الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة العارية

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 2 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



منذ تولي السيسي السلطة ونحن نعيش في فيلم هابط طويل لا يبدو له نهاية، وهو أيضا فيلم تغيب عنه كل مقومات المهنية فالنص ركيك وأداء الممثلين غير مقنع، والتنفيذ في غاية التفكك والإخراج مثير للغثيان، ورغم ذلك فليس لدينا أي وسيلة لإنهاء هذه المهزلة.


ولو كان من السهل عليك أن تترك مقعدك إذا لم يعجبك الفيلم الذي تشاهده في السينما ولم يكن يحترم عقليتك كمشاهد، فأنت في مصر مضطر رغما عنك وتحت وطآة إرهاب النظام أن تفتح عينيك وتشاهد ولا تتمكن من الصراخ قائلا: أوقفوا هذا العبث!


النظام لا يتوقف يوما عن إنتاج مشاهد غير حقيقية ولا مقنعة، سواء على المستوى الإقتصادي أو السياسي أو الأمني أو في كافة القضايا التي تهم مصر والمصريين.


وحتى إذا كانت الأوضاع الإقتصادية مزرية وتصنيف مصر متراجع للغاية في كافة التصنيفات الإقتصادية، وكل التقارير الدولية تؤكد على فشل هذا النظام وسياساته في هذا المجال، عليك أن تشاهد الإحتفالات اليومية بالنجاح وكيف يكافيء النظام نفسه وأتباعه على نجاحهم الساحق وتستمع إلى أكاذيب إعلامه حول عنق الزجاجة والصبر ودعم الدولة، وأنه على المواطن أن يكتفي بوجبة واحدة في سبيل بناء مصر!


ولا مصر تبنى ولا هؤلاء الذين ينصحونك بالتقشف تبدو عليهم أمارات التقشف بل أنهم ينالون مزايا على قدر طاقتهم على الكذب والتدليس والإنبطاح.


وكذا الحال في مسألة مكافحة الإرهاب، والإرهاب لم يظهر إلا بعد أن تولى هذا النظام مسؤولية إدارة البلاد، وهو يحرص على بقاء مسألة الإرهاب أمر يكتنفه الغموض ويفتقد تماما إلى الشفافية، فلا نحن نعرف من هؤلاء الذين ينفذون عمليات ضد الجيش والشرطة ولا ماذا يريدون، وسيناء يتم التعتيم عليها ويمنع نقل أخبارها اللهم إلا عبر بعض التسجيلات المسربة وبعض الصفحات التي تعمل على استحياء عبر مواقع التواصل الإجتماعي.


بل إن العمليات الإرهابية تأتي دوما في أوقات ومناسبات ليمكن إعتبارها غطاءا مناسبا لتمرير العديد من الكوارث التي ما كانت لتمر في الظروف الطبيعية وفي عدم وجود هذا الوحش الخرافي المجهول الذي لا يظهر لنا منه غير طرف ذيله.


وأخيرا يأتي الفيلم الضخم الذي تشارك فيه المجاميع والأدوات ويتم تقديمه إعلاميا وسط زفة بالطبول والدفوف، وأيضا نحن لا نفهم ولا يجب علينا أن نسأل ولو سألنا لما أجابنا أحد إجابة شافية وذلك من خلال هجوم عام شامل على "الإرهاب" فليصمت الجميع إذا، لا تتحدثوا عن مسرحيات إنتخابية ومقاطعة ولا تسألوا ماذا فعلنا بكل من سولت له نفسه الترشح أمام المخرج الفاشل.


نظام لم يتورع عن التفريط في أموال الشعب وأراضيه ومقدراته وكل ما يضمن له البقاء والعزّة والقوة، وكأن هناك ثأر مبيت بينه وبين البلاد والعباد، وكأنه أقسم على القضاء على كل شئ ذا قيمة وعلى إيغار الصدور وإغراق البلاد في الفقر والفوضى والجهل والتضليل.


نظام طالب المصريين بتفويضه لمحاربة الإرهاب المحتمل فاستيقظ الناس على ممارسات إسرائيل الإرهابية فوق أراضي سيناء المصرية وضد أهالي سيناء، بمعرفته ومباركته.


كيف لنا أن نصدق أي شيء يقوله نظام كاذب، الكذب دينه وديدنه؟ كيف تصدق نظام مازال يكذب حتى بعد إنفضاح العديد من أكاذيبه الضخمة، عبر تسريب موجه الإعلام في المخابرات الحربية، وتسريب المدنيين الذي قتلوا بدم بارد وقيل عنهم إرهابيين مسلحين.


كيف تصدق نظام حين يقتل خمسة أبرياء ويلفق لهم تهمة قتل ريجيني ولا يحاسب أحد بعد تفنيد حجتهم والتأكيد على أن هؤلاء ليس لهم أي دخل من قريب أو بعيد بالجريمة؟


كيف تصدق نظام لا يفعل سوى الكذب ولا يقول سوى الكذب ولا يحارب إلا الصادقين ولا يؤذي إلا كل محب لهذا الوطن الذي أضاعوه ودمروه.


إن سحب الكذب السوداء ومهما تراكمت في الأفق وحجبت الحقائق عن العيون، سيأتي اليوم الذي تبددها فيه شمس الحقيقة وتسطع، ليعرف الجميع من الذي باع ومن الذي خان ومن الذي أجرم وضيّع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث