الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي يكون لنا وطن

أياد الزهيري

2018 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


أن تولد في بلد ما, هو قدر, لأن المولود لم يخطط أو يقرر وطنه حين ولادته, كما أن هذه الرقعه من الأرض التي تسمى وطن والتي حددتها أتفاقات ومعاهدات دول كبرى تحوي ضمن أطارها الحدودي أطر وأنساق ثقافيه ودينيه متعدده, فأذا كان ما يحدد الوطن الواحد النسق الديني والثقافي الواحد فيعني هذا لا يمكن الأبقاء على وطن واحد على ظهر هذا الكوكب لأن لا يمكن الحصول على نسق واحد سواء دينيآ أو أثنيآ أو ثقافيآ معآ والسبب يكمن في طبيعة الأنسان الذي يحمل في تكوينه التفرد والخصوصيه ,كما أن هذه الدول ضمت ضمن حدودها الكثير من الأقليات والطوائف والقوميات المختلف , حتى أصبح التنوعي الثقافي والديني والقومي واللغوي صفه طبعت بطابعها كل الدول بالعالم, والواقع يؤكد هذه النظره , وهو عدم تطابق كل العناصر الأجتماعيه معآ في بلد واحد , حتى بات وجود بلد خالص عرقيآ ودينيآ وثقافيآ ضرب من الخيال. أن محاولة بعض المجموعات المتشدده التي تحاول ألغاء هذا التنوع بالعنف, والتي منها ما ينتمي الى الأسلام أو غيره لا تحظى بالقبول من قبل القاطنين في ذلك البلد ولا حتى من العالم بأسره, حتى أصبح معتنقي هذه الأفكار حبيسي أنفسهم ومحدودي التأثير وأن أحدثوا ضجه ملئت العالم.
قد تتوفر فضاءات ومناخات لهذه الحركات , فتبدأ بالتوسع لكن سرعان ما تنحصر وتتقهقر سريعآ, فهذا الفكر الآري العنصري والذي قاده هتلر قد أنطلق بسرعة الصاروخ وأحتل أكثر دول أوربا ولكن أخيرآ فقد حتى أرضه التي أنطلق منها, وأنتهت بهزيمته النكراء وموته, كذلك هو ما حدث لداعش وأخواتها من القاعده وبوكو حرام والكثير من الحركات المتشدده في العالم دينيه وغير دينيه , حيث أنهزمت داعش مولية الأدبار منهزمه منكسره , وهي الآن تعيش أنفاسها الأخيره.
السؤال هنا , كيف تنتهي مأساة وطن يدعى فيه تأسيس لعقيدة قومية ودينيه وثقافية واحده, فكره أخسر اصحابها العالم أفدح الخسائر وأرتكبوا أفضع الجرائم بحق الأنسانيه. السؤال أيضآ متى ينتهي العالم من هذه المأساة القابله للتجدد ما دام هناك أفكار طوباويه تعيش في أذهان البعض ولم يضع لها حد , بل هناك للأسف من يغذيها ويشحذ أفكارها المريضه , بل هناك أمبراطوريات أعلاميه تساهم بتصوير أعمال هذه الوحوش بأنها أعمال أسطوريه.
الحقيقه أن الأوطان لا يمكن لها العيش بسلام الا بالمؤانسه والمجانسه بين رعاياها. المؤانسه تنال بما يحصل عليه الأنسان من حقوق, مما يشعره بالمواطنه الحقه مثل (حقوق الأنسان, التعدديه الثقافيه, المساواة أمام القانون..) . أما المجانسه وهو التوافق على أطار مشترك في بعض القيم المشتركه والتي منها اللغه والعادات الأجتماعيه وأسلوب الحياة وغيرها من القيم التي تشكل قاعده مشتركه تربط أفراد الوطن بها, مما يشكل نسيج أجتماعي توافقي يقبل بعضه بعضآ لأن الشعب الذي تتخلله قيم متناقضه وبشكل حاد يكون مجتمعآ ضعيفآ وبعيدآ عن التماسك ولا يجمعه جامع ويكون قابل للقسمه في أي وقت , حتى أن أبسط أهتزاز يتعرض له البلد تراه يتجه للتقسيم وبسرعه مذهله , ودولة يوغسلافيا مثل قريب لنا حيث تقسمت الى خمس دول صغيره. أن ما يجعل الوطن عصي على التقسيم هو حصوله على نسبه لا بأس بها من الأنسجام الأجتماعي , وهذا الأنسجام لا يتحقق الا بقدر من المشتركات سواء كانت دينيه أم ثقافيه أم لغويه وحتى أحيانآ تاريخيآ ولكن هذا لا يعني التطابق التام ولا ذوبان البعض بالبعض الآخر ولكن كما قلنا هو المجانسه والمؤانسه بين شرائح هذا المجتمع. بهذه المشتركات يمكن أن نحافظ على حدود هذا البلد أو ذاك من اعادة التحديد لحدوده بين الحين والآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت