الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آآخ من الاسترالية !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 2 / 6
كتابات ساخرة


*****************
صدقوني يا جماعة الخير!، كل أنواع الأنفلونزا كوم ، والأنفلونزا الاسترالية كوم آخر!! ، حتى انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور بل حتى انفلونزا القطط وانفلونزا الفيران بجوار هالمقصوفة الرقبة (الاسترالية) ولا حاجة وليست شيئًا مذكورا!! ، أنا طول عمري (متفلونز) في كل شتاء منذ ايام طفولتي حتى الشتاء الماضي لكن مثل هذه (الاسترالية) عمري ما شفت وعمري ما جربت!! ، فهي – وقاكم الله شرها - ما إن تقتنصك على حين غرة من خلال عطسة عابرة حدثتْ بجوارك - بحسن نية - في إحدى مشاويرك اليومية في المواصلات العامة حتى (توريك النجوم) في عز الظهر!، وتبهدلك وتكركرك من رجليك على الارض وتغرس أظافرها في حلقك، ثم وبعد عدة ايام حينما تكون حضرتك قد صرتَ في حالة يُرثى لها تتظاهر هذه الاسترالية بأنها على وشك الإنسحاب وتركك في حال سبيلك وتأخذ في لملمة حقائبها كأنها تريد العودة من حيث أتت أي استراليا ، فيفرحك ذلك كثيرًا فتستعيد حيويتك وتركض محاولًا استرداد نمط حياتك اليومية العادية، ولكن يا فرحة ما تمت!، فما إن تقصد سريرك عند حلول الليل حتى تكتشف في منتصف الليل أنها نائمة بجوارك في نفس الفراش بقرونها!!، وحين تهب مفزوعًا من شدة الصدمة تفتح عينيها وهي تبتسم لك ابتسامة (اسماعيل ياسين) في فيلم (مستشفى المجانين)!!، وتعود فتنبش أظافرها ومخالبها في حلقك وتبهدلك آخر بهدلة فتجد نفسك قد رجعت للمربع الأول مرة اخرى ، حرارة وسعال ورقبة مجرحة جروح عميقة تؤلمك بشدة حتى لمجرد شرب الماء!! ، وتظل هذه الاسترالية – سيئة الذكر – ترفسك برجليها وتلكمك بذراعيها كأنها حيوان (الكونغر) الاسترالي الهائج !، فيما تظل أنت تتلقى كل هذه الرفسات والركلات مُسلِّمًا امرك لله! ، ومع شدة وطول المعاناة تذهب للطبيب مع انقضاء الأسبوع الافتراضي للانفولونزا فيقول لك: (ليس لدي ما أقدمه لك سوى أن أنصحك بالتزام الدفء وتناول الحبوب المسكنة للألم والمضادة للحرارة كل 4 ساعات والغرغرة بالماء والملح!!) ، تنظر للطبيب بعينين زائغتين وأنفك يقطر ألمًا وأشياء أخرى!!، وتقول لنفسك في استغراب واستنكار: (هل هذه آخرتها!!؟؟، فهذه النصائح العامة حتى جدتي تعرفها (!!) ومش محتاجة لا شهادة دكتوراة ولا موعد طويل عريض في العيادة !!) ، فتشد الرحال للصيدالية وتشرح لسعادة الصيدلي ظروفك الصحية ومعاناتك النهارية والليلية مع السيدة سيئة الذكر الأسترالية وعمايلها السودة معك خصوصًا قصة نبش مخالبها في حلقك بتلك الطريقة الداعشية الارهابية العنيفة!!، فينظر إليك السيد (الصيدلي) من أعلى رأسك متأملًا نوع قبعتك إلى أخمص قدميك بنظرة تقيمية ويدقق النظر جيدًا في نوعية حذائك الذي تنتعله!!، ثم يفرك يديه في حماسة ويخبرك بأنه يوجد لديه (بخاخ) يفيد حالتك ولكنه غالي الثمن قليلًا!!، ويستفيض في شرح فوائده السبعة لحالتك مؤكدًا لك بانه مسكن موضعي فعال لألام الحنجرة، فتشعر بحماسة منقطعة النظير لهذا البخاخ وتنظر إليه كما لو أنه المهدي المنتظر الذي سيزيل عنك مظالم هذه الاسترالية اللعينة ويملأ جسمك صحة كما مُلأ مرضًا!!، تخرج محفظتك وتضع جميع ما فيها أمام الصيدلي كما لو أنك تقول له : (خذ ما تشاء يا سيدي من النقود ولكن دخيل الله خلصني من هذه الاسترالية)!!، يخطف منك نقودك على عجل ويناولك البخاخ المذكور وهو يقول لك بلهجة وثوقية قاطعة : (بخ منه ثلاث مرات في فمك كل ثلاث ساعات وستجد نفسك مرتاح 100% و24 قراط) !! ، فتخطف بيدك قنينة البخاخ وتطير بها نحو البيت وأنت تكاد أن تطير من شدة الفرح معتقدًا بأنك وبعد أسبوع كامل من العذاب المهين وأنت تتخبط في قبضة الاسترالية ستخلد للنوم أخيرًا بلا لكمات ولا رفسات الكونغر الاسترالي ودون احساس بمخالبه على رقبتي من الداخل!، ولكن سرعان ما ينتهي شهر عسل أحلامك وأوهامك وتجد نفسك وجهًا لوجه مع الحقيقة المرة!، فبالرغم من استعمال البخاخ بالبخ في داخل فمك نحو حلقك ثلاث مرات كل ثلاث ساعات فإن شيئًا لم يكن ولم يتغير شيئًا!!، فالكونغر الاسترالي ظل يرفسك ويلكمك ويخنقك ويقول لك بلهجة ساخرة وهو يضحك ويلعب لك حواجبه مرددًا مرارًا وتكرارًا : (يا حبيبي!!، بخ أو لا تبخ !!، بخ لغاية صبح بكره أنا مش راح أسيبك!!) ... تنظر إليه في مزيج من الرعب والاحباط الشديد ورأسك يغلي غلي كالمرجل بل ومن شدة الحرارة تعتقد أنه أحيانًا وبدل أن يصفك ساخرًا بقول (يا حبيبي!) يخاطبك باللهجة الشامية بقوله: (يا زلمي)!! .... تتعجب من ذلك وتقول في سرك: (لك منذ متى والكناغر الاسترالية تتحدث باللهجة الشامية "أولوه")!؟؟؟، ولكنك سرعان ما تتذكر بأنك هذه الأيام وقد أصبحت قعيد الفراش بسبب ما فعلته بك هذه الاسترالية أخذت تتابع مسلسل (الخربة) الرائع لتمضية الوقت والبحث عن ما يسليك وينسيك همومك ويبدو أنك كنت قد اندمجت مع حلقات المسلسل حتى أصبحت كأنك من سكان تلك (الخربة) الطيبة الهادئة قبل أن تداهمها الإنفلونزا!، فلعل بسبب ارتفاع الحرارة اختلطت خطوط شبكة الدماغ واختلط الحانبل بالنابل وبدل أن يخاطبك الكونغر الإسترالي بالإنجليزية حدثك بالشامي " أولوه"!!..... هكذا فسرت الأمر وربما لا يكون الأمر كذلك!.

الشاهد!، أنني رميت ذلك البخاخ اللعين عديم الجدوى في الكناسة من شدة قهرتي وانا أسب ذلك الصيدلي الانجليزي الذي ورطني فيه وابتلع نقودي على الفاضي!!، وتركتُ العقاقير والأدوية الكيمياوية وراء ظهري وشددتُ الرحيل لعالم الاعشاب وخلطات العسل والزنجبيل والكمون والكركم والليمون والبصل والثوم، ووووو....الخ .... وشاهدت مليون يوتيوب بالخصوص!!، وتناولت كمًا هائلًا من شتى أنواع الاعشاب الطبية وشربتُ ألوف الأكواب من خلطات البركة والطب الشعبي والطب البديل ولكن - والله صدقوني – كأن شيئًا لم يكن!، حتى بخفي - طيب الذكر - السيد (حُنين) لم أعد!، فلم تؤثر كل هذه الاعشاب وخلطات البركة والوصفات الشعبية في السيدة سيئة الذكر الاسترالية ولو ملي جرام واحد ولم تزحزحها من فوق صدري وحنجرتي ولو ملي متر واحد !!، بل والله العكس هو الذي حدث!!، فكأن الاعشاب المنقوعة في العسل والليمون زادتها قوة على قوة وعنفوانًا على عنفوان وحيوية على حيوية فصارت تشطح وتنطح!!، تخيل معي (كونغر استرالي) وقع في وليمة لذيذة من العشب والعسل!!، فماذا تتوقعون!؟؟، يا عيني والله!!، الحال كحال (بدوي جائع ووقع في عصيدة بالسمن والرب!!) وهكذا وبدل من أن يتغذى جنود جهاز مناعتي المكلف بحراستي وحفظ أمني الصحي على كل هذه الاعشاب وأنهار العسل والليمون تحولت كل هذه الأخيرة إلى ولائم تتغذى عليها فيروسات الانفلونزا الاسترالية التي أخذت تلعق أصابعها في سرور وتلذذ وهي تصيح في شراهة ولهفة: (هل من مزيد!!؟؟) .
الشاهد أن هذه الأنفولونزا الاسترالية حرنتْ ثم كنغرتْ وطاب لها المقام في جسمي وهاصت ولاصت وحاست وباست بل وأخذت ترقص رقصة استرالية وسط بيتي في شماتة فيما أنا وبعينين محمرتين مغرورقتين بالدمع - وأنفي يقطر ألمًا وأشياء أخرى! - أنظر إليها في يأس واحباط !!!..... اتصل بي أحد الأصدقاء وسألني عن أحوالي وأخبرته بالحال فشككني في الموضوع برمته قائلًا: (وما أدراك أنها استرالية!!؟؟) ثم أردف: (قد تكون الأسبانية أو حتى الإسرائيلية!!؟) فضحكت رغم مرضي - وشر البلية ما يضحك - حتى اختلط ضحكي بسعالي فلا تدري أضحك هذا أم سعال ديكي!؟؟ ... فقلت له ممازحًا: (ولماذا لا تكون عربية!!؟؟) فصاح متحدثًا بكل جدية قائًلا : ( فال الله ولا فالك يا أخي!!) ، فقلت له مستغربًا : (إلى هذه الدرجة!؟؟؟) ، فقال وكأنه يصيح من شدة الفزع : (وأكثر!!) ثم أردف : ( ألا تتابع الأخبار وما يجري في العالم العربي يا زوول!؟؟) ، واستغربتُ مخاطبته لي بعبارة (زوول) فهي عبارة من اللهجة السودانية وهو كما أعرفه عراقي من أصل كردي كما أنه يعرف جيدًا أنني ليبي ولست سودانيًا !!، فلماذا – إذن - خاطبني بعبارة (يا زووول) السودانية!؟؟، ولم يبق لي من تفسير إلا أن (مقصوفة الرقبة) الحمى الاسترالية عادت كعادتها السابقة لتعبث بخطوط ووصلات دماغي مرة أخرى فتقوم بخلط الأوراق وخلط (الشامي) على (المغربي) من باب تشتيت ذهني أو على طريقة (فرق تسد)!!، خصوصًا أنني تذكرت بأنني كنت قد تابعتُ وشاهدت الأيام الماضية خبرًا مصورًا في قناة BBC الناطقة بالعربية عن مشروع لمكتبة متنقلة تطوف الشوارع في الخرطوم!، ومن يدري!؟ ، فقد تكون الحمى الاسترالية خلطت الحابل بالنابل هنا كما فعلت هناك بعبارة (يا زلمي) الشامية!!؟... الشاهد أنني ودعت صديقي العراقي وأغلقت سماعة الهاتف وأخذت أفكر في أمر هذه الانفلونزا التي أصابتني هذا الشتاء وما جنسيتها وطبيعتها!؟ فهي من حيث كونها (انفولونزا) فهذا أمر لا شك فيه ولا جدال فيه ولن يتناطح فيه عنزان أو حتى ثوران!!، لكن المعضلة هنا هي من أي أجناس الانفلونزا هي هل أسبانية أم استرالية أم بريطانية أم أممية أم هي عربية!؟ ، وأنتهى بي الأمر إلى أنها لو كانت انفلونزا عربية فالدليل سيكون هو أنني سأرى (الفيل يطير!!) في الهواء مثل العصافير فهذه أهم أعراض الانفلونزا العربية على المشهور!، فلو حصل هذا فهي بلا شك عربية 100% !، لهذا أحضرتُ صورة ضخمة لفيل يمشي على الأرض وعلقتها على الجدار الذي أمامي وأنا مستلق على السرير لعل وعسى استيقظ في اليوم التالي فأجد هذا الفيل وقد طار!! ، ولتنتهي كل هذه القصة وتعود المياه لمجاريها............ ويا جبل ما تهزك ريح!!!.
******************
اخوكم (الاسترالي) المحب : سليم الرقعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما