جهاد علاونه ( 2018 / 2 / 9 - 08:09 )
أشكركم على مشاعركم الطيبة تجاهي وتجاه قضايانا المصيرية من افقار عمد للشعوب وتجويع وتجاهل للمثقفين,.

اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام