الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة العراق المائيه هل من حلول

عبد الكريم حسن سلومي

2018 / 2 / 10
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


محنة العراق المائيه هل من حلول
منذ بداية سبعينات القرن العشرين الماضي والشعب يسمع اصوات تنادي وتحذر من أن منطقة الشرق الاوسط عامة والعربيه خاصة ستعيش ازمة مياه ولكن للاسف لم يستمع احد لهذه الاصوات وبقيت سياسات دول المنطقه العربيه بشأن ادارة الموارد المائيه تعيش بنفس الاساليب السلبيه ولم تتغير بصوره تتناسب مع حجم المحنه التي نعيشها واقعا اليوم
ففي هذه الايام بدأت حاجة الانسان بالمنطقه للمياه تزداد بصوره اكبر واكثر من الكميه التي توفرها له الطبيعه مما خلق ذلك ازمة حقيقيه للمياه احدثت فجوه كبيره تزداد اتساعا بمرور الزمن .
لقد قدرت كثير من الدراسات وبينت ان منطقة الشرق الاوسط عموما سوف تتعرض الى الجفاف والتصحر وستكون الصوره واضحه للعيان بعد 2025 وها هو بلدنا العراق قد دخل فعلا في مرحلة الازمة المائيه
فالعراق يعتمد على عدة مصادر مائيه منذ الازل وهي تتمثل ب
*الامطار :والتي تتساقط بصورة قليله وغير منتظمه لكون البلاد اصلا تقع في المنطقة الجافه وشبه الجافه وتعيش اليوم تحت تأثيرات التغيرات المناخيه المصاحبه لظاهرة الاحتباس الحراري
*المياه السطحيه ؛وهي تتمثل بواردات نهري دجله والفرات وروافدهما والعيون والينابيع والكهاريز والبحيرات الطبيعيه والصناعيه وخاصة بشمال البلاد
*المياه الجوفيه :والتي تستخرج من اراضيه بواسطة حفر الابار السطحيه والأرتوازيه
*مياه غير تقليديه:وهي المصادر الاخرى والتي لم يستخدمها العراق لحد الأن بصوره فعاله والمتمثله بمياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي .
ان مصير اي بلد اليوم واستقلاله السياسي اصبح مرتبط ارتباطا كبيرا بكيفية استغلاله لموارده وثرواته الطبيعيه والتصرف المنطقي والعقلاني بها وبخاصة المياه والارض
ففي العراق اليوم اصبح للمياه بعد سياسي خطير سواء داخليا او خارجيا فقد بدأ استخدام ورقة المياه هذه كورقة ضغط سياسي للحصول على عدة مكاسب سواء داخليا او خارجيا
فدول الجوار العراقي المتشاركه بالمياه مع العراق تتحكم اليوم بما يقارب 85% من مياه العراق الجاريه لذلك نرى ان العراق اليوم يعاني من محنة كبيره بشأن ثروته المائيه ولاسباب عديده منها
1-زيادة عدد سكان العراق والتي ادت للحاجه الماسه لكميات مياه اخرى تتناسب مع الزياده السكانيه ومتطلباتها من الغذاء والتطور العمراني الذي يعيشه البلد بعد حروب طاحنه انهت الكثير من ثرواته
2-يعاني العراق وبصوره واضحه من مشكلة تلوث المصادر المائيه بفعل تصرفات داخليه يقوم بها الشعب وخارجيه تقوم بها دول المنبع حيث يتم رمي النفايات البلديه والصناعيه والصحيه بمصادر المياه قبل معالجتها اضافة لمياه المبازل المالحه والصوره واضحه جدا بمشاهدة مناطق كثيره بالبلاد
3-سياسات دول الجوار غير المنطقيه بتنفيذ مشاريع اروائيه او مائيه والبعض منها ذات ابعاد سياسيه واضحه دون استشارة العراق كما حددت القوانين والاعراف والاتفاقات الدوليه
4-تأخر العراق ولحد اليوم بوضع استراتيجيه واضحه عمليه وحقيقيه لايجاد الحلول والبدائل لمشكلاته المائيه الداخليه والخارجيه
5-تخلف العراق تكنلوجيا وصناعيا لحد الأن زاد من تأثيرات المسأله المائيه مع عدم استغلاله لثرواته الطبيعيه بصوره كفوءه
6-تراكم اخطاء وسوء ادارة الموارد المائيه من عشرات السنين حيث الاهمال الواضح للبنى التحتيه لاغلب المشاريع المائيه بسبب الظروف التي مرت بها البلاد والحروب التي ادت لقلة التخصيصات الماليه لأدامة وتطوير البنى التحتيه لمشاريع المياه عموما
7-ان اغلب طرق استعمالات المياه في العراق ولكافة المجالات تعاني من التخلف وقلة الكفاءه
8-يفتقر العراق كواقع للتطور الفني في تشيد البنى التحتيه الخاصه بمشاريع المياه مع تخلف واضح في اغلب مؤسسات ادارة المياه وقلة كفاءتها للحفاظ على الموارد المائيه
9-قلة مشاريع الخزن بالعراق حيث ان العراق لم يستثمر الظروف المناخيه الطارئه التي مر بها والتي جلبت كميات كبيره من المياه بفترات عديده مما ادى ذلك لضياع هذه الثروه وذلك بسبب عدم وجود خطة خزن جيده وقلة امكانيات الخزن الجيده الطبيعيه والصناعيه وتأخر تنفيذ الكثير منها والتي اقترح انشائها من بداية تشكيل الدوله العراقيه الحديثه ولازال العراق يتفرج على دول الجوار والمنابع وهي تبني وتشيد المشاريع العملاقه الخاصه بالمياه
10-ان سوء ادارة الموارد المائيه عموما جعل العراق يعيش بخلل كبير بالموازنه المائيه وهذا يعني انه يعيش اليوم ازمة وفجوة كبيره بين الطلب والعرض
11- لازال العراق يعاني ولليوم من الافراط بالاستخدامات المائيه مع التلوث الكبير لمصادر المياه واهمال واضح بالجانب التشريعي في مجالات استخدام المياه
وهنالك الكثير من الامور التي تتطلب منا طرحها بشفافيه عاليه وبغية تجاوز جزء كبير من محنة البلاد المائيه نرى ان جزء من الحلول هو باتباع التالي
1-اعداد خطه استراتيجيه صغيرة المدى (5 سنوات)واخرى بعيده على ان تكون واقعيه قابلة للتنفيذ لادارة الموارد المائيه ولكل المجالات على ان تنفذ الخطه الصغيره المدى فورا وبرعاية اعلى سلطه في البلاد لتجاوز ازمة المياه اليوم
2-وضع تشريعات جديده مع تطوير القديمه منها والخاصه باستخدامات المياه والمحافظه عليها تتناسب مع حجم الازمه ومنح القطاع الخاص الدور الاكبر في الاستثمار بمجالات استخدامات وتجهيز وادارة مشاريع المياه للمساهمه في تنمية وتطوير ادارة مشاريع المياه
3-اصدار التشريعات الخاصه بمراقبة تلوث مصادر المياه واستخدام تشريعات صارمه وسلطه تنفيذيه قويه لتطبيق هذه التشريعات للحد من ظاهرة تلوث مصادر المياه المنتشره بعموم البلاد
4- وضع تشريعات مع التنفيذ المباشر وفورا لتشكيل جمعيات مستهلكي المياه لجعلها فعاله حقا
5-اجراء دراسات شامله ودقيقه وحديثه علميه لجميع موارد المياه وعمل موازنه مائيه على ضوء هذه المعلومات ولجميع مجالات الاستخدام
6-تأسيس مجلس وطني اعلى للمياه يتشكل من المختصين والخبراء والاكاديميين حصرا يتولى وضع الاستراتيجيات لادارة موارد المياه واستعمالاتها على شرط ابعاد السياسه عن هذا المجلس
7- السعي بجديه لاستخدام مياه الصرف الزراعي وتطويره
8-تطوير المشاريع المائيه القديمه عموما وتحديثها بما يتناسب مع التحديات اليوم
9-منح التسهيلات لمستخدمي المياه بالزراعه لحثهم على التحول لطرق الري الحديثه وتطوير مزارعهم لادارة المياه بكفاءه
10-توحيد مؤسسات الدوله ذات العلاقه بالشأن المائي وجعلها ادارة واحده لغرض المرونه بالتعامل والسيطره على ادارة الموارد المائيه بكفاءه
11-وضع وتوقيع اتفاقيات ثابته مع دول الجوار(المنبع المائي)بشأن المياه وتقاسمها تظمن حصه مائيه للعراق طبقا لقواعد القانون الدولي والاعراف والاتفاقات الدوليه ويراعى بها المكتسبات التاريخيه للعراق
12-وضع تسعيره للمياه بكل مجالات الاستخدام وعدم جعلها شبه مجانيه على ان لاتكون هذه التسعيره تجعل من المياه سلعه كما يريد الغرب الامبريالي لذلك وتكون الغايه منها هو ترشيد الاستهلاك والمحافظه على المياه والحد من الهدر
13-انشاء انظمه ومشاريع لتجميع المياه(الحصاد المائي)حتى على مستوى القرى والقصبات والمنازل للاستفاده من كل قطرة مياه
14-تغير السياسه المائيه الحاليه في استغلال الموارد المائيه لكونها خاطئه ومتخلفه مع اعطاء اهمية لاستغلال المياه الجوفيه بالطرق الحديثه وكذلك استغلال المياه الاخرى الغير مستغله
15- اكمال منظومة السدود الكبرى والمشاريع المائيه العملاقه
16-ترشيد استهلاك المياه واتباع الاساليب الحديثه مع نظام مراقبه كبير وازالة كل المخالفات والتجاوزات مع وضع خطط جديده لتشغيل منظومة السدود والخزانات والمشاريع الاروائيه والتأكيد على السقي الليلي فيها
17- ضرورة انشاء صندوق مالي لاغراض ادامة وتشغيل وصيانة منظومات المياه الصحيه والزراعيه والصناعيه
18-اعطاء دور كبير لمنظمات المجتمع المدني برسم السياسه المائيه في داخل البلاد
19- اعادة النظر بطرق واساليب تنفيذ مشاريع الري واعادة النظر بالسياسات الزراعيه والتوقف كليا بالوقت الحاضر عن تنفيذ اي مشاريع اروائيه
20-تنفيذ سياسه مائيه مبنيه على مبدأ الاداره المتكامله للموارد المائيه وعدم تجزأة هذه الاداره بين عدة مؤسسات حكوميه كما يحصل اليوم والتي سببت فشل ادارة الموارد المائيه
21- التفكير بصوره جديه ومن الأن بكيفية توفير وتأمين المياه للاجيال القادمه .
هذا مانراه على الاقل اليوم من حلول لتجاوز ازمة المياه ومحنتها التي تعصف بالبلاد اليوم داعين المولى ان يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد

المهندس
عبد الكريم حسن سلومي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة