الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسقطت العباءة وظهر الحق

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)

2018 / 2 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وسقطت العباءة وظهر الحق
جملة مميزة من الفيلم المصري "محامي خلع" عندما سقطت العباءة لتظهر شيء من ظهر الفتاة وكتفها , وقد بات يرددها الكثير عندما يظهر شيء كان مخفياً وتصعب رؤيته بعد إن كان مغطى ومحجوب عن النظر او مقدس .
حادثة الاعتداء على ممثل المرجعية من قبل احد الشباب حدث مهم يجب الوقوف عنده طويلاً بالقراءة والتحليل , الحادث قد لايعدو عن كونه شاب مندفع او حتى مدفوع وليس مهم لكن أصدائه وتوابعه قد تفوق الزلزال الأخير الذي ضرب العراق وكانت توابعه أكثر قوة منه .
لنبدأ أولا بالمرجعية ومكانتها لدى العراقيين فهي الأكثر احترام وتقديس لأنها تملك قدسية اجتماعية ودينية وتستمد قدسيتها من أل البيت عليهم الصلاة والسلام وتمثيل الإمام المنتظر مخلص البشرية وهم ظل الله في الأرض.
لكن بعد مرور مايقرب من 15 سنة لم تقم بدور لمحاربة الفساد أو منع استمراره ولم تحافظ على دم العراقيين ولم تبدي رأي في حدث إلا على استحياء "بحسب رأي بعض العراقيين" , ولكونها تملك قيمة عظيمة ولها قدسيتها ومكانتها فلذا يجب ان يكون دورها اكثر فعالية ,ولا عجب ان البعض او الاغلب يحملوها وزر ما حصل او وزر استمرار الحال ويضعون على عاتقهم حمل التغيير , وقد يكون على حق من يعتقد بأن المرجعية مقصرة بحق الشعب لان على قدر اهل العزم تأتي العزائمُ وليس افضل ممن يعرفون الله حق معرفته في ان يقودوا التغيير نحو الافضل "قد يكون هذا ما دفع الشاب لتلك المحاولة اليائسة " , ولكن قد لا تستطيع المرجعية إن تتدخل في السياسة إلا بحدود وإلا فأن مصيرها لن يختلف عن مصير العراقيين من قتل وتهجير واعتقال "نقول قد".
ثانياً قد يكون الشاب تحت ضغط نفسي او اجتماعي وهو ما دفعه للاعتداء على ممثل المرجعية لانه لايملك سلاح ويعرف جيدا انه لا يمكن ان يصل الى الهدف لان حوله حماية وحرس ولايمكن ان يتجاوز حراس المرقد بسلاح لكن قد يكون يائسه فقط هو من دفعه للاعتداء ولانه يعرف ان مصيره السجن فقط يكون اختار ان ينهي مستقبله على طريقة منتظر الزيدي .
ثالثاً قد يكون مدفوع او مأجور لكي يقوم بفعلته تلك من قبل جهة او جماعة اولتصفية سياسية لقصد ارهاب المرجعية وجعلها تقف على الحياد من السياسة او لاظهار ان المرجعية جزء من المنظومة السياسية وعليه يجب ان تدفع ثمن ذلك .
رابعاً قد تكون تمثيلية او مسرحية سمجه "ممن يحسبون على المرجعية" لكي يعيد للبعض من الشيوخ والسادة مكانتهم بعد ان اهتزت بفعل اهتزاز دماء العراقيين وضمائرهم واموالهم ويمنح كل من يملك عمامة او نسب لـ ال البيت او مناصرة لرجال الدين حماية وحراسة ويظفي على نفسه قدسية لاتنبغي له.
خامساً قد تكون الحادثة مرتبة لتدعم الفكرة المنتشرة في الاونة الاخيرة عن عودة حزب البعث "وهو الشماعة التي طالما القت الحكومات والمسؤولين اخطائها واخفاقاتها وفشلها عليها" وليس افضل من هذه الحادثة للاشارة لكون البعث هو من دفع الشاب او قد يقال انه بعثي اصلاً.
سادساً قد يكون المراد من الحادث ان يعتبر ايذاناً بانتهاء حكم الدين للدولة او سيطرة المتديين عليها ليعلن عن انتهاء هذه المرحلة من خلال تلك المحاولة "فليس افضل من ضرب المرجعية او رجل دين ليعلن عن نهاية عهدهم كما حصل في ايران مع حكم الشاه مع عكس الحالة" خصوصاً مع تحول الكتل ناحية المدنية اكثر من الدين.
المحصلة ان الرمز قد ضرب واعتدي عليه "وان لم تكن المحاولة ناجحة او حتى حقيقة" ولكن ستحصل حالات مماثلة في الايام القادمة لان عباءة القدسية قد سقطت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاب كويتي «مبتور القدمين» يوثق رحلته للصلاة في المسجد


.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ




.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب