الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضواء على واقع المياه بالعراق

عبد الكريم حسن سلومي

2018 / 2 / 12
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


افي كل فتره تقوم الحكومات العراقيه بوضع خطط استراتيجيه لتنمية الموارد المائيه والاراضي وسبل ادارتها إلا انها بصراحه تخفق بصوره كبيره في تنفيذ هذه الخطط والسبب الرئيسي لذلك يرجع للظروف السياسيه للبلاد مع ضعف فاعلية وكفاءة مؤسسات الدوله بسبب الروتين القاتل والفساد المتفشي في جميع المؤسسات مما يؤدي لعدم تطبيق هذه الخطط بصوره حقيقيه وعلميه صحيحه وكامله لذلك نرى ان يصار الى وضع خطه استراتيجيه واقعيه واضحة المعالم وقصيرة المدى لغرض ادارة موارد المياه وتنميتها بصوره متكامله ومثلى على ان تحتوي هذه الخطط على

*الكفاءه بتوفير المياه للاستخدامات كافه (زراعيه وصناعيه وبلديه)
*الموازنه الفعاله بين الاستهلاكات المائيه والواردات المتوفره فعلا
*المحافظه على مصادر المياه من الاستنزاف المفرط والتلوث
*توفير مياه صالحه للاستهلاك الاحيائي
*تجميع ومعالجة واعادة استخدام مياه الصرف بكافة انواعه(الزراعي والصناعي والصحي)
ان مسألة ادارة موارد المياه مسألة غاية الخطوره والاهميه فلابد لذلك من تحسين كفاءات استخدامات المياه وخصوصا بالزراعه المستهلك الاكبر للمياه مع تطوير وتنمية الموارد المائيه والبحث عن مصادر جديده غير تقليديه واستخدامها لذلك فالبلاد اليوم بحاجة ماسه لثورة حقيقيه في مجالات استخدام المياه واساليبها
فواقع الحال اليوم يجعل من الممكن الحصول على وفرة كبيره من المياه المستخدمه للزراعه والصناعه والبلديه خاصة اذا تم توفير الادوات والتقنيات المقترحه الخاصه بترشيد استهلاك المياه ولكن للاسف كلنا كفنيين ومختصين نقف عاجزين امام السياسات والقوانين التي تمارس اليوم في العراق والتي تشجع وتحث بصوره فعاله على الهدر والتجاوز بصوره كبيره في مجالات استخدام المياه
ولكون الزراعه الاروائيه هي المستهلك الاكبر للمياه بالبلاد لذا تبقى عملية الري الناجحه لها الدور الكبير في زيادة الانتاج بنجاحها بايصال المياه الكافيه للمحاصيل المزروعه لأنه بالواقع كثير من مياه الري تفقد بواسطة الجريان السطحي في الحقول الزراعيه وخاصة بالاراضي الغير مستويه وشديدة الانحدار والغير مهيأه بصوره جيده للزراعه وايظا تفقد بالتسرب العميق ومن سطح التربه واوراق النباتات من جراء عملية النتح وعليه فالتربه والمياه ستبقى اهم العوامل لنجاح الانتاج الزراعي حيث التربه هي الخزان الغذائي للنبات والمياه هي الناقل لهذا الغذاء للنبات
ان في الكثير من الرسائل العلميه والبحوث التي نشرت واطلع عليها المختصين لم يتطرق الاخوه الباحثين الى سوء ادارة المياه واثرها في الشحه المائيه للبلاد ولم يجرأ احد للتطرق الى السياسات التي تمارس بمؤسسات الدوله المسؤوله عن ادارة موارد المياه بكل المجالات حيث نراها غير ثابته وغير مستقره ويطغى عليها القرار الفردي وهي دوما تتغير بتغير اصحاب القرار مما اثر ذلك بصوره كبيره على التنميه الحقيقيه لموارد المياه وانهى فاعلية استراتيجيات ادارة المياه
كما ان الكثير من الباحثين لم يتطرق بصوره واضحه الى سياسات دول الجوار التي اثرت بصوره كبيره على الواردات المائيه متعللين بالظروف السياسيه التي يمر بها البلد وكذلك ان الاغلب منهم لم يقدموا حلول واقعيه حول كيفية ادارة المياه بالداخل بكفاءه وعلى الاغلب كانت بحوثهم حبرا على ورق
ان الكثير من المؤشرات تبين لنا ان وضع المياه بالبلاد الحالي لايعود فقط لاسباب خارجيه بل في سلوكياتنا بالداخل والتي اثرت بصوره كبيره على شحة المياه اليوم واعطت للخارج الحجه للتعامل مع الموارد المائيه الداخله للعراق بالتقنين الغير منطقي لحد العطش
لابد لنا من القول وبصراحة ان سوء ادارة المياه بالداخل وتخلفها تعتبر من اكبر العوامل التي سببت الشحه اذا كنا نمتلك الوعي الواقعي والحقيقي والمنطقي والشفاف
ان عدم الاهتمام بمراكز البحوث العلميه الخاصه بالمياه واهمال اغلب بحوثها المتعمد اليوم وخاصة بمجال الزراعه والري والتي تعتبر هي الركيزه الاساسيه لمشروعات تنمية الموارد المائيه والمحافظه عليها وادارتها حيث ان اغلب هذه المراكز البحثيه لاتملك الامكانيات الكافيه لتطوير بحوثها وتطبيقها على ارض الواقع
ولذا نرى انه قبل التفكير بتطوير وتنمية موارد المياه وزيادتها علينا اولا ان نركز على ترشيد الاستهلاك وادارة ماهو موجود منها بصوره فعاله والمحافظه عليها من التلوث حيث نرى اليوم ان الشعب عموما قد جعل من مصادر المياه مكبا للنفايات بكافة انواعها ومع رمي جميع انواع الملوثات في مصادر المياه السطحيه والجوفيه لذلك نرى وبوضوح ان قطاع المياه بالعراق بوضع سيء جدا ومتدهور بكل المجالات وإنه قد أن لهذا القطاع بالنهوض بصوره جاده ومع السماح للقطاع الخاص بالدخول بقوه بمجالات الاستثمار وادارة موارد المياه وتنميتها لتوفير المياه الصحيه للمواطن والصالحه للاستخدامات الاخرى وكذلك للحد من ضياع الثروه المائيه في قطاع الزراعه المستهلك الاكبر للمياه والحفاظ على مصادر المياه من التلوث لغرض مواجهة التحديات والمتغيرات التي طرأت على موارد المياه ببلادنا في الحاضر و لتجاوزها في المستقبل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س