الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم مرة هزمتنا الخيانة دون قتال

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 2 / 7
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عندما تتابع كفاح الشباب والأطفال في فلسطين ضد قوى الإحتلال وتضحيتهم بالحرية والروح والبيت وكل غالي ونفيس في سبيل قضيتهم العادلة، لا تملك إلا أن تقارن هؤلاء بمن باعوا شرفهم وتخلوا عن أرضهم بمليء إرادتهم ودون قتال مقابل المال والمنصب وإتفاقات لا تعود إلا على أصحابها بالفائدة، بينما هي بمثابة عار وخسارة ودمار على المنطقة بأكملها.

إن الكيان الصهيوني ما كان ليستمر ويتضخم ويسيطر لولا الخيانة ولولا العمالة، ولولا أن هناك أشخاص بلا شرف قرروا التنازل عن الحق والعدل والثوابت مقابل كرسيهم الزائل الذي لو كان لأحد أن يحتفظ به ما وصل إليهم.

إنه لشئ مخزي ومؤلم أن يتم تسليم أراضي مصرية يصرخ إسمها الفرعوني بمصريتها، وتحتل جزءا لا ينكره إلا الخائن في تاريخنا وجغرافيتنا، يتم تسليم هذه الأرض العزيزة بدون قتال ولا معركة قضائية مقابل نيل رضا الكيان الصهيوني الذي أصبح يملك سلطة تعيين العديد من الحكام العرب وحمايتهم حتى من أبناء جلدتهم.

ولم يتوقف الأمر على تسليم الأرض ولكن نهبت الثروات وضاع كل غالي ونفيس، ومازال الراقصون على جثة الوطن يرقصون ويكذبون ويكذبون ويكذبون.

يتصارعون كالكواسر على الجسد الميت ينهشوا ما بقي فيه من لحم، ويتسابقون على إختطاف العظام، ويتهمون الثكالى بالخيانة والعمالة، وما وضعت مثل هذه الكلمات في اللغة إلا لتصفهم هم.

يتآمرون لدفن القضية، وللخلاص من البقية الباقية من شرفاء في أرض العرب، يسعون جاهدين لاستكمال مهمتهم في خدمة المحتل وتكليل المنطقة بالعار والدمار، وتغييب الغالبية العظمى من الشعب والذين يساقوا إلى حتفهم كالماشية التي تساق إلى سكين الجزار.

هم أعداء لكل ما هو طاهر ونبيل وشريف، لا يطيقون رائحة الكرامة، فيعملون بألسنتهم وبكل ما أوتوا من قوة لتشويه البقية الباقية من شرفاء يتمسكون بالأرض ويحافظون على العرض.

لقد أصبحت قيمتهم تعتمد على مدى خيانتهم وعمالتهم لقوى الإحتلال والدول الإستعمارية، لقد نجح الإحتلال الصهيوني وعبر كامب ديفيد في ضمان وصول أسوأ العناصر وأكثرها خسة إلى أعلى المناصب، بل أنه يحمي وجودها ويغطي على جرائمها عبر آلته الإعلامية وبكل ما أوتي من قوة ونفوذ.

لا أعرف ماذا قال الجنود المصريون لأنفسهم وقت أن تركوا تيران وصافير، وماذا قالوا لأنفسهم وهم يشاهدون الطائرات الإسرائيلية تغير على سيناء الحبيبة بأكثر من مائة طلعة جوية؟

أيها الجندي من غير عقيدتك؟

إن الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة أصبحت مجندة بكل طاقتها لقهر وإذلال وتشويه القلة القليلة الصامدة المحبة للوطن، بأكثر مما كان عليه حال البوليس السياسي إبان الإستعمار البريطاني لمصر!

فزت بالفخر والمجد والعزّة يا جرار والعار على باعة الأرض والعرض الذين إنعدمت لديهم الكرامة والنخوة والشهامة والشرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية