الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يُمكِنْ أن يكون للقمر - قمرٌ آخر تابع ؟!

محمد عبد القوي

2018 / 2 / 13
الطب , والعلوم


في عملية مسح السماء نرصد عادةً الكواكب والكويكبات والمذنبات وما إلى ذلك في مدارها حول الشمس وهناك أيضاً التوابع أو الأقمار التي تدور حول الكواكب، وأزواج الكويكبات، ومع ذلك، لا يوجد ذكر لرؤية أجسام تدور حول الأقمار (الأقمار التربيعية) ولكن السؤال هنا : هل الأقمار لديها أقمار تابعة ؟!
قد تكون الإجابة سهلة ولكن إذا كانت الإجابة هي لا ... فما هو السبب بالضبط ؟!
من الناحية النظرية، يمكن للأقمار أن يكون لها أقمار وتسمى منطقة الفضاء حول التابع القمري – التي يمكن أن يوجد فيها قمر فرعي أو تابع – (نطاق هيل) وخارج مجال هذا النطاق، سيضيع التابع القمري من مداره حول القمر الرئيسي

من الأمثلة السهلة على ذلك نظام الشمس والأرض والقمر ...
الأرض تعمل بمثابة قمر تابع للشمس، والقمر هو قمر تابع يدور حول الأرض أما القمر يدور حول الأرض لأن القمر يبعد حوالي 380000 كيلومتر عن الأرض
و(نطاق هيل) الخاص بالأرض، هو عبارة عن دائرة نصف قطرها 1.5 مليون كيلومتر (0.01 وحدة فلكية أو 235 مرة مقدار نصف قُطر الأرض) مع ملاحظة أن نطاق هيل يُعرف في الفضاء حيث جاذبية الأرض على أي جسم أكثر تأثيراً من جاذبية الشمس فلو إفترضنا أن القمر أفلت بطريقة ما خارج نطاق هيل الأرضي، فإن القمر سوف يدور حول الشمس بدلاً من الأرض تماماً مثل جميع الكواكب الأخرى والكويكبات والمذنبات
وللمقارنة، فإن نطاق هيل لكوكب المشتري يبلغ نصف قُطره 0.36 وحدة فلكية، وهو أكبر بكثير من مساحة نطاق هيل الأرضي، ويرجع سبب ذلك إلى أن كوكب المشتري أكثر كثافةً من كوكب الأرض، وله جاذبية أقوى من جاذبيتها، ولكن الأهم من ذلك لأنه أبعد عن الشمس من الأرض، وبالتالي فإن خطورة جاذبية الشمس أضعف بكثير عند كوكب المشتري من كوكب الأرض، وهذا يعطي المشتري الكثير من تأثير الجاذبية على الفضاء من حوله

إن وجود مثل هذا النطاق الكبير بنصف قُطر هائل، هو الطريقة الوحيدة لشرح لماذا يملك كوكب المشتري الكثير من الأقمار ولماذا يمكنه أن يؤثر بقوة على مدارات المذنبات التي تمر قربه
و يبقى السؤال : هل يمكن أن يكون للقمر قمراً تابعاً ؟!
والإجابة هي (نعم)، قد يكون للقمر قمرٌ آخر كتابع

إننا إذا نظرنا إلى نظام الأرض والقمر وقمر آخر تابع للقمر، ستنطبق نفس الفكرة المذكورة أعلاه ...القمر له (نطاق هيل) الخاص به، بدائرة نصف قطرها 60000 كيلومتر (حوالي سدس المسافة بين الأرض والقمر) حيث يمكن وجود قمر تابع وإذا وقع هذا الجسم خارج نطاق هيل للقمر، فإنه سوف يدور حول الأرض بدلاً من القمر، والمشكلة الوحيدة هي أن القمر التابع لا يمكنه البقاء في مدار القمر إلى أجلٍ غير مسمى، وذلك بسبب المد والجزر
القمر، مثله مثل جميع الأقمار الأخرى تقريباً في النظام الشمسي، حيث يتزامن مع دوران الأرض، مما يجعله يقابل الأرض بنفس الوجه في جميع الأوقات (فترة دورانه حول محوره هي نفس فترة دورانه حول الأرض) وهو ما ينتج قوى المد والجزر بين الأرض والقمر، وهذه هي نفس القوى التي تسبب المد والجزر العالي والمنخفضة على الأرض

بهذا الترتيب البسيط فإن أي جسم داخل نطاق هيل الخاص بالقمر سينهار مداره فوراً بسبب المد والجزر، وهذا يعني أن مدار أي قمر تابع للقمر سوف يتقلص بمرور الوقت
بعبارة أخرى، المسافة بين القمر والقمر التابع له سوف تصغر حتى يصطدم القمر مع قمره التابع، أو يتحطم القمر التابع إلى أجزاء صغيرة نتيجةً لقوى المد والجزر، ولكن هذا يدعونا إلي التساؤل المهم : كيف ظل القمر على حاله، إذا كان هو نفسه قمراً تابعاً ؟!
السبب ببساطة هو أن هذه الحجة لا تنطبق على نظام الشمس والأرض والقمر، هو أن الأرض نفسها لا تدور بشكل متزامن حول الشمس مثلما يفعل القمر – ولا أي من كواكب المجموعة الشمسية – وهذا ما يسمح للقمر أن يُكوِّن مداراً مستقراً حول الأرض

في النهاية – وبغض النظر عن كل ما سبق – فإن الإجابة (الإنسانية) هي نعم لأن أنت أيها القاريء تعتبر عندي قمرٌ ثانٍ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندسة متفوقة في الطب في كاليفورنيا داعمة للفلسطينيين تحظى ب


.. معاناة شاب جزائري تتحول للفتة إنسانية تجمع مشاهير ومؤثري موا




.. صور الأقمار الصناعية بقاعدة أصفهان لا تظهر حفرا ناجمة عن الا


.. بظل شح المساعدات.. مبادرة لتوفير مياه الشرب في رفح




.. تعمير - خالد محمود يوضح كيف سيتم الربط بين المنطقة الصناعية